صحيفة الغارديان: كم عدد الأميرات الواجب اختطافهن حتى يتوقف الساسة والنجوم والسياح عن الترويج لإمارة لدبي؟
تساءلت كاثرين بينت بمقال لها بصحيفة “الغارديان” عن عدد الأميرات الواجب اختطافهن قبل أن يقاطع السياح شواطئ دبي؟ وقالت إن حقوق الإنسان لا تهم السياح الذين يبدون عدم اهتمام بأميرتين مختطفتين.
وقالت هل يحتاج الأمر إلى اختطاف ثلاث، أربع، عشر أميرات كي يصحو الذين يبحثون عن قضاء الإجازات في دبي على المعاناة الإنسانية. فاختفاء أميرتين لا يكفي على ما يبدو، مع أن واحدة منهن صورت وضعها سرا وتحدثت عن القبض عليها وضربها وتخديرها وإعادتها إلى دبي ونشرت لقطات الفيديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وأكدت ما قرره قاض بريطاني قبل عام بشأن القضية.
فقد قبل القاضي سير أندرو ماكفرلين ما تقدم به محامون رافعوا عن الأميرة هيا الحسين زوجة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم السابقة بأن ابنتيه لطيفة وشمسة أعيدتا قسرا إلى دبي بعد هربهما في 2018 و2000.
وعلى ما يبدو فقد تكتمت وزارة الخارجية البريطانية على معلومات تتعلق بنقل شمسة القسري من بريطانيا.
وحتى رواية القاضي الهادئة حول المعاملة المزعومة للشابتين والتي تردد صدى حكايات الأخوين الألمانيين غريم أو استعادة مشاهد من فيلم “غازلايت” أو حبكة من روايات ويلكي كولينز التي تصور أحداثا كابوسية ولا تتوافق مع بلد دعا رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي للمشاركة في منبر المرأة العالمي.
وقبل قرار ماكفرلين المتعلق باختطاف الأميرتين انتشرت تقارير عن تلقي مي 115.000 جنيه إسترليني مقابل مشاركتها في الترويج لدبي وعملها في مجال حقوق المرأة مع أن نساءها يحتجن لإذن من أزواجهن للعمل.
وأضافت الكاتبة أن تجاهل اختطاف الأميرة شمسة والتي لم يسمع عنها منذ عقود يجعلك جزءا من الدائرة الجهنمية. كما ولا يبرر هذا موقف ماري روبنسون التي مدحت بسبب عملها في مجال حقوق الإنسان والتي بدت وكأنها تتعاون مع العائلة عندما زارت الأميرة لطيفة في 2018 وقبلت بعد مناسبة اجتماعية فكرة معاناة الفتاة من وضع نفسي وصحي خاص.
ففي مشهد يذكر بكتاب العصر الفيكتوري لم تستند فيه روبنسون على الفحص السريري أو التحقيق للتوصل إلى رأيها حول وضعية الشيخة لطيفة قالت فيه “لم أكن أريد سؤالها حتى لا أزيد من معاناتها على غداء جميل”. وربما كانت الأمم المتحدة أكثر حذرا وهي تنتظر أدلة عن حياة لطيفة. وتم تمرير رسالتها التي كتبتها في 2019 وتطلب فيها التحقيق في اختطاف شقيقتها الكبرى إلى الشرطة في بريطانيا.
وفي حالة تيريزا ماي فقد كانت مهملة بدرجة كافية لأنها لم تسأل عن وضع لطيفة وشريطها الذي سجلته عام 2018 في حالة فشل محاولتها للهرب. وقالت فيه “إما أنا ميتة أو أنني في وضع سيئ جدا جدا” و”لو كنت فتاة فحياتك لا قيمة لها”. وفي منتدى المرأة أخبرت ماي الوفود أن النساء مثلها حرات للسفر وأن الوقت قد حان “لجيل جديد من الشابات لكي يتسلمن موقع القيادة”. وكانت ماي سعيدة على ما يبدو بتقديم المساعدة لنظام قمعي وتقديم نفسه بأنه “مفتوح ويحترم حقوق الإنسان” كما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش.
وتعلق الكاتبة أن عدم تأثر جاذبية دبي للسياح رغم عدم احترام حقوق الإنسان راجع إلى الشخصيات التي اشترت عقارات أو قامت بالسياحة أو تقديم حفلات موسيقية أو قامت بعقد تحالفات بين البلدين بدون أن تلقي بالا للاعتقال التعسفي وسوء معاملة المساجين ومعاملة العمالة الوافدة كالرقيق.
وفي الوقت الذي لا تجذب فيه ميانمار أو كوريا الشمالية السياح الأجانب لأن عائلة لاعب الكرة ديفيد بيكام وأمثاله من النجوم لم يشتروا فيهما عقارات أو بسبب الدعاية السيئة، ففي حالة دبي لعبت عمليات الترويج الماهرة على منع حصول أي تناقض بين غياب حرية التعبير وتلك التي تعطي السائح الفرصة للمشاركة في احتفالات التسوق في الإمارة. وغياب الحرية لن يزعج السائح أكثر من حرصه على حياة الجمال في الإمارة. وحتى المشاركين في مهرجان هي الثقافي برروا فكرة المشاركة فيه أنها نوع من “التواصل” رغم الممارسات الوحشية المحلية.
وما جرى للمسؤولة المنظمة للمهرجان التي اتهمت وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بالهجوم عليها جنسيا جاء ضمن هذا الفهم. وقالت لجنة التنظيم للمهرجان إنها لن تعود مرة ثانية إلى الإمارات طالما ظل الشيخ نهيان وزيرا للتسامح، ونفى هذا الاتهامات الموجهة إليه. وكان الناشط أحمد منصور الذي سجن لنشاطاته السلمية في حجز انفرادي قبل أن يقرر المشاركون في “التواصل” أو قل العمل على تنظيف سمعة دبي كمكان جيد.
ومسألة مساعدة دبي لا تقتصر على النجوم مثل بيكام أو الساسة مثل تيريزا ماي بل والملكة التي تقيم علاقة جيدة مع الشيخ محمد بن راشد، حيث يجتمعان على حب الخيول وسباقاتها.
ولكن بوريس جونسون ووزير خارجيته دومينك راب عبرا عن قلقهما بعد لقطات الفيديو التي عرضها برنامج بانوراما في بي بي سي، ولكنه قلق لا يستدعي فرض عقوبات. وترى صديقة لطيفة تينا يوهيانين التي تعرضت للمعاملة السيئة بعد محاولة الهرب الأولى مع لطيفة “أريد رؤية مقاطعة للسياحة في دبي” و”لا يستطيع أحد لديه ضمير تجاهل الواقع الآن” من الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان والاستغلال. فهل يستمع السياح البريطانيون؟.