خمر وعسل وزيت زيتون المستوطنات للإمارات..ومسؤول يزعم أنها تساعد الفلسطينيين
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا لمراسليها جيمس روثويل وميلاني سوان حول تصدير إسرائيل خمرا مصنوعا في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلى الإمارات فيما وصفته الصحيفة بأنه آخر المراحل في اتفاقيات إبراهيم.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل بدأت بتصدير زيت الزيتون والعسل من مستوطنات الضفة الغربية إلى دولة الإمارات في صفقة تم تحقيقها ضمن اتفاقيات إبراهيم التي أفرحت اليهود في الإمارات وأثارت قلق القيادة الفلسطينية.
وأرسل مصنع “تورا واينري” (خمور تورا) في مستوطنة رحاليم و “بردايس هاني” (عسل الجنة) في مستوطنة حرميش شحنات إلى عملاء إماراتيين.
وتأتي الخطوة بعد اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل برعاية الولايات المتحدة مع البحرين والإمارات. وأدت إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتحت الباب أمام سلسلة من الصفقات المربحة ورغم الإقبال على هذه المنتجات في الإمارات إلا أنها تثير الجدل نظرا للجدل حول مكان انتاجها في مناطق الضفة التي أقيمت المستوطنات عليها بشكل غير قانوني وتعتبر بموجب القانون الدولي غير شرعية.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن لندن عبرت عن “قلقها العظيم” من توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، في وقت عبر فيه الرئيس الأمريكي الجديد، جوزيف بايدن عن نية لتبني خط متشدد حيالها أكثر من النهج الداعم لها في ظل إدارة دونالد ترامب.
ولكن مسؤولا إماراتيا أخبر الصحيفة بأن بلاده لا ترى في الأمر قضية لأن المستوطنات تساعد الفلسطينيين وتوفر لهم فرص العمل.
وأضافت الصحيفة أن الخمور المنتجة في إسرائيل تحظى بإقبال متزايد في الإمارات. وتعرض شركة باراكودا أنواعا من الويسكي التي أطلقت عليها “الحليب والعسل”. وقالت ليندزي تريفرز مؤسسة شركة “ذا تيستينع كلاس” (المذاق العالي) في دبي إن الطلب زاد بنسبة عالية بعد اتفاقيات التطبيع و”طلب مني الاستعداد لمهرجان خمر في آذار/مارس وشمل هذا في مناسبات التذوق”. وقالت إن هناك خمس ماركات في طريقها ونتطلع لمذاق خمر بطعم الفواكه وخمر معتق واكتشاف التاريخ والفروق في طرق صناعته. وقالت فيرد بن سعدون صاحبة “تورا واينري” والتي ترسل زجاج خمر بعلامة “صنع في إسرائيل” إلى الإمارات إن الإماراتيين لديهم فضول للتعرف أكثر على المستوطنات. وقالت “هذا مثير (للإماراتيين) والشعور أن العملية السلمية هي جزء منه”، وقالت في مقابلة سابقة معها “عندما تجلس بفندق في أبو ظبي وتتناول كأس خمر تورا فإنك جزء من التاريخ”. واعتبرت القيادة الفلسطينية اتفاقيات إبراهيم “طعنة في الظهر” وأن على الدول العربية عدم عقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل قبل حصول الفلسطينيين على دولتهم. وقال عمار حجازي الوزير المساعد للشؤون الخارجية في السلطة الوطنية إنهم يفكرون بتحرك دولي ضد الاتفاق “الحد الأدنى هو أن اي منتج يصنع في مستوطنة هو سرقة للمصادر الفلسطينية” وسنتأكد من محاسبة الشركات.
وقال مسؤول فلسطيني إن السماح للإخوة والأخوات العربي استهلاك بضائع منتجة على أراض ومصادر مسروقة وشراب ملوث بالدم- هو غير أخلاقي وغير قانوني وسياسة انتقامية الجهود الرامية لإنهاء الاحتلال والاستيطان والضم. وطلبت الصحيفة من ممثل الإمارات في لندن للتعليق ولكنه لم يرد. لكن مسؤولا إماراتيا طلب الكشف عن هويته أن الحكومة الإماراتية تدعم الفلسطينيين وستظل تدعمهم وتشجع حكومة الإمارات شراء المنتجات التي تأتي من شركات ومنظمات تقدم العمل والمال الذي يدعم الفلسطينيين بعيدا عن مكان المصنع.
وزعن الحاخام البارز إيلي أبادي، من مجلس اليهود في الإمارات إن المنتجات المستوطنات في يهودا والسامرة (كما تطلق إسرائيل على الضفة) منحت الفلسطينيين حياة أفضل، خاصة أن الكثير من هذه الصناعات تشغل الفلسطينيين العرب. وأضاف مقاطعة البضائع من هذه المناطق سيضر بالفلسطينيين أنفسهم، ولماذا يجب أن تقاطع الإمارات بضائع جيدة من الأراضي المحتلة؟ وعندما تطبع العلاقات مع بلد فيجب أن تكون عملية شاملة أو لا شيء.
المصدر: القدس العربي