حرس الشرف في ضريح مؤسس الدولة العثمانية تثير إعجاب الزوار
بملابس فرسان القبائل التركية في العصور الوسطى، تخطف قوات من الدرك أنظار زوار مجمع ضريحي مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرل، وابنه أورخان بمدينة بورصة.
وشخصية عثمان غازي لطالما حازت إعجاب الكثيرين بالعالم، نظرا لما كان يتمتع به من ذكاء ورباطة جأش أسفرت عن تأسيس الدولة العثمانية التي حكمت البلقان، والأناضول، والمشرق العربي، وشمال إفريقيا طوال 600 عام.
ويستقبل ضريح مؤسس الدولة العثمانية، عثمان غازي بن أرطغرل (1258 ـ 1326) سنويا، آلاف الزوار والسياح المحليين والأجانب، الذين يأتون لاستذكار التاريخ والاستمتاع بالمكان.
ويقع مجمع الضريح الذي يضم قبر عثمان غازي، وابنه أورخان (1281 ـ 1360)، في حديقة “طوبخانة” بمدينة بورصة التركية، كما تضم الحديقة المذكورة برج ساعة، ونصبا تذكاريا لشهداء حرب الاستقلال.
ويعد الضريحان من أهم المناطق التاريخية بالولاية، إذ يحافظان إلى اليوم على رونقهما وروعتهما، لا سيما أنهما يعتليان تلة تطل على مدينة بورصة.
بناء الضريح
بناء على وصية عثمان غازي لابنه، فقد نقل أورخان رفات والده من قبره في ضريح والده أرطغرل بن سليمان شاه، إلى آخر أقامه في مدينة بورصة بعد فتحها.
وأعاد السلطان عبد العزيز بناء الضريح عام 1863، بعد تعرضه لحريق في 1801، ولزلزال سنة 1855.
ويتخذ الضريح الشكل الثماني، ويحتوي على قبة أعلاه، وتابوت خشبي وسطه فوق القبر، وتحيط به قضبان من الصدف، وتغطيه قطعة قماش من المخمل.
كما يتضمن ضريح عثمان غازي 17 قبرا آخر لعدد من أفراد عائلته مثل ابنه علاء الدين، وابن السلطان مراد الأول سافجي بيك.
فرقة حرس الشرف
وما زاد من رهبة مجمع الضريح وفخامته، تنفيذ مجموعة من قوات الدرك التركية منذ نحو شهر مناوبات لـ “حرس الشرف”.
وتجري تأدية المناوبات بملابس لفرسان القبائل التركية الأوغوزية في العصور الوسطى.
وجاءت هذه الخطوة في إطار فعاليات أقيمت بالذكرى السنوية الـ 98 لتحرير بورصة من الاحتلال اليوناني خلال حرب الاستقلال (1919 ـ 1923)، حيث تحتفل المدينة في 11 سبتمبر/ أيلول من كل عام بهذه المناسبة.
يبدي زوار الضريح، الذي لا تنقطع داخله قراءة القرآن الكريم، اهتماما خاصا بمراسم تغيير حرس الشرف، ويخلدون هذه اللحظات من خلال تصويرها بواسطة الكاميرات.
استحداث فرقة حرس الشرف
يقول رئيس بلدية مدينة بورصة علي نور آقطاش، للأناضول، “بعد الفتح العثماني للمدينة عام 1326 (على يد أورخان غازي)، بدأت أسس الحضارة العثمانية تصبح أكثر رسوخا فيها بشكل متسارع”.
ويشير إلى أن بورصة “تزخر بالعديد من الآثار العثمانية، التي ترجع إلى مرحلة تأسيس الدولة”.
ويلفت إلى أنه “ناقش مع الأشخاص المعنيين في البلدية وغيرها من المؤسسات الحكومية، موضوع تطبيق مناوبة (حرس الشرف)، أمام ضريح عثمان غازي”.
ويضيف آقطاش، أن الغرض من هذا الإجراء “إظهار الاحترام للقيم المعنوية للإمبراطورية العثمانية وتاريخها”.
ويوضح أن “جميع المعنيين في البلدية وغيرها من المؤسسات، أعربوا عن قبولهم تطبيق مناوبة (حرس الشرف) أمام ضريح عثمان غازي وابنه أورخان”.
ويقول إن البلدية “بدأت تطبيق مناوبة أمام ضريح عثمان غازي، وابنه أورخان، اعتبارا من 11 سبتمبر الماضي”.
ويردف آقطاش أن ذلك جاء “بالتزامن مع إطلاق مجموعة من الفعاليات الوطنية التي أقيمت بالذكرى السنوية الـ 98 لتحرير بورصة من الاحتلال اليوناني خلال حرب الاستقلال”.
ويلفت إلى أن “مناوبة حرس الشرف، التي تؤديها مجموعة من قوات الدرك التركية بملابس لفرسان القبائل التركية في العصور الوسطى، حظيت باهتمام كبير وإعجاب من قبل الزوار، والسياح المحليين والأجانب على حد سواء”.
حرس الشرف زاد المكان عراقة
تقول زويا تكرلك التي جاءت من مولدوفا لزيارة ضريح عثمان غازي وابنه أورخان، إنها تعيش في منطقة غاغاوزيا المتمتعة الحكم الذاتي في مولدوفا، وإن أسلافها ينحدرون من الأتراك الأوغوز.
وتضيف للأناضول، أن أسلافها “أقاموا في مولدوفا خلال العهد العثماني، وأنهم ما زالوا يتحدثون بالتركية، ويحافظون على عاداتهم وتقاليدهم التركية”.
وتشير إلى أنها تأثرت كثيرا عندما رأت الملابس التقليدية لحرس الشرف.
وتلفت تكرلك، إلى أن “عرض حرس الشرف بملابس الأوغوز زاد المكان عراقة”، معتبرة أنه “يأخذ الزائر في رحلة جميلة عبر التاريخ”.
المصدر: وكالة الأناضول