السلالة الجديدة من كورونا تضع مستشفيات لندن على حافة الهاوية
نشرت صحيفة “اندبندنت” البريطانية تقريرا، سلطت فيه الضوء على تدهور الأوضاع الصحية في إنجلترا عموما، والعاصمة لندن بشكل خاص، بعد أن أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أن المستشفيات لديها الآن مرضى بفيروس كورونا المستجد “أكثر من أي وقت مضى” خلال هذه الجائحة.
وهذا يعني، بحسب التقرير الذي ترجمته “عربي21″، أن السلالة الجديدة من الفيروس الأكثر قابلية للانتقال أدت إلى ارتفاع معدلات العدوى إلى مستويات قياسية.
وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 41000 إصابة جديدة الاثنين، قبل القرار المتوقع الأربعاء بشأن ما إذا كان ينبغي تشديد القيود.
وكشفت أحدث بيانات الخدمات الصحية في إنجلترا، التي تمت مشاركتها بين مدراء الخدمات، واطلعت عليها الصحيفة، أنه في جميع مرافق الخدمات الصحية كان هناك 20407 مصابين بفيروس كورونا يتم علاجهم، الاثنين، مقارنة بالذروة في 12 نيسان/ أبريل عندما كان العدد 18974.
وفي لندن، ارتفع عدد الحالات إلى 4957 مريضا – بزيادة قدرها 47 بالمئة في الأسبوع، وأكثر من 200 بالمئة منذ نهاية الإغلاق الوطني الثاني في 2 كانون الأول/ ديسمبر.
وفي جميع أنحاء العاصمة، أعلنت المستشفيات عن حالة طوارئ كبيرة، وألغت عملياتها، بينما تأخرت سيارات الإسعاف لمدة تصل إلى ست ساعات خارج بعض أقسام الطوارئ، وأصدر مدراء الخدمات الصحية دعوة للموظفين للعمل في نوبات إضافية في الأسابيع المقبلة.
وعلمت الصحيفة بأن الوضع في العاصمة دفع بعض رؤساء المستشفيات الكبار إلى مطالبة الخدمات الصحية بالإعلان علنا عن حالة طوارئ كبيرة، في مؤتمر عبر الهاتف مع المدير الطبي الإقليمي في لندن، الدكتور فين ديواكار.
ولكن الأخير رفض، وفق الصحيفة، بحجة أن الهيئة كانت تعمل بالفعل على أعلى مستوى لها في إدارة الأزمة، لكن بعض المدراء التنفيذيين يشعرون بالحاجة إلى قول المزيد علنا عن كيفية معاناة المستشفيات.
وقال أحدهم (لم تسمه الصحيفة): “للجمهور الحق في معرفة مدى سوء الأمور، وما إذا كانوا بحاجة إلى تغيير سلوكهم”.
وقالت شخصية بارزة أخرى في هيئة الخدمات الصحية: “إنه أمر مذهل للغاية. الأرقام الآن أسوأ من الموجة الأولى، ومع ذلك الاستجابة من فريق الخدمات الصحية في لندن هي عدم التدخل”.
وخلال المكالمة، ليلة السبت، طلب الفريق الإقليمي في لندن التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا من المستشفيات بذل جهود غير عادية لإنشاء مساحات جديدة للأسرة في أي زوايا؛ لتسريع تفريغ سيارات الإسعاف.
جاء ذلك في أعقاب رسالة يائسة إلى رؤساء خدمات NHS في عطلة نهاية الأسبوع من رئيسة خدمة الإسعاف في لندن، هيذر لورانس، التي قالت إن الخدمة تستجيب لأكثر من 450 مكالمة في الساعة، كل يوم.
وقالت لهم: “لدينا سيارات إسعاف في طوابير لساعات (أربع ساعات وأكثر) في مستشفياتكم” ، مضيفة أن ترك المسعفين المنتظرين في المستشفيات يعرضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، ويعني أيضا حرمان أشخاص آخرين من سيارة إسعاف.
وأضافت: “ليس من المبالغة أن نقول إن هذا سيزداد سوءا. لدينا دعم إضافي من خدمات الإسعاف الأخرى وفرقة إطفاء لندن”، لكنها قالت إن هذا قد يتم سحبه مع توسع دائرة الضغط على الخدمات.
وتابعت بأن “الوقت قد حان للعمل”، وأن المستشفيات بحاجة إلى توفير المزيد من الأسرّة، وحثت أعضاء مجالس إدارة المستشفيات على “طرح أسئلة صعبة” على مدرائهم التنفيذيين.
وقال أحد مصادر الهيئة الوطنية ردا على ذلك: “أعتقد أن مزيج الشتاء وكوفيد، والعطل الرسمية، ونقص الموظفين بسبب الحجر، قد خلق عاصفة كاملة، حيث تتأرجح الهيئة في لندن على الحافة”.
وأضاف: “أعتقد أن هذه الرسالة ساذجة بشكل لا يصدق، وقصيرة النظر بشكل لا يصدق، وتسعى إلى وضع العبء على المستشفيات، في وقت نحتاج فيه الآن إلى استجابة كاملة للنظام، بما في ذلك الرعاية الأولية والخدمات المجتمعية التي يجب أن تقف لمشاركة العبء”.
وقالت خدمة الإسعاف في لندن إنها تتلقى ما يصل إلى 8000 مكالمة في اليوم مقارنة بـ 5500 في “يوم حافل”.
وأكدت أنه تم استدعاء سيارات إسعاف إضافية للمساعدة من المناطق المجاورة، بما في ذلك خدمة الإسعاف الجنوبية المركزية، وخدمة الإسعاف في شرق إنجلترا، وسيارات إسعاف سانت جون.
كما طلبت من الموظفين ذوي المهارات السريرية إعادة الانتشار في الخطوط الأمامية.
وتنقل الصحيفة عن فين ديواكار قوله: “إن الهيئة تعمل بالفعل على أعلى مستوى، ما يمكننا من الاستجابة بأسرع وقت وأعلى فعالية ممكنة لتحديات الوباء، وتتعرض NHS في لندن لضغط كبير من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كوفيد -19، ومتطلبات الشتاء غير المتعلقة بكوفيد، مع بذل الموظفين في جميع الخدمات جهدا إضافيا”.
وأضاف: “نحن نوفر المزيد من الأسرّة لرعاية المرضى الأكثر اعتلالا.. من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يتبع سكان لندن التوجيهات الحكومية، ويفعلوا كل ما في وسعهم للحد من انتقال الفيروس”.
المصدر: عربي 21