روسيا تستهزئ بقتلى ميليشيات أسد
أقام الاحتلال الروسي حفلا موسيقيا راقصا في مسرح مدينة تدمر الأثرية احتفاءً بجنوده في سوريا، بالتزامن مع تشييع عشرات القتلى من صفوف ميليشيا أسد الذين قتلوا بهجوم على طريق تدمر بالقرب من مكان الاحتفال، ورغم الغضب الشعبي للحاضنة الشعبية الذي أجبر القنوات الرسمية على وقف احتفالات رأس السنة.
وذكرت قناة “tvzvezda” الروسية اليوم السبت، أن فرقة الأغاني والرقص التابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، قدمت حفلا موسيقيا راقصا في المسرح المدرج لمدينة تدمر، وذلك تهنئة للعسكريين الروس في سوريا، وبحضور عدد من ضباط وعناصر ميليشيا أسد وسكان المنطقة.
وقال المدير الفني للفرقة الروسية، أليكسي كوستيانكوف، ” لقد جئنا إلى سوريا لنتمنى للروس الذين يخدمون هنا سنة جديدة سعيدة، تمت دعوتنا للذهاب إلى تدمر من قبل نائب قائد أسطول البحر الأسود ، وقد دعمنا هذه المبادرة بكل سرور”.
كما ادعت القناة الروسية أن ميليشيا أسد وسكان المنطقة استقبلوا الفرقة الروسية بـ “حفاوة بالغة”، حيث تناولت الحفلة الراقصة مجموعة من الأغاني الروسية الخاصة باحتفالات رأس السنة، والعديد من المؤلفات الموسيقية الروسية.
تزامنت الحفلة الراقصة مع تشييع أهالي مدينة حمص لنحو 35 قتيلا من ميليشيا الفرقة الرابعة التابعة لميليشيا أسد، والذين قتلوا أول أمس، بهجوم تبناه تنظيم داعش على حافلة عسكرية على طريق تدمر دير الزور، الأمر الذي خلف غضباً شعبياً واسعاً لدى الموالين لأسد وأجبر كذلك القنوات الرسمية على وقف بث الاحتفالات بمناسبة رأس السنة.
وحمّل أهالي القتلى ميليشيا أسد والاحتلال الروسي مسؤولية استهداف الحافلة العسكرية ومقتل وإصابة العشرات على متنها، متهمين الروس بالاستهانة بأبنائهم والتقصير بحماية العناصر على الطرق الصحراوية التي تشهد هجمات مكثفة بين الحين والآخر.
وعلى إثر ذلك ألغت القنوات الرسمية لنظام أسد بث احتفالات رأس السنة واكتفت ببث أفلام وثائقية عن انتصارتها المزعومة على الإرهاب، مستجيبة لضغوط الحاضنة الموالية بسبب سقوط عشرات القتلى من عناصر الميليشيا.
واستعادت ميليشيا أسد بدعم الاحتلال الروسي مدينة تدمر من قبضة تنظيم داعش في عام 2016، ولاقت المدينة اهتماما روسيا واضحا تمثل بإقامة حفلات عديدة في تلك المنطقة، التي تعود للعصور القديمة والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1980.
ويولي الاحتلال الروسي اهتماما واسعا بجنوده المشاركين في سوريا عبر حفلات غنائية وموسيقية أقامها بمناطق متفرقة دعما لهم منذ تدخله لصالح ميليشيا أسد في أيلول عام 2015، بينما لا يهتم الروس لميليشيا أسد وخسائرها الواسعة في المعارك والهجمات المتكررة.