تعرف عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ألمانيا في ناميبيا
اعترفت ألمانيا الجمعة، بارتكابها إبادة جماعية، خلال احتلالها لناميبيا البلد الواقع في جنوب غرب إفريقيا بين عامي 1884 و1915.
والإبادة الجماعية لهيريرو وناما تعد من أولى محاولات الإبادة الجماعية في القرن العشرين، شنتها ألمانيا ضد القبائل في جنوب غرب إفريقيا (ناميبيا حالياً).
وبلغت سياسة الاضطهاد، التي كانت ألمانيا تنتهجها في مستعمراتها الإفريقية، ذروتها بين عامي 1904-1909، فقد أعطت جنودها الحرية الكاملة في ممارسة كل أنواع القتل والتشريد بحق من يعارض وجودها في المنطقة من المحليين، فأخذت ترتكب في حقهم الفظائع من قتل واعتقال وتشريد واغتصاب للأراضي والممتلكات، بالإضافة إلى عزلهم في المعسكرات حتى الموت.
وتحت الحكم الاستعماري الألماني استُخِدم السكان الأصليون بصورة روتينية كعمال مستعبَدين، وكثيراً ما صادروا أراضيهم وأعطوها إلى المستعمرين، لتشجيعهم على الاستقرار في الأراضي المأخوذة من السكان الأصليين.
واستمر الاحتلال الألماني لناميبيا من عام 1884 حتى عام 1945، مارست خلالها أشد أنواع الظلم على السكان المحليين، فاستولت على أراضيهم وارتكبت بحقهم المجازر الجماعية، وسيطرت على مصادر الألماس في البلاد، واستقدمت لذلك أفضل وحدات الإمبراطورية تدريباً من أجل الحفاظ على بقائها في المنطقة.
وفي عام 1904 أصدر الجنرال الألماني لوثر فون تروثا أمراً يقضي بمواجهة من يقف في وجه الاحتلال الألماني للمنطقة بشتى الوسائل، ممَّا أدى إلى قتل نحو 80% من شعب “أوفا هريرو” ونحو 50% من شعب “ناما” دون رحمة.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل قامت ألمانيا بنقل الناجين من السكان إلى معسكرات الاعتقال حيث كانت تُصليهم هناك أشد أنواع العذاب دون توقف، وكانت جزيرة “القرش” من بين معسكرات الاعتقال، حيث لقي الآلاف ممَّن نقلوا إليها حتفهم هناك.
وتحدث أحد الناجين من المذبحة عن الوحشية التي كانت تُمارس في جزيرة ” القرش” فيقول: “أرسلني الألمان إلى الجزيرة، وبقيت هناك عاماً كاملاً، كنا 3500 شخص لم يبق منا على قيد الحياة سوى 193 شخصاً، ومات الآخرون جميعهم”.
وأجبر الذين رُحِّلوا إلى الجزيرة على القيام بأعمال شاقة كان من بينها سلخ لحوم من سبقوهم إلى الموت في الجزيرة عن جماجمهم وعظامهم، وتنظيفها تماماً، حيث يجري نقل العظام والجماجم إلى ألمانيا من أجل إجراء الأبحاث العلمية عليها في الجامعات الألمانية.
وتشير المعلومات إلى أن ألمانيا قامت بنقل أجساد ما يزيد على 100 ألف ممَّن قتلتهم، وذلك بهدف استخدامها في مختبرات التجارب العرقية، أما الثلة القليلة التي استطاعت الفرار من مصير المذابح الألمانية فتُركوا وسط صحراء كالاهاري بلا طعام ولا شراب، لتكويهم رمالها بحرِّها وتنهش الطيور الجارحة أجسادهم.
ووفقاً للتقديرات مات ما بين 24.000 و100.000من الهيريرو، و10.000 من الناما، وعدد غير معروف من البوشمن في الإبادة الجماعية.
وفي عام 1985 صنف تقرير ويتاكر التابع للأمم المتحدة الآثار المترتبة على ذلك على أنها محاولة لإبادة شعوب هيريرو وناما في جنوب غرب إفريقيا، وبالتالي تعتبر واحدة من أولى محاولات الإبادة الجماعية في القرن العشرين.