طالبان تأمر مقاتليها بالاستعداد للقتال
أكدت الإدارة الأميركية الجديدة، أمس الجمعة، عمق علاقاتها العسكرية بالحكومة الأفغانية في كابل، في حين أفادت تقارير بأن طالبان بدأت استنفار مقاتليها استعدادا لاحتمال تنصّل واشنطن من الاتفاق القاضي بسحب قواتها.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنّ وزير الدفاع -لويد أوستن- تحدث مع الرئيس الأفغاني -أشرف غني- لتجديد تأكيد التزام الولايات المتحدة بشراكة أميركية أفغانية دائمة وتأكيد قوة العلاقة الدفاعية.
وأوضح بيان البنتاغون أن الجانبين بحثا عملية السلام الأفغانية وضرورة التوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب، كما أكد الجانبان أهمية اغتنام هذه الفرصة من أجل إحلال السلام.
وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه لم تُتّحذ أي قرارات بشأن حجم القوات الأميركية في أفغانستان، وذلك بعد تقرير من الحزبين الديمقراطي والجمهوري للكونغرس، دعا واشنطن إلى إرجاء خطة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية كافة من هناك بحلول الأول من مايو/أيار.
في سياق متصل، نقلت شبكة “إن بي سي نيوز” (NBC News) عن مسؤولين في طالبان قولهم إن الحركة طلبت من مقاتليها الاستعداد، في ظل المخاوف المتزايدة من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لن تسحب قواتها بحلول الموعد النهائي المتفق عليه في اتفاق السلام في مايو/أيار المقبل.
وأكد مسؤول في طالبان من مقاطعة هلمند -في تصريحات للشبكة- أنه طــُـــلب من كبار القادة ومسؤولي الحركة العودة إلى مراكزهم وحضور جلسات خاصة ومناقشة وضع إستراتيجية مستقبلية.
وقال إن هناك “قضايا متعددة” تحتاج قيادة الحركة إلى معالجتها بما فى ذلك “جمود” محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، والشكوك التي أثارتها الإدارة الجديدة في واشنطن بشأن مستقبل اتفاق السلام.
كما نقلت شبكة إن بي سي نيوز عن مسؤول سياسي لحركة طالبان في الدوحة قوله إن الحركة تخطط للاستيلاء على مقاطعات ذوات أهمية إستراتيجية، إذا فشلت المحادثات مع الحكومة الأفغانية، وقرر بايدن إبقاء القوات في البلاد إلى ما بعد مايو/أيار، وقال إنه تم استدعاء قادة المناطق “المهمة” إلى مواقعهم.
جولة خارجية
إلى ذلك وصل وفدٌ من حركة طالبان بقيادة الملا عبد الغني برادر -رئيس المكتب السياسي للحركة- إلى تركمانستان في زيارة تبحث التطورات السياسية وموضوع السلام في أفغانستان.
وتركمانستان هي رابع دولة يزورها وفد من طالبان بعد إعلان واشنطن نيتها مراجعة اتفاق السلام المبرم بينها وبين الحركة.
وقد اتهم رئيس لجنة المصالحة الأفغانية -عبدالله عبدالله- حركة طالبان بأنها السبب وراء تأجيل جولة التفاوض الثانية في الدوحة، رغم الاتفاق على استئنافها في موعد محدد.
وقال عبد الله -في بيان أصدرته لجنة المصالحة- إنّ طالبان بدلًا من المشاركة في مناقشة القضايا الأساسية وإنهاء الحرب في أفغانستان انشغلت بإجراء زيارات غير ضرورية، في إشارة إلى زيارتها لإيران وموسكو.
وأضاف أنّ مقاتلي الحركة تسببوا في زيادة العنف في عموم أفغانستان، على حد تعبيره، ودعا الحركة للعودة إلى التفاوض واستغلال الفرصة الراهنة لحل أزمة البلاد ووضع حدّ لقتل الأبرياء.
المصدر: الجزيرة