الرئيس الأرميني يرفض إقالة رئيس الأركان والمعارضة تدعو الجيش للانتفاض
واصل أنصار المعارضة في أرمينيا احتجاجاتهم المطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان داعين الجيش إلى الانتفاض، وفي الوقت الذي تشبث فيه الرئيس بعدم إقالة رئيس الأركان يستعد البرلمان لعقد جلسة استثنائية لبحث الأزمة السياسية.
وقالت المعارضة -التي احتشد أنصارها أمام القصر الرئاسي ومبنى البرلمان بالعاصمة يريفان- إنها ستجبر نواب الحزب الحاكم على المشاركة في الجلسة التي لم تعقد حتى الآن بسبب عدم اكتمال النصاب، داعية الجيش إلى الانتفاض.
كما تطالب، ومعها قيادة هيئة الأركان التابعة للقوات المسلحة، باستقالة باشينيان وحكومته كسبيل وحيد لإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها بعد خسارة أرمينيا حرب قره باغ الأخيرة.
في الأثناء، أعاد الرئيس أرمين سركيسيان إلى الحكومة طلب رئيس الوزراء إقالة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، ووجه اعتراضات على إقالته.
ووفقا للدستور، فإنه في حال قدم رئيس الوزراء التماسا جديدا في هذا الشأن، فيمكن للرئيس إما ان يوقع عليه أو يحيل الأمر إلى المحكمة الدستورية.
وكان باشينيان قال إنه صد محاولة للانقلاب على الحكومة، مطالبا الجيش بحماية أرمينيا، والامتثال لإرادة الشعب والسلطات المنتخبة.
كما دعا المعارضة إلى الحوار من أجل إنهاء الأزمة، لكنه توعد في الوقت ذاته باعتقال كل من يذهب أبعد من التصريحات السياسية.
وأعلن باشينيان إقالة رئيس الأركان العامة، لكن الرئيس سركيسيان لم يوقّع حتى الآن على أمر الإقالة.
ردود فعل دولية
وفي أبرز ردود الفعل الدولية على هذه التطورات، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأرمينيا، إلا أن ذلك لا يعني عدم تنفيذ يريفان لتعهداتها في “إعلان نوفمبر” عقب الحرب الأذربيجانية الأرمينية.
وفي تصريحات له في مؤتمر صحفي له بالعاصمة الأذرية باكو، أضاف علييف “آمل ألا يؤثر الوضع السيئ الحالي لأرمينيا على التزاماتها في تنفيذ مواد إعلان العاشر من نوفمبر، وإلا فإنها ستقع في أوضاع أكثر صعوبة.. يجب أن تدرك أرمينيا أن خياراتها ليست كثيرة”.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يمكن القبول بالمحاولة الانقلابية في أرمينيا، مؤكدا أن للشعب الأرميني وحده الحق في تغيير النظام في البلاد.
وفي تصريحات بمؤتمر صحفي عقب صلاة الجمعة بمدينة إسطنبول، قال أردوغان “نحن نعارض كل أنواع الانقلابات العسكرية. محاولة العسكر الانقلاب عن طريق توجيه الدعوات لتغير النظام الحاكم أمر لا يمكن القبول به”.
وقال الرئيس التركي “مصير باشينيان واضح” وأضاف أن المؤشرات تدل على أن “الشعب الأرمني سئم الإدارة والحكومة الحالية.. وواضح أن الشعب الأرمني سئم باشنيان، وأن الشعب نفسه سيسقطه”.
حرب قره باغ
ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما تحدث معارضوه عن إدارة “كارثية” للصراع الدامي الذي استمر 6 أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني بإقليم ناغورني قره باغ والمناطق المحيطة به.
وخسرت القوات الأرمينية مساحات كبيرة لصالح قوات أذربيجان في صراع العام الماضي الذي أودى بحياة الآلاف.
وتنتشر قوة حفظ سلام روسية حاليا في الجيب الذي يعترف به المجتمع الدولي جزءا من أذربيجان، لكن سكانه ينحدرون من أصل أرميني.
وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.
المصدر: الجزيرة