علماء الأمة يرثون عالم الحديث التركي محمد سراج
تسابق علماء الأمة وجهات إسلامية عدة، السبت، على نعي ورثاء عالم الحديث التركي البارز محمد أمين سراج الذي وافته المنية عن عمر ناهز 90 عاما قضاه في خدمة الإسلام.
وبتوصيفات تشيد بسيرته العطرة، أثنت بيانات النعي والرثاء على سراج، الذي توفي الجمعة، معتبرة أن الراحل كان بحرا في العلوم الإسلامية، وأحد أئمة الهدى في الأرض، وقبلة هداية، ورجل التعليم والتربية والإصلاح.
إذ نعاه الشيخ يوسف القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا: رحم الله فضيلة الشيخ أمين سراج كبير علماء تركيا، وزميل الدراسة القديم، وخريج كلية الشريعة بالأزهر الشريف.
كما نعاه أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، قائلا عنه: في زمن مكفهر حيث يُحارب الإسلام ويلقى الدين وأهله أشد أنواع التنكيل ولد السراج المنير والأمين الطيب.
أيضا نعى الراحل الأمين العام للمؤتمر الاسلامي الدائم للشريعة والقانون في لبنان رئيس جامعة طرابلس رأفت محمد رشيد الميقاتي، قائلا: كان رحمه الله من أئمة الهدى في الأرض، وكان موئل أفئدة أهل الدين وطلبة العلم الشريف.
وأضاف الميقاتي في بيان: لقد رحل أحد كبار المرشدين الربانيين المعاصرين الذين تركوا بصمة واضحة في تركيا، تربية وتعليما، دعوة وإرشادا، بل كان مرجعية الجماهير الإسلامية الواسعة على اختلاف مشاربها، ممن يؤمنون بأن الدين عقيدة وشريعة وسلوك، ودين ودولة.
ومن موريتانيا، قدّم العلامة المعروف الشيخ محمد الحسن الددو تعازيه لتركيا والعالم الإسلامي بوفاة سراج.
وقال الددو، وهو أيضا رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا في رسالة تعزية نشرها عبر “تويتر”: نسأل الله أن يكتبه في عليين وأن يرفع درجاته في الصالحين ويرزقه مرافقة النبيين والصديقين والشهداء، وأن يبارك في أهل بيته وطلابه ومحبيه أجمعين.
ومن سوريا، نعى رئيس “رابطة العلماء السوريين” السابق الشيخ محمد علي الصابوني، سراج، قائلا: تودع أمتنا الإسلامية اليوم علما من أعلامها، وطودا منيعا من أطوادها، وركيزة شامخة حولت وغيرت وصنعت في تركيا عزة الإسلام، فكانت خير الداعي وخير الموجه.
تعازي من الهند وجنوب إفريقيا
ومن الهند، قال الداعية سلمان الحسيني الندوي أحد كبار علماء ومفكري الهند في تسجيل مصور: “تلقينا نبأ مفجعا بوفاة العالم الجليل والداعية المجاهد والمحدث والمفسر الكبير والفقيه الأصيل الشيخ محمد أمين سراج”.
وأضاف الندوي: إنا لله وإنا إليه راجعون، كان سراج صاحب همة عالية ورجل التعليم والتربية والإصلاح.
ومن جنوب إفريقيا، قال محمد سلوجي، الذي يعمل في قسم الاستشارات الشرعية بـ”البنك الوطني الأول” (مقره جوهانسبرج)، ناعيا الراحل، إن سراج عمل على تدريس صحيح البخاري ومختلف كتب الحديث لعقود.
وأضاف في بيان عبر “فيسبوك”: “كان لنا حظ لقائه بانتظام، والاستفادة من تواضعه وعلمه”، واصفا الراحل بأنه كان صاحب “شخصية رائعة ومميزة ودافئة وحنونة”، داعيا الله أن يتوج جهده بالقبول وان يرزقه درجة عالية في الجنة.
تعازي من مؤسسات إسلامية
بيانات التعازي والرثاء لم تقتصر على علماء الأمة البارزين، بل تعدتها إلى جهات ومؤسسات إسلامية حرصت على رثاء الراحل.
إذ قالت “رابطة علماء فلسطين”، في بيان: نتقدم من الأمة العربية والإسلامية عامة، ومن الشعب التركي خاصة، بأحر التعازي بوفاة فضيلة العلامة الكبير محمد سراج.
وأضافت الرابطة: أفنى سراج، وهو أبرز علماء الأمة والشعب التركي، حياته من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، ومن أجل الدعوة إلى الله ونصرة دينه وخدمة القضية الفلسطينية.
كما قدمت حركة “حماس”، وافر العزاء لتركيا، قيادة وشعبا، بوفاة العام الكبير محمد سراج.
ونعت جماعة “الإخوان المسلمين” كذلك سراج قائلة: نتقدم بخالص العزاء والمواساة لدولة تركيا وشعبها وللرئيس رجب طيب أردوغان وإلى أسرته الكريمة وذويه وإخوانه وتلاميذه و محبيه حول العالم.
ومساء الجمعة، توفي سراج عن عمر ناهز 90 عاما.
وبدأ سراج حفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره في بيت جده.
وبين أعوام 1940 ـ 1943 درس في مسقط رأسه بولاية طوقات التركية، ثم أرسلته أسرته إلى إسطنبول لمواصلة تعليمه.
وفي إسطنبول درس علمي التفسير والحديث، وحصل على أول إجازة في الحديث عن سلسلة المحدث الحاج فرحات ريزوي على الشيخ سليمان أفندي.
وفي 1950، هاجر إلى مصر لمواصلة تعليمه، وسجل في الثانوية الأزهرية.
وتلقى التعليم على يد محمد زاهد الكوثري، وحصل على إجازة من جامعة الأزهر.
المصدر: وكالة الأناضول