الرئيس أردوغان يعلن عن اكتشاف حقل غاز جديد ويرد على تهديدات أوروبا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اكتشاف حقل جديد من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وردّ على التلويح الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة بشأن التوتر في البحر المتوسط حيث تجري مناورات بحرية.
وقال أردوغان -خلال زيارته لسفينة “الفاتح” في البحر الأسود- إنه تم اكتشاف حقل جديد في البحر الأسود بسعة 85 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وأضاف أردوغان أن إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي المكتشف في منطقة “تونا-1” بحقل سكاريا بالبحر الأسود بلغ 405 مليارات متر مكعب، وقال إن “هدفنا هو وضع ما اكتشفناه من الغاز الطبيعي في خدمة شعبنا عام 2023”.
وكان أردوغان قد أعلن في أغسطس/آب أن الحقل يحتوي على 320 مليار متر مكعب من الغاز، مما يجعله أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في تركيا.
ويرتقب أن يكون لدخول حقل الغاز التركي على خط الإنتاج -وفق الأناضول- أثر كبير على واردات البلاد من مصادر الطاقة التقليدية، ولا سيما الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة واحتياجات المصانع والمنازل.
وردا على التلويح الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا، قال أردوغان إن أي مخطط أو فرض أمر واقع في شرقي المتوسط لن يتم دون مشاركة تركيا والقبارصة الأتراك.
وأكد الرئيس التركي ضرورة احترام حقوق الأتراك والقبارصة الأتراك بشأن الحل في شرقي المتوسط. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي أصبح أسيرا لمطالب اليونان والقبارصة اليونانيين.
وشدد أردوغان على أن بلاده ليست لديها أي مطامع في مصالح أو أراضي أي طرف آخر، ولكنها تسعى إلى الحفاظ على حقوقها فقط.
يشار إلى أن قادة دول الاتحاد الأوروبي قالوا -في ختام قمة في بروكسل الجمعة- إنهم يأسفون لتصرفات تركيا التي وصفوها بأنها أحادية الجانب في شرق البحر المتوسط، لكنهم لم يغيروا الإستراتيجية المتفق عليها في القمة السابقة التي تمهلت في دراسة عقوبات محتملة.
غير أن وزارة الخارجية التركية ردت على لسان المتحدث باسمها بالقول إن لغة التهديد لن تجدي نفعا مع تركيا التي تنتظر من الاتحاد الأوروبي تقديم مقترحات محايدة تخدم المصالح المشتركة.
وقد سعت اليونان وقبرص إلى دفع الاتحاد الأوروبي للقيام برد أكثر صرامة وتوجيه إنذار قوي لتركيا، لكن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أوضح الجمعة أنه لن يحدث تغييرا في الإستراتيجية المتفق عليها بالقمة الأخيرة.
وبموجب هذه الإستراتيجية يرصد الاتحاد الأوروبي عن كثب تحركات تركيا في شرق البحر المتوسط، وسيقرر الإجراء المناسب في القمة المزمع عقدها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
مناورات
وتبدأ اليوم مناورات تستضيفها تركيا في خليج مدينة إزمير غربي البلاد.
ويشارك في المناورات التي تستمر 10 أيام أفراد من مجموعات الألغام البحرية في دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، وبينها الولايات المتحدة واليونان وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وتهدف المناورات إلى تدريب المشاركين في مجال التخطيط والتنفيذ والتقييم في إطار حرب الألغام، وتطوير قابلية العمل المشترك بينهم.
من جانب آخر، قالت خارجية الولايات المتحدة إن الإدارة الأميركية أوضحت للمسؤولين الأتراك العواقب الخطيرة المحتملة على العلاقة الأمنية بين واشنطن وأنقرة إذا أقدمت تركيا على تشغيل نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-400” (S-400).
وقالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن واشنطن أوضحت لتركيا بشكل جلي ضرورة عدم تشغيل نظام “إس-400”.
وأضافت المتحدثة أن واشنطن اطّلعت على التقارير الإخبارية التي أفادت أن تركيا أجرت تجربة على النظام.
وتابعت أنه إذا تأكدت تلك التقارير، فإن واشنطن ستندد بإجرائها بأقوى العبارات لأن ذلك لا يتسق مع مسؤوليات تركيا كحليف في حلف شمال الأطلسي وشريك إستراتيجي للولايات المتحدة.
وكانت وكالة رويترز قد نشرت مقاطع تظهر عمود دخان في أجواء مدينة “سينوب” التركية على ساحل البحر الأسود.
وقالت رويترز إن من المحتمل أن يكون مصدره اختبار الجيش التركي لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس-400”.
وأوردت أن تركيا كانت قد أصدرت إخطارات في وقت سابق بتقييد المجال الجوي والبحري قبالة تلك المنطقة، في حين رفضت وزارة الدفاع التركية التعليق على الموضوع.
المصدر: الجزيرة