قمة قبرص بين مصر المحتلة واليونان وقبرص النصرانية ترفع سقف التوتر مع تركيا المسلمة
أكدت تركيا رفضها الكامل لما وصفتها بالادعاءات والاتهامات الباطلة التي وجهت لها خلال القمة الثلاثية التي انعقدت في نيقوسيا بين مصر واليونان وقبرص، وأكدت أنها لن تتنازل مطلقا عن حقوقها في المنطقة.
وأوضحت الخارجية التركية أن البيان الختامي للاجتماع الثلاثي -الذي جرى في الشطر الرومي لجزيرة قبرص- تضمن ادعاءات واتهامات ضد تركيا لا أساس لها من الصحة.
وأكدت في بيان رفضها التام لفحوى البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الثلاثي المذكور، مشيرة إلى أن هذا التكتل الثلاثي -الذي يدّعي السعي من أجل إحلال السلام والتعاون والاستقرار شرق المتوسط- يستهدف تركيا بشكل متكرر، وأن هذا الاستهداف يوضح نواياه الحقيقية.
وشددت الخارجية التركية على أن التعاون الحقيقي في شرق المتوسط لن يتم إلا بمشاركة القبارصة الأتراك وجميع البلدان المطلة على المتوسط.
وأشارت إلى أن حل مشاكل المنطقة لن يتم ما لم تغير البلدان التي تخلق المشاكل سياساتها العدائية تجاه المنطقة.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن تركيا ترفض القبول بأي شروط غير منطقية تضعها أطراف أخرى لحل أزمة شرقي المتوسط.
ودعا أكار الدول المجاورة إلى الحوار وحل المشاكل ضمن الأطر القانونية بشأن أزمة شرقي المتوسط.
تمديد مهمة السفينة عروج ريس
وبالتوازي مع ذلك، قالت البحرية التركية إن السفينة “عروج ريس” -التي كان من المقرر أن تنهي مهمتها اليوم الخميس- ستواصل عملها البحري حتى 27 من الشهر الجاري.
وقبل نحو 10 أيام، وعقب فشل إعلان اليونان عن مناورات عسكرية في شرق المتوسط، أعلنت أنقرة عن إبحار السفينة “عروج ريس” مجددا من أنطاليا (جنوبي تركيا) للقيام بأعمال استكشافية في منطقة بحرية تبعد 15 كلم فقط عن الشواطئ التركية و425 كيلومترا عن البر اليوناني الرئيسي، وأثارت هذه الخطوة حينها مواقف أوروبية منددة.
أوقطاي: لن نتنازل عن قطرة ماء
وبالتزامن مع قرار تمديد مهمة سفينة الاستكشاف التركية، أكد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي أن بلاده لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي كان، وليس اليونان فقط.
وقال أوقطاي -في مقابلة مع محطة “سي إن إن تورك” (CNN Turk) أمس الأربعاء- إن لدى بلاده جرفا قاريا خاصا بها في المتوسط تقوم بالتنقيب فيه، مضيفا أنها لا تحتاج لإذن أو موافقة من أحد، وأنها ستواصل أعمال التنقيب والبحث في المتوسط وكذلك في شمال قبرص.
وتابع “تركيا لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي كان وليس اليونان فقط، خصوصا فيما يتعلق بحقوق الأجيال القادمة، فهي لن تفرط فيها لأحد مهما كلفها ذلك”.
أوهام إمبريالية
وكان قادة مصر واليونان وقبرص عقدوا أمس الأربعاء مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب الاجتماع الذي انعقد في قبرص الرومية، لبحث أزمة المتوسط والتوتر القائم مع تركيا.
وأفاد رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس بأن التعاون الثلاثي هدفه توفير السلام والأمن في شرق البحر المتوسط، وأنه ليس ضد أي دولة.
وأوضح أناستاسيادس أن الدول الثلاث تدين بشدة أنشطة التنقيب التي تقوم بها تركيا في بحر إيجة وشرقي المتوسط.
وأشار إلى أنهم تناولوا خلال الاجتماع نتائج الانتخابات الرئاسية في جمهورية شمال قبرص التركية، لافتا إلى أنه وجه دعوة للرئيس أرسين تتار للقائه بشكل غير رسمي.
أما رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس فقال إن لدى تركيا “أوهاما إمبريالية” في شرق المتوسط.
تصريحات مصرية
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه اتفق خلال محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس على ضرورة الرد على ما وصفها بالسياسات الاستفزازية التي تقوض الاستقرار، وكان يشير -فيما يبدو- إلى تركيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن القمة الثلاثية تؤكد على ضرورة المضي في تنفيذ المشروعات المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي، والتصدي للتحديات في منطقتي شرق المتوسط والشرق الأوسط.
المصدر: الجزيرة