اكتشاف دينار ذهبي عباسي يعود للقرن الثاني الهجري في مدينة حائل
أعلنت جامعة حائل السعودية اكتشاف دينار من الذهب يزن 4 غرامات يعود إلى العصر العباسي في القرن الثاني الهجري كتب عليه الشهادتان بالخط الكوفي القديم.
وذكرت جامعة “حائل” (حكومية)، عبر موقعها الإلكتروني، الخميس، أن الدينار الذي يعود إلى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد تم اكتشافه من قبل بعثة قسم السياحة والآثار بالجامعة في مدينة “فيد” الأثرية شرق مدينة حائل (شمال غرب) في إطار التعاون القائم مع هيئة التراث بالمملكة (حكومية).
ونقلت عن محمد الشهري عميد كلية الآداب والفنون بالجامعة قوله “خلال عمليات التنقيبات الأثرية في منطقة التنانير تم العثور على الدينار”.
وأضاف “كتب على وجه الدينار في الوسط بالخط الكوفي البسيط البارز عبارة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) في هيئة 3 صفوف متتالية، وعلى الإطار الخارجي لذات الوجه كتبت الآية القرآنية (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)”.
من جهته أوضح عبد الله العمران رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة حائل، أن الدينار المكتشف “كتب على وجهه الآخر عبارة (محمد رسول الله)، كل كلمة منها في سطر مستقل، وأسفلها بخط أصغر كتب اسم جعفر”.
وأضاف “لعل المراد بالاسم الوزير جعفر بن يحيى البرمكي وزير الخليفة هارون الرشيد، فيما كتب على الإطار الخارجي لظهر الدينار البسملة، وسنة ضربه (إنتاجه) على نحو: باسم الله، ضرب هذا الدينار سنة ثمانين ومئة (هجرية)”.
وحول الدينار المكتشف، قال محمد الحاج، أستاذ الآثار بالقسم، إنه “يعود إلى العصر العباسي المبكر، أو ما يعرف بالعصر العباسي الأول، وتحديدًا إلى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، أهم خلفاء الدولة العباسية، الذي حكم خلال الفترة الواقعة بين 170هـ و193هـ”.
وأضاف أنه “بالعثور على هذا الدينار يمكن القول إن مدينة فيد خلال القرن الثاني الهجري كانت من المدن والمحطات الإسلامية المهمة الواقعة على درب زبيدة أو طريق الحج الكوفي”.
كما يمكن من خلال هذا الدينار، وفق الحاج، “تأريخ الآثار المعمارية التي كشف عنها في المنطقة بشكل أولي، الأمر الذي يشير إلى قدم وجود مدينة فيد ونشأتها على طريق الحج الكوفي”.
وتعد ولاية هارون الرشيد للخلافة العباسية بعد وفاة أخيه الأكبر الخليفة موسى الهادي في ربيع الأول عام 170هـ (14 سبتمبر/أيلول 786م) بعهد من أبيه المهدي، من أعظم وأزهى ما مرت به الدولة العباسية، وكان عمره آنذاك 22 عاما، وتوفي بمدينة طوس في بلاد فارس عام 193هـ (808م) عن عمر 45 عاما.
وقد اتسمت سياسة الخليفة هارون الرشيد بفرض هيبة الدولة وسلطانها على جميع أراضي الدولة، وواجه حركات عدة داخلية وخارجية، أبرزها ثورة الخوارج التي قادها الوليد بن طريف الشاري، وثورة يحيى بن عبد الله العلوي، وثورة خراسان، والنزاع بين القيسية واليمانية، بالإضافة إلى المعارضة العلوية، بحسب حديث سابق أدلى به المؤرخ العراقي بديع محمد إبراهيم.