غموض يكتنف اختفاء معارض سعودي من كندا ثم ظهوره في المملكة
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلها في أوتاوا تشارلي ميتشل، قال فيه إن المخاوف زادت حول معارض سعودي طلب اللجوء السياسي في كندا ثم اختفى بعد زيارة إلى السفارة السعودية ليظهر من جديد في المملكة.
وقالت الصحيفة إن العودة المفاجئة من كندا لأحمد الحربي (24 عاما) أثارت المخاوف حول سلامته ومجتمع المعارضين الذين تواصل معهم. واختفى الحربي الشهر الماضي بعد سلسلة من المكالمات بشكل أثار قلق أصدقائه عليه وسلامته. وبعد أسبوعين ظهر حساب جديد له على تويتر وبصورة لولي العهد محمد بن سلمان. وبدا وكأن الناقد الحاد للنظام قد غيّر موقفه منه وأصبح من أنصاره.
ويأتي اختفاؤه وسط ما يقول الخبراء إنها حملة منسقة من ولي العهد لإسكات معارضيه في الخارج. وفي وقت سابق، تركزت الأضواء على المسؤول الأمني السابق سعد الجبري الذي فرّ إلى كندا. وقدّم الجبري دعوى قضائية ضد محمد بن سلمان يتهمه بإرسال فرقة قتل لاغتياله، بعد أسابيع من مقتل جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر 2018. وردت الرياض على اتهامات الجبري بتقديم دعاوى قضائية ضده بتهم اختلاس أموال الدولة.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، تقريرا سريا أشار إلى دور ولي العهد السعودي في جريمة قتل خاشقجي. ويرى توماس جونيو، الأستاذ بجامعة أوتاوا أن “واحدة من الرسائل التي تحاول الحكومة السعودية إرسالها عندما تقوم بعمل كهذا، ليس إسكات شخص واحد، ولكن إرسال رسالة للمنفيين في الخارج وداخل السعودية بأن الدور قادم عليهم”. مضيفا: “لا أحد يعتقد أنه غيّر مواقفه” في إشارة إلى الحربي، الذي درس هندسة الكمبيوتر بجامعة ولاية أوكلاهوما الأمريكية، ثم انتقل إلى كندا التي قدّم فيها طلب لجوء سياسي عام 2019 وانضم لشبكة المعارضين هناك، وانتقد النظام السعودي، وعبّر عن تضامنه مع المعتقلين في المملكة.
وقال جونيو إن “كل هؤلاء الأفراد كانوا على اتصال مع خاشقجي قبل مقتله في 2018″. و”كانوا يعملون على إنشاء جهود مضادة” للنظام وحملة التضليل الدعائية على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بداية الشهر الماضي، اتصل الحربي بصديقه عمر عبد العزيز، المعارض المعروف في مونتريال الكندية وطلب مساعدته. وقال عبد العزيز إن الحربي جرى التحقيق معه حقق حول أصدقائه، وأُعطي أوراق سفر للعودة إلى السعودية. ومع أنه ذهب إلى المطار مع مرافقين، إلا أنه استطاع الهروب. ولا يعرف سبب ذهابه إلى السفارة. ونقلت “تورنتو ستار” عن عبد العزيز قوله: “لو ذهب إلى السفارة طوعا لما اتصل بي وقال ساعدني”. وبعد أيام اتصل مع صديق آخر وطلب مقابلته في أوتاوا، حسبما قالت الصحيفة، ثم اختفى.
وقبل أسبوعين، نشر على حسابه الجديد في تويتر صورة له مبتسما وبطاقة المغادرة مؤرخة بـ7 شباط/ فبراير. وقال المعارض السابق، إنه سعيد بالعودة إلى الوطن. ثم ظهرت منشورات مؤيدة للنظام، منها لقطة في سيارته بعلم السعودية وكلمة قوة.
ويقول جونيو إن اختفاء الحربي من كندا يتناسق مع سياسة الدولة في ملاحقة المعارضين في الخارج ولا يعرف زملاؤه ما قدم من معلومات عنهم. هل قدم أرقام هواتفهم مكرها أم تحت التعذيب؟ وهل كشف عن أسماء؟. مضيفا: الغموض هو جزء من حملة الضغط التي يقوم بها محمد بن سلمان.
ولم تعلق الرياض على عودة الحربي، ولم ترد وزارة السلامة العامة في كندا على أسئلة، ولم تقدم توضيحات.
المصدر: القدس العربي