حداد عام في موريتانيا لوفاة أول رئيس مدني منتخب
أُعلن في موريتانيا عن وفاة الرئيس السابق للبلاد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عن عمر ناهز 82 عاما، وقد أعلنت الرئاسة الموريتانية حدادا عاما في البلاد لمدة 3 أيام.
وكان ولد الشيخ عبد الله قد تولى رئاسة الجمهورية في أبريل/نيسان عام 2007، إثر ما وُصفت بأنها أول انتخابات شفافة تعرفها البلاد، قبل أن يطيح به الجنرال والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في انقلاب عسكري في أغسطس/آب عام 2008.
وقضى ولد الشيخ عبد الله 16 شهرا في منصب الرئاسة تحالف في بدايتها مع جنرالات الجيش المتنفذين؛ لكنه ما لبث أن دخل في صراع مع الجنرال الذي أصبح رئيسا فيما بعد محمد ولد عبد العزيز، فما إن أعلن عن تنحيته برفقة آخرين من وظائفهم في المؤسسة العسكرية حتى بادر بالانقلاب عليه صبيحة 6 أغسطس/آب 2008.
ينحدر الرئيس الراحل من أسرة ذات مكانة دينية، وتقطن في منطقة آلاك (شرقي العاصمة الموريتانية نواكشوط).
تقلد ولد الشيخ عبد الله وظائف سامية في الحكومات التي شكلها الرئيس المؤسس لموريتانيا المختار ولد داداه في السنوات اللاحقة على استقلال البلاد عن المستعمرة السابقة فرنسا.
فقد عين وزيرا للدولة مكلفا بالاقتصاد في حكومة الرئيس الأسبق المختار ولد داداه من سنة 1971 إلى 1978.
كما عين وزيرا للمياه والطاقة، ثم وزيرا للصيد والاقتصاد البحري سنة 1986 في حكومة الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
ألقي به في السجن أكثر من مرة خلال مسيرته السياسية، حيث سجن مع غيره من أعضاء حكومة ولد داداه بعد الانقلاب، الذي أطاح به في 10 يوليو/تموز 1978، ثم دخله ثانية بعد الانقلاب الذي أطاح به من رئاسة البلاد في 2008.
تعرض لضغوط كبيرة وحملات تشهير واسعة لحمله على الاعتراف بالانقلاب الذي أطاح به على يد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز؛ ولكنه ظل رافضا مقاوما لمساومات وضغوط الانقلابيين حتى وقع اتفاق سياسي بين المعارضة، التي وقفت إلى جانبه، والسلطة الحاكمة.
وتوج الاتفاق السياسي بحفل بهيج في العاصمة نواكشوط جمع الطرفين المتصارعين والرئيسين المنقلب والمنقلب عليه، بالإضافة إلى ممثلين عن أطراف ومنظمات دولية وإقليمية بارزة؛ ألقى ولد الشيخ عبد الله خطاب الوداع المؤثر، الذي تنازل فيه رسميا عن السلطة، وتضمن رسائل في اتجاهات متعددة.
وكان من أبرز فقرات الخطاب التي بقيت عالقة في ذهن الكثيرين قوله “وإلى الذين حملتهم الظروف الاستثنائية، التي مر بها البلد، على النيل مني شخصيا أو من آخرين حولي بسببي، فوجهوا إلي وإلى من معي ومن حولي سهام الاتهام بدون بينة ولا برهان، وبالغوا في تحميلنا أوزارا نحن منها براء.. إلى هؤلاء أتوجه فأقول: لا تثريب عليكم.. اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين”.
المصدر: الجزيرة