وفاة طبيب تونسي داخل مصعد مستشفى تعيد الجدل حول الفساد في قطاع الصحة
أثارت وفاة طبيب تونسي شاب داخل مصعد أحد المشافي موجة استنكار واسعة في تونس، حيث دعا البعض إلى فتح ملفات الفساد داخل قطاع الصحة، فيما دعا أحد النواب وزير الصحة للاستقالة.
وتوفي الطبيب بدر الدين العلوي (26) مساء الخميس، خلال استعماله لمصعد في المستشفى الجهوي في ولاية جندوبة (شمال غرب) حيث أشارت بعض المصادر إلى أن المصعد المعطل هوى بقوة نحو الأرض، وهو ما يتسبب في وفاة الطبيب المذكور.
وأثارت وفاة العلوي موجة استنكار في تونس، حيث قرر موظفو الصحة في ولاية جندوبة الدخول في يوم غضب، للفت نظر الحكومة إلى النقائص العديدة التي يشكو منها مستشفى جندوبة.
كما تظاهر عشرات الأطباء الشباب للتنديد بالحادثة، وقال جاد الهنشيري رئيس منظمة الأطباء الشبان، إن مشكلة المصاعد المعطلة في مستشفى جندوبة ليست جديدة فمنذ 2016 والإطار الطبي يشتكي منها، وهناك 6 مصاعد في المستشفى لا يشتغل منها سوى المصعد الذي تسبب في وفاة بدير الدين العلوي (…) ومشكلة مصاعد مستشفى جندوبة تعود إلى قرابة الـ9 سنوات، وفي كل مرة يتجدد العقد مع شركة جديدة، لكن لا يتم سداد مستحقاتها فلا يتم استكمال عملية الصيانة.
وقررت النيابة العمومية، الجمعة، إيقاف عامل الصيانة في مستشفى جندوبة واستدعاء عامل آخر للتحقيق على خلفية وفاة العلوي.
فيما أكد وزير الصحة فوزي مهدي، أن المصعد “كان حيز الاستغلال وتعطل ليلاً قبل وقوع الحادثة. وهناك تحقيق إداري وجنائي جار، وسيتم تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة.
وأشار إلى أن تضارب المصالح وسوء الحوكمة وغياب المسؤولية عمّق من صعوبة الوضع الصحي مضيفاً: قررت اليوم مضاعفة الميزانية الخاصة بصيانة كل المستشفيات. وسيقع تعزيز ولاية جندوبة بسيارات إسعاف وسيارات خدمات وإلحاق 7 أطباء اختصاص.
فيما طالب النائب عن الكتلة الديمقراطية لطفي العيادي، وزير الصحة بالاستقالة والاعتذار لأهالي جندوية، مشيراً إلى وجود تقصير في تحمل وزارة الصحة لمسؤوليتها تجاه ولاية جندوبة. كما أن وضعية القطاع الصحي تعود لسياسات فاشلة.
وقال النائب عن كتلة الحزب الدستوري الحر، عبد الرزاق الحسني، إن الأطباء مجندون لمواجهة وباء كورونا ومستعدون للتضحية في سبيل إنقاذ الأرواح، ومن العار أن يتوفى الطبيب بسبب مصعد معطّب، مضيفاً: الدولة أصبحت تتهرب من دورها الاجتماعي في توفير خدمات صحية لائقة لمواطنيها.
وقال النائب المستقل عدنان بن براهيم، إنه لا نفع من تكوين لجنة لتحديد المسؤوليات في علاقة بحادثة وفاة الطبيب في جندوبة، مضيفاً: الدولة تتحاور مع اللوبيات ولا تتعامل مع نخب البلاد.
وقالت النائبة عن كتلة قلب تونس، شادية الحفصوني، إن مستشفى جندوبة تُسيّره العصابات. فالمستشفى من دون مدير منذ أشهر. كما أن البنية التحتية للمستشفيات العامة كارثية.
وقال النائب العياشي زمّال، رئيس لجنة الصحّة في البرلمان: من المؤسف بعد السقوط في البالوعات، والشباب الذي ألقى بنفسه في البحر، أن نرى اليوم طبيباً شاباً يبلغ من العمر 26 سنة يسقط في فضاء مصعد، وهو –حقيقة- أمر مؤسف، وإن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على سقوط الصحة العمومية في تونس وليس فقط سقوط المنظومة بأكملها، وفي الحقيقة هذا يبعث على الإحباط والانهيار الكلّي.
وأضاف مخاطباً وزير الصحة: سيدي الوزير، لم تكمل بعد 100 يوم ولا تتحمّل المسؤولية، ولكن أردت أن أقول لك بإيجاز إنّ الذي يتحمّل المسؤولية منذ 10 سنوات هي التعيينات. عدم تعيين الكفاءات في الإدارات الجهوية، وعلى رأس كلّ المستشفيات، هو سبب البلية الذي قطف زهرة من زهرات تونس. طبيب أصيل ولاية القصرين 26 سنة. طبيب جراح يموت اليوم بإهمال، ونرجو أن تتخذ الوزارة الإجراءات اللازمة، وأنا في الحقيقة لم أعد أثق في أننا سننقذ الوضع، ونرجو أن نتجاوز هذا الألم.
وأشارت مصادر حكومية إلى أن رئيس الحكومة هشام المشيشي، أوصى بإقامة جنازة وطنية للطبيب بدر الدين العلوي، مشيرة إلى أن المشيشي سيحضر الجنازة، إضافة إلى عدد من أعضاء الحكومة والمنظمات الوطنية.
ودعا الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة الأعراف) إلى تسليط الضوء على كل حيثيات هذه الفاجعة لتحديد المسؤوليات وللوقوف على الإخلالات حتى يتسنى تلافيها. فضلاً عن ضرورة توفير ظروف العمل الآمن في المستشفيات والمؤسسات الصحية للإطار الطبي وشبه الطبي والإداري.
المصدر: القدس العربي