4 أجهزة استخبارات إيرانية تتضارب في العراق بمجاميع من العملاء
في تقرير له، قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن 4 من أجهزة المخابرات الإيرانية تتنافس في العراق وتعطي أوامر متناقضة، ما يؤدي إلى خلافات بين حلفاء طهران داخل البلد العربي.
وبحسب التقرير البريطاني، فإن العراق أصبح منذ نحو 20 سنة ساحة معركة تتناحر فيها قوى عالمية وإقليمية، خصوصا الولايات المتحدة وإيران، وهو ما أدى بالأخيرة إلى بناء شبكة تحالفات لها تضم جماعات دينية وسياسية وعسكرية مختلفة.
وتشير الكاتبة سعاد الصالحي إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الذي تعتبره نقطة التحول الكبيرة في هذا المجال. ولكن مع تنافس 4 أجهزة مخابرات إيرانية على هذه المجموعات، قد تحدث انشقاقات أو خلافات بين الحلفاء العراقيين.
وتوضح الكاتبة أن أجهزة المخابرات الـ4 هي وزارة الاستخبارات والأمن القومي الإيرانية، و”بيت رهبري” وهو قسم الملفات الحساسة المتعلقة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إضافة إلى جهاز الاستخبارات المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، أما الجهاز الأخير فهو يتبع بشكل مباشر لمكتب المرشد.
وبحسب الموقع البريطاني، فإن الأجهزة المختلفة باستثناء وزارة الاستخبارات تعمل كلها بأوامر من المرشد أو مساعديه. ويعمل كل جهاز بشكل منفصل ويسيطر على مجموعة من الفصائل المسلحة والقادة السياسيين والمؤسسات الإعلامية والدينية المختلفة.
ويقول التقرير إن الأسبوعين الماضيين شهدا زيادة في أنشطة هذه الأجهزة، لكن الاختلاف بدا بينها في التوجهات والرؤى والأهداف بشكل كبير جدا.
ولتوضيح الفروقات بين هذه الأجهزة، يوضح التقرير أن وزارة الاستخبارات الإيرانية تدعو إلى ضبط النفس، في المقابل تدعو الأجهزة المرتبطة بالمرشد إلى خلق بلبلة في هذه الأوقات.
وحتى داخل معسكر المرشد، فهناك اختلافات في الأساليب والخطط.
ويقول التقرير إن هذه الاختلافات بين الأجهزة الـ4 تمثل خطرا على العراق، في الوقت الذي يتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن نيته العودة للاتفاق النووي وما رافقه من أنباء حول الموضوع.
ويشير إلى أن هدف الأجهزة الرئيسي هو جمع المعلومات لصالح وزارة الاستخبارات لكن الحرس الثوري يبقى الأكثر نفوذا في هذا المجال، بسبب ارتباطه بمكتب المرشد الأعلى.
وكان لقاسم سليماني القيادي الذي قتل بداية عام 2020 دور كبير في تعزيز قوة الحرس الثوري في الخارج، خصوصا مع مساهمته في تشكيل قوات الحشد الشعبي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق.
لكن اغتياله برفقة أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي، شكل ضربة للحشد وتسبب بفوضى كبيرة، بحسب الموقع، الذي أضاف أن سليماني كان يشكل حلقة وصل بين الفصائل المختلفة، وكان يساهم في تخفيف التوترات بينها. وانعكست هذه الخلافات على أداء الفصائل.
وتشير الكاتبة إلى أن ضعف الجنرال إسماعيل قآني الذي خلف سليماني وضعف تأثيره، أدى إلى عودة الاستخبارات للعمل وبسط نفوذها على الفصائل العراقية.
وتسبب ذلك بعودة الانقسامات بين الفصائل المختلفة، وبدت هذه الخلافات في أوضح صورها بعد غارة على مقاتلي كتائب حزب الله العراقي نهاية شباط/فبراير الماضي. وبينما دعت جهات إلى التحقيق في الحادث، دعا آخرون لاجتماع في طهران، وآخرون إلى اجتماع في بيروت. وجاء الرد يوم 3 مارس/آذار عبر هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد في الأنبار.
لكن وسائل إعلامية إيرانية شنت حملة إعلامية ضد الحكومة العراقية زاعمة أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يريد زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق بهدف الحصول على الحماية.
في المقابل، شنت فصائل صغيرة تحمل أسماء غير معروفة سابقا هجمات ضد أهداف أمريكية، ما اعتبره بعض المراقبين تكتيكا جديدا لفصائل عراقية معروفة بشن هجمات دون تحمل النتائج.
ويشير خبراء إلى أن هذه الهجمات تخدم الأهداف الإيرانية ضمن لعبة المناورة، والتي تخدم أهداف أوسع لإيران دون تحمل مسؤولية ذلك.