إيطاليا توجه اتهامات لقتلة ريجيني وتحرك استثنائي ضد الأمن المصري
قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير أعدته مراسلتها روث مايكلصن ولورينزو توندو إن إيطاليا وجهت اتهامات لـ 4 مصريين بتهمة قتل طالب الدكتوراة غويليو رويجيني في عام 2016 والذي يعتقد أن قوات الأمن المصرية متورطة بجريمة قتله. ووجه المحققون الإيطاليون وبشكل رسمي تهما لـ 4 مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية وتشمل اختطاف الطالب وتعذيبه وقتله في القاهرة. ووجه المحققون في روما التهم إلى كل من طارق صابر وأثار كامل محمد إبراهيم والكابتن عصمان حلمي والميجر مجدي إبراهيم عبد العال شريف. وقال المحققون إن خامسا وهو محمود نجم لم توجه إليه اتهامات. وكان قد ورد اسمه كمشتبه به في جريمة قتل ريجيني.
وعثر على جثة الطالب ملقاة عن الطريق السريع في القاهرة، شباط/فبراير 2016 وعليها أثار التعذيب. ولكن السلطات المصرية وبعد حوالي 5 أعوام على الجريمة لم تتعاون بشكل جيد مع الجهود الإيطالية للتحقيق في جريمة القتل. وتلكأ المصريون عندما طلب منهم المحققون التعاون في تقديم أدلة وزعموا أن القتلة هم عصابة إجرامية قامت قوات الأمن بتصفيتهم. وفي مرة قالوا إن المسؤولين عن الجريمة هم أعداء سياسيون للدولة. وتقول الصحيفة إن التحرك الإيطالي لتوجيه تهم القتل للمصريين الأربعة سيعيد الإنتباه العالمي للجريمة. وتمثل لحظة نادرة في محاسبة قوات الأمن المصرية ولجوئها إلى هذه الممارسات.
وفي تحرك لتعليق التحقيقات المصرية في الجريمة أعلن النائب المصري العام في تشرين الثاني/نوفمبر قائلا “لا يزال القتلة للطالب غير معروفين” وأي محاولة لتوجيه اتهامات لقوات الأمن “ليس قائما على دليل قاطع” ولكن أي اتهام ضد مسؤولين في الأمن “هي أعمال فردية قاموا بها بدون أي ارتباط بالمؤسسات الرسمية”. وقالت الصحيفة إن عملية القتل البشعة أدت لتوتر العلاقات المصرية- الإيطالية ودفعت روما لسحب سفيرها في القاهرة عام 2016 قبل أن تعين سفيرا جديدا بعد عام.
وقررت الغرفة الدنيا من البرلمان الإيطالي قطع العلاقات مع نظيرتها المصرية في 2017. إلا أن أجزاء من الدولة الإيطالية حاولت وخلال السنوات الماضية تحسين العلاقات مع الدولة المصرية، خاصة رئيس الوزراء غويسبي كونتي الذي صادق في حزيران/يونيو على صفقة سلاح ضخمة لمصر وبعد أشهر من المفاوضات السرية. وكانت الصفقة الأولية بقيمة 1.2 مليار يورو جزءا من صفقة أضخم بقيمة 10 مليارات يورو.
واستثمرت شركة النفط الإيطالية العملاقة إيني، 16 مليار يورو في حقل ظهر للغاز الطبيعي. وفي الوقت نفسه واصل المحققون الإيطاليون توفير سلسلة من التفاصيل البشعة حول قتل ريجيني. وقالوا إن قوات الأمن المصرية أوقعت الشاب البالغ من العمر، 28 عاما في “شبكة عنكبوتية” قبل مقتله وحصلت على معلومات عنه من المقربين له في القاهرة حيث كان يعد بحثا عن النقابات العمالية المصرية.
وكان التحرك الإيطالي للحصول على أجوبة من أجهزة المخابرات المتعددة استثنائيا، ذلك أن مصر منحت حصانة لأي ضابط متهم بارتكاب جرائم ضد مدنيين. وكشفت الهيئة المصرية لحقوق الإنسان التي يمثل محاموها عائلة ريجيني في أيلول/سبتمبر أن عدد المعتقلين الذين اختفوا قسرا منذ 2015 وصل إلى 2723 شخصا.
وترى الصحيفة أن التفاصيل الجديدة عن كيفية اختفاء وتعذيب ريجيني ستؤثر على العلاقات بين البلدين. وقال تيموتي كالداس من معهد التحرير “إظهار الأدلة عن تعذيب مسؤولي الأمن طالبا حتى الموت ستكون مضرة وبشكل كبير لصورة مصر”. وقال إن الحكومة الإيطالية ستتعرض لضغوط كي تجبر الحكومة المصرية على التعاون في محاكمة المتهمين “الحكومة المصرية هي نظام يتشكل أساسا من أجهزة الأمن” و “لن تقبل بمحاسبة ضباط أمن”. ويتوقع والحال محاكمتهم غيابيا. وقال محامية الدفاع الإيطالية نيكولا كانستريني “لا نستطيع إجبار مصر على تسليم الأشخاص في أراضيها”. وقالت إن على السلطات الإيطالية توفير شروط المحاكمة العادلة وإعلام المتهمين بكل شيء.
المصدر: القدس العربي