ما أهداف توقيت زيارة وفد تركي عسكري كبير لليبيا؟
جاءت زيارة وفد عسكري تركي كبير إلى العاصمة الليبية طرابلس الآن لتطرح الكثير من التساؤلات والتكهنات، حول رسائل وأهداف الخطوة وتوقيتها وعلاقتها بتصريحات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الأخيرة، حول طرد القوات التركية من ليبيا.
ووصل وفد عسكري تركي يترأسه وزير الدفاع خلوصي أكار ويضم رئيس الأركان يشار غولر، وقادة القوات في الجيش، السبت، إلى طرابلس من أجل إجراء عدة لقاءات مع قادة حكومة الوفاق العسكريين من وزير دفاع وداخلية ورئيس أركان وكذلك رئيس الحكومة ورئيس مجلس الدولة.
تهديدات حفتر
وجاءت الزيارة بعد يومين من تهديدات أطلقها حفتر ضد ما أسماه التواجد التركي في ليبيا، مهددا بطرد كل القوات التركية من البلاد عبر مواجهة حاسمة بدأت ملامحها تلوح في الأفق، بحسب زعمه.
لكن الوفد التركي أكد أن من ضمن جدول أعماله في الغرب الليبي زيارة مقر قيادة القوات التركية في ليبيا، لعقد لقاء مع عناصر القوات المتمركزة هناك، ليطرح تساؤلات: ما أهداف ورسائل الزيارة العسكرية الكبيرة الآن؟
من جهته، كشف المتحدث باسم رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوفاق، العقيد محمد قنونو أن “زيارة الوفد التركي الآن ومجموعة القيادات العسكرية المتواجدة في الوفد، تؤكد استمرار وتميز العلاقات بين تركيا وليبيا وأهمية هذه العلاقات مع الحليف التركي في تحقيق السلام والاستقرار في العاصمة طرابلس”.
وأكد في تصريحات خاصة أن “قيادات حكومة الوفاق كانوا في استقبال الوفد التركي والترحيب به وتأكيدهم على التطلع لتطوير العلاقات، خاصة على الصعيد الأمني، كون الأيام القليلة الماضية شهدت تخريج دفعات جديدة انضمت للجيش الليبي أشرف على تدريبها ضباط الجيش التركي، كما أن برامج التدريب مستمرة”، وفق قوله.
وتابع: “الوفد التركي رفيع المستوى توجه فور وصوله إلى قاعدة “أبوستة” لعقد عديد الاجتماعات مع نظرائه بالجيش الليبي، كما أنه ستكون للوفد عدة لقاءات أخرى مع قادة عسكريين وسياسيين”، كما صرح.
ردع حفتر وقواته
في حين رأى الضابط من الشرق الليبي، العقيد طيار سعيد الفارسي أن “زيارة الوفد التركي الآن تحمل رسالة صريحة وهامة للمجتمع الدولي والدول الداعمة لحفتر بأن أنقرة لن تقبل بتهديدات الأخير باستهداف قواتها المتواجدة هناك وفقا لاتفاقية رسمية مسجلة لدى الأمم المتحدة”.
وأشار في تصريحه إلى أن “الزيارة تؤكد أيضا استمرار وقوف تركيا مع حكومة الوفاق وقواتها وتأييد إقامة دولة مدنية، وكون العلاقات رسمية وشرعية فإن هذه الزيارات تأتي أمام أنظار العالم أجمع وليست سرية، وأعتقد أيضا أن للزيارة علاقة بقرار الرئيس التركي تمديد مهام قواته في ليبيا لاستمرار التنسيق مع الجانب الليبي”، بحسب تقديراته العسكرية.
عضوة البرلمان الليبي عن دائرة طرابلس، ربيعة بوراص قالت إن “الزيارة تأتي في إطار تواصل ضمان تدريب الجيش الليبي وفق اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطني”.
وأكدت أن “الخطوة الآن هدفها تدشين لنواة الجيش الحقيقي الذي ترعرع داخل الكلية العسكرية التي تعرضت للقصف الغادر والجبان مؤخرا، كما أنها بمثابة رد عملي على تهديدات حفتر الأخيرة والذي يكرر إعلان الحرب على الليبيين وعلى بعض الدول التي لا تساند مشروعه الدموي من وقت لآخر”.
وقالت الناشطة الليبية المقيمة في اسطنبول، فريال امسيك إنه “من الواضح أن تركيا تبعث برسالة لعدة دول تؤكد فيها وجودها في ليبيا بقوة، خاصة أن الزيارة المفاجئة وغير المعلن عنها مسبقا جاءت بعد التهديدات التي أطلقها حفتر قبل أيام من الزيارة”، بحسب رأيها.
وأضافت: “كما تأتي الزيارة لتأكيد استمرار وقوف تركيا مع الحكومة المعترف بها دوليا ومساندتها لها، خاصة في الجانب العسكري وهذا ما جاء على لسان وزير الدفاع الليبي النمروش”.
المصدر: عربي 21