كل عمليات إطلاق النار الجماعية في أمريكا إرهابية.. لماذا السكوت عنها؟
اعتبر الكاتب سكايلر بيكر جوردان كل عمليات إطلاق النار الجماعية التي تقع في الولايات المتحدة أنها أعمال إرهابية، وتساءل مستنكرا عن سبب السكوت عنها وعدم وصمها بتلك الصفة.
وأشار في مقاله بصحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية إلى تجاربه مع هذه الظاهرة المنتشرة في الولايات المتحدة، حيث يقيم، ومنها أنه عندما كان عمره 4 سنوات علم بقيام مسلح بقتل 8 أشخاص في أحد المكاتب بمدينة جاكسونفيل في ولاية فلوريدا.
وعندما كان عمره 13 عاما علم أيضا بمقتل 11 طالبا ومعلم في مدرسة كلومباين الثانوية، وأشار إلى أحداث مماثلة في أماكن أخرى كما حدث عندما كان عمره 26 عاما في نيوتاون و30 عاما في بلس و32 عاما في باركلاند. وأحدثها في مقاطعة بولدر بولاية كولورادو وعمره الآن 35 عاما.
وخلص إلى أن مشاهدة تغطية أحدث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة أصبحت أصعب من المعتاد، وأنه لا ينبغي أن يكون أيا منها “عاديا”. لكن الحقيقة هي أن عمليات إطلاق النار الجماعية “شيء نشأت معه”، كما قال أحد الشباب الذين نجوا من هجوم كولورادو، وأضاف “الناس في عمري وجيلي اعتادوا على ذلك”.
ووصف الكاتب إطلاق النار الجماعي بأنه طقس أميركي مثل فطيرة التفاح التي تشتهر بها الولايات المتحدة، وأن جيلين من الأميركيين الآن -جيل الألفية مثله والجيل الذي بعده مثل الأطفال في باركلاند والشباب المشار إليهم أعلاه- تأثروا بسبب هذا العنف المسلح مما ترك فيهم ندوبا لن تزول.
وعلق جوردان ساخرا بأنه أثناء الإغلاق بسبب الوباء كان يمزح في كثير من الأحيان أن كل ما يريده هو الجلوس في مقهى ولكن ما كان يخشاه فقط هو أن يقتله مسلح منفردا وليس فيروسا. واعتبر هذه المزحة مضحكة فقط بسبب حقيقتها لأن كل الأماكن التي ذكرها سابقا كان يرتادها أحيانا.
وأشار الكاتب إلى أنه منذ التسعينيات كانت الأمة الأميركية محتجزة كرهينة من قبل لوبي السلاح والجماعات اليمينية المتطرفة التي تعتبر أي شكل من أشكال السيطرة على الأسلحة بمثابة إعلان حرب، وأنهم كانوا يستخدمون عروض الأسلحة لنشر أيديولوجية اليمين المتطرف، كما كانوا يستفيدون من معارضة مراقبة الأسلحة لجذب الناس إلى حركة المليشيات اليمينية المتطرفة وجماعات الكراهية الأخرى.
ويعزو الكاتب الفشل في فرض قيود على حمل الأسلحة ومراقبة بيعها إلى أن الجناة يُنظر إليهم غالبا على أنهم “ذئاب منفردة”، حيث يصور كل إطلاق نار على أنه “حادث منعزل”.
واختتم مقاله بأنه لم يعد هناك أي مكان آمن في الولايات المتحدة، لا في العمل أو في المدرسة أو في النادي أو أثناء التسوق في محل بقالة أو حتى المشي في الشارع دون الخوف من أن “يقتلنا شخص غاضب يحمل سلاحا آليا على كتفه، فقط لأن وجودنا جريمة. فإذا لم يكن هذا إرهابا، فأنا لا أعرف ما هو؟”.