مظاهرات شعبية رفضًا للمقترح الروسي بفتح المعابر مع نظام الأسد في الشمال
وسط مقاطعة عسكرية ودعوات أهلية للتظاهر في إدلب وحلب شمال وشمال غربي سوريا، رفضاً للمقترح الروسي الرامي إلى افتتاح المنافذ والمعابر مع مناطق سيطرة النظام السوري، نفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى ما تناقلته وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي الأنباء المتداولة حول افتتاح معابر شمال غربي سوريا.
وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة: «تناقلت بعض المواقع الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي أخباراً غير دقيقة عن افتتاح معابر بين المناطق المحررة والمناطق المحتلة». وأوضح قائلاً: نؤكد عدم صحة هذه الأخبار جملة وتفصيلاً وأن الحكومة السورية المؤقتة لن تتنازل أبداً عن ثوابت ثورتنا المباركة ولن تحيد إطلاقاً عن مطالب شعبنا الأبي. كما نقلت رويترز عن مسؤولين أمن أتراك قولهم: إن إعلان روسيا فتح معبرين حدوديين إلى شمال غربي سوريا غير صحيح.
وذكرت وسائل إعلام النظام الرسمية أن محافظة إدلب افتتحت بالتنسيق مع وحدات الجيش العربي السوري والهلال الأحمر العربي السوري اليوم ممر ترنبة سراقب في منطقة سراقب في ريف إدلب الشرقي بهدف استقبال الأهالي الراغبين في الخروج.. إلى بلداتهم وقراهم.
ونقلت سانا عن محافظ إدلب محمد نتوف قوله: إن المحافظة قامت بتجهيز طاقم طبي كامل مع عيادة متنقلة وسيارة إسعاف عند الممر لاستقبال الأهالي الراغبين بالخروج وتقديم الخدمات الطبية اللازمة فيما جهز الهلال الأحمر العربي السوري فرقاً إضافية ستكون مهمتها تقديم المساعدة». وأشار نتوف إلى وجود تنسيق مع الجانب الروسي و»تقديم كامل التسهيلات لضمان نقلهم إلى حماة ومن ثم عودتهم إلى قراهم المحررة.
وقال محمد وتي مدير فرع الهلال الأحمر إن فريقاً من الهلال الأحمر العربي السوري يتواجد على مدار 24 ساعة على الممر الإنساني وهو جاهز لتقديم الخدمات الإغاثية والطبية الكاملة للأهالي الراغبين بالخروج عبر هذا الممر إلى مراكز الإقامة المؤقتة في مدينة حماة.
وفي المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن رفضًا كبيرًا يسود الأوساط العسكرية المقاتلة في المنطقة الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، رفضاً للاتفاق الروسي – التركي حول فتح معابر في إدلب وحلب بين مناطق الفصائل والجهاديين من طرف، ومناطق النظام من طرف آخر. وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، وسم «لا للمعابر مع الطواغيت» و«شريان الحياة للنظام هو فتح المعابر» كما خرجت مظاهرات في كل من عفرين وإعزاز في ريف حلب، ومدينة إدلب، معتبرين أن المقترح الروسي سيكون له أثر سلبي على المناطق الخاضعة لنفوذ الفصائل، وسيرفع العزلة عن النظام الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، بفعل العقوبات الدولية.
كما دعا الناشطون لمظاهرات مليونية اليوم الجمعة ترفض مطالب موسكو بـ«فتح المعابر وإنعاش النظام بعد تهاوي ليرته» وفقًا للشعارات المتداولة. فيما تداول الناشطون صوراً للمدنيين أثناء حصار النظام لهم ومكابدتهم الموت لاسيما في أرياف دمشق وغوطتيها الشرقية والغربية، ومحافظة حمص وأحيائها القديمة.
وعبّرت قيادات عسكرية ضمن الجبهة الوطنية للتحرير وقائد فصيل جيش العزة وقيادات عسكرية أخرى عن رفضهم لفتح معابر عبر بيانات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الرائد جميل الصالح، قائد فصيل «جيش العزة» في تغريدة له على موقع تويتر “من يستطيع أن ينسى أهل حمص عندما تناولوا لحم القطط وأطفال داريا الذين فارقوا الحياة لنقص الحليب، وأهالي الغوطة عندما أكلوا حشائش، وأهالي عين الفيجة الذين حلموا بالدواء، وموت المعتقلين تحت التعذيب جوعاً»، وأضاف «حتى النقاش بفتح المعابر خيانة للدين والدماء والأعراض”.
كما قال الناطق العسكري باسم «الجيش الوطني السوري» الرائد يوسف حمود، في تغريدة له على حسابه الرسمي عبر تويتر “بالنسبة لي، لأن تفشل كل الحلول الدولية ولأن تقسم سوريا مليون قطعة، أسهل من أن يفتح معبر تجاري واحد مع عصابة النظام وقاتلنا بوتين حيث ما زال البهرزي جاثماً على صدر البلد.
موجة الغضب، تزامنت مع إعلان وزارة الدفاع الروسية عن توصلها إلى اتفاق مع الجانب التركي لإعادة فتح 3 معابر في منطقتي إدلب وحلب شمال سوريا لتخفيف صعوبة الأوضاع الإنسانية في الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا”.
وقال نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتحاربة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري ألكسندر كاربوف، خلال مؤتمر صحافي عقده الأربعاء، إنه بهدف رفع حالة العزل وعمليا إزالة الحصار الداخلي للمدنيين، تم اتخاذ قرار لفتح معبري سراقب وميزناز في منطقة إدلب لخفض التصعيد ومعبر أبو الزندين في منطقة مدينة حلب. وأضاف كاربوف: نعتقد أن هذا الإجراء يمثل عرضاً مباشراً لالتزامنا بالتسوية السلمية للأزمة السورية على المجتمعين المحلي والدولي». وأوضح نائب مدير مركز حميميم أن هذه الخطوة ستسهم «في تحسين الأوضاع الاجتماعية وإزالة التوتر في المجتمع بسبب انقطاع الاتصالات العائلية وصعوبة الأحوال المعيشية.