ذكرت دراسة إسرائيلية أنّ البحرية التركية اليوم هي أقوى القوات البحرية في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
وقالت الدراسة التي أعدها مركز الأبحاث السياسية والاستراتيجية بجامعة حيفا ونشرت في يناير/كانون الثاني من عام 2021: إن “البحرية التركية غيرت خلال العقدين الأخيرين وجهها وقوتها”.
وأضافت: “هذا التغيير هو ثمرة صياغة استراتيجية بحرية مصممة لتحويلها من أسطول بحري كان يشكل جزءاً من أسطول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أسطول مميز”.
وجادلت الدراسة بفرضية أن “القوة البحرية المتزايدة لتركيا تشكل تهديداً محتملاً وتحدياً مستقبلياً لإسرائيل”، وحذرت الدراسة تل أبيب بأنها “يجب أن تفكر بجدية في التهديد المحتمل الذي تشكله أنقرة”.
وأشارت إلى أن أنقرة “تعمل على تعزيز أسطولها من الغواصات بـ6 متطورة خلال السنوات القليلة المقبلة، ما يجعل القوة البحرية التركية تمتلك بين 12-14 غواصة متطورة ما يمنحها أفضلية ساحقة على نظيرتها الإسرائيلية”.
وسلطت الدراسة الضوء على القوة الضاربة للبحرية التركية وقدرتها على التدخل.
وأشارت إلى البناء التركي للفرقاطات والطرادات متعددة الأغراض، والتي يتم تسليحها بصواريخ “أطمجة” المضادة للسفن التي تم اختبارها من قبل البلاد بنجاح في فبراير/شباط الماضي.
وقالت الدراسة: إن “القوة البحرية التركية ستوفر لتركيا قدرات هجومية غير مسبوقة في البحر الأسود وشرق البحر المتوسط”.
وتستعد تركيا لإطلاق أول حاملة طائرات مصنعة بقدرات محلية في عام 2021، والتي ستحمل اسم تي سي جي أناضول (TCG Anatolia) .
ويبلغ طول حاملة الطائرات المرتقبة 232 متراً وعرضها 32 متراً، بينما يبلغ وزنها 27 ألف طن، وارتفاعها 58 متراً، إذ تحتوي على 11 طابقاً بأحجام مختلفة.
وسيكون بإمكانها حمل 30 طائرة بين مروحيات ومقاتلات وطائرات مسيرة، إذ تضم ستة مهابط، ومدرج طيران، فضلًا عن نقل الآليات العسكرية البرية.
وفي مارس/آذار الماضي أخطرت تركيا اليونان وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بضرورة الحصول على إذن من أنقرة بخصوص الأنشطة التي تمس جرفها القاري شرقي البحر المتوسط.
جاء ذلك عبر مذكرات احتجاج أرسلتها أنقرة للأطراف الثلاثة، على خلفية مرور المسار المفترض للكوابل البحرية في مشروع ربط شبكات الكهرباء بين إسرائيل واليونان وقبرص الرومية من الجرف القاري لتركيا شرقي المتوسط، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول.
ووفق المصادر ذاتها، وقعت إسرائيل واليونان وقبرص الرومية في 8 مارس/آذار الماضي مذكرة تفاهم، لتنفيذ مشروع ربط شبكات الكهرباء للدول الثلاث عبر كوابل بحرية، وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي.
وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب القبرصي الرومي، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
كما تتجاهل أثينا التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل.