أوروبا تمر بأشد موجات الجفاف لم تشهدها منذ ألفي عام
أظهرت دراسة جديدة أن موجات الجفاف والحر في أوروبا منذ 2004، هي الأشد تطرفا منذ ألفي عام.
وأوضح الباحثون أن موجات الحر كان لها “عواقب وخيمة”، وتسببت في وفاة الآلاف في وقت مبكر، وساهمت في “تخريب المحاصيل وإشعال حرائق الغابات”. وتسبب انخفاض مستويات الأنهار بعرقلة حركة الملاحة ووقفها أحيانا، وأثر على تبريد محطات الطاقة النووية. وتوقع الباحثون موجات حر وجفاف أكثر في المستقبل.
ووجدت الدراسة أيضا أن الجفاف كان “تدريجيا” خلال الصيف في وسط أوروبا على مدار الألفي عام الماضيين، قبل الارتفاع الأخير. واستبعد الباحثون أن يكون النشاط البركاني أو الدورات الشمسية من أسباب هذا الاتجاه طويل المدى، ويعتقدون أن “التغييرات الطفيفة” في مدار الأرض هي السبب.
وقال البروفيسور أولف بونتغن من جامعة كامبريدج وهو المشرف على الدراسة: “نحن على دراية بالصيف الحار والجاف بشكل استثنائي الذي شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية، وتظهر نتائجنا أن ما شهدناه هو أمر غير عادي، وذلك لم يسبق له مثيل منذ ألفي عام”.
وأكد الباحثون أن تغييرات في تيارات الهواء فوق القارة الأوروبية تسببت في الجفاف، وتغير المناخ هو الدافع الأساسي لذلك، وقال بونتغن إن “تغير المناخ يعني أن الظروف القاسية ستصبح أكثر تواترا، ما قد يكون مدمرا للزراعة والنظم البيئية”.
وأوضح البروفيسور مريسلاف ترنكا من مركز “تشيك غلوب للأبحاث في برنو”، وهو عضو في فريق الباحثين إن “الزيادة الحادة في الجفاف كانت مقلقة بشكل خاص للزراعة والغابات، واندثار الغابات غير المسبوق في معظم أنحاء وسط أوروبا يؤكد نتائجنا”.
وحللت الدراسة 147 شجرة بلوط، وخشب البلوط في مبان قديمة مثل الكنائس، وخشب البلوط الذي تم حفظه في “رواسب الأنهار أو طبقات من الحصى”، وبقايا خشب البلوط المستخدم في حفر الآبار.
واستند الباحثون على بيانات “عرض وكثافة الخشب” لتحديد درجة الحرارة. وتم قياس الكربون والأكسجين لمعرفة كمية المياه التي كانت متاحة للأشجار، ومعرفة حالة الجفاف، وأظهرت السجلات أن موجات الجفاف الأوروبية الأخيرة غير مسبوقة.