موقع ميدل إيست آي البريطاني: السودان أرسل مئات الجنود إلى اليمن عبر السعودية
كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، يوم الجمعة، أن مئات الجنود السودانيين دخلوا المملكة العربية السعودية في طريقهم إلى اليمن، الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن الخرطوم تزيد من مشاركتها في الصراع اليمني.
وكان السودان قد أعلن، في يناير/ كانون الثاني، أنه سيقلص وجوده العسكري في اليمن من حوالي 5000 جندي إلى مجموعة “صغيرة” قوامها حوالي 650 جنديا. فيما كان لدى السودان سابقا ما يصل إلى 15 ألف جندي منتشرين هناك كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في محاربة الحوثيين.
ومع ذلك، قالت مصادر سعودية خاصة للموقع البريطاني إن 1018 ضابطا وجنديا من الجيش السوداني دخلوا المملكة بالقوارب في 22 سبتمبر/ أيلول، مروراً بنقطة تفتيش الجوازات في مدينة جازان جنوب شرق البلاد، بالقرب من الحدود اليمنية.
وقال مصدر مطلع، طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع، إن طائرتين سودانيتين تقلان عسكريين توجهتا أيضا من الخرطوم إلى مطار نجران جنوب السعودية في اليوم السابق.
وقال المصدر إن الطائرة الأولى، والتي كانت تقل 123 راكبا، وصلت في الساعة 7:23 مساء، بينما الطائرة الثانية كانت تقل 128 راكبا.
وبحسب المصدر، غادرت الطائرة الأولى بعد ذلك متوجهة إلى الخرطوم في الساعة 8:27 مساء وعلى متنها 122 راكبا والثانية عند الساعة 8:59 مساء على متنها 128.
وقال المصدر إن “الطائرات جلبت عددا من الضباط والجنود السودانيين للمشاركة في عملية إعادة الأمل”، مستخدما الاسم الأخير الذي أطلقه التحالف على عملياته في اليمن.
التوترات العسكرية والمدنية
دخلت السودان، التي كانت آنذاك بقيادة عمر البشير، الحرب اليمنية في عام 2015 نيابة عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكانت قواتها نشطة بشكل خاص على ساحل البلاد على البحر الأحمر.
أطاح الجيش بالبشير في أبريل/ نيسان 2019 بعد ثورة شعبية استمرت لأشهر. منذ ذلك الحين، يُدار السودان من قبل مزيج من الحكام العسكريين والمدنيين، حيث بدأ الأخيرون في إخراج القوات من اليمن.
ومع ذلك، بقي بضع مئات من القوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع في عدن التي تسيطر عليها الإمارات وعلى الحدود السعودية اليمنية.
ولفت الموقع البريطاني إلى أن وسائل إعلام سودانية ذكرت، الأسبوع الماضي، أن قوات الدعم السريع أرسلت 28 مدنيا من غرب دارفور للقتال في اليمن.
وأشار إلى أن حكام السودان العسكريين والمدنيين، المكلفين بالإشراف على الانتقال إلى الديمقراطية الكاملة في البلاد، وجدوا أنفسهم على خلاف منتظم حول العديد من المسائل، وآخرها حول التطبيع مع إسرائيل.
وذكر الموقع أنه، وفقا للمعلومات، فقد اشترطت الولايات المتحدة رفع العقوبات وإزالة السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب” مقابل الاعتراف بإسرائيل، وهي خطوة شجعها شركاء الخرطوم في اليمن، الإمارات والقادة العسكريون السودانيون.
وأورد الموقع أن مثل هذه الصفقة، التي تأتي في أعقاب اتفاقيات مماثلة توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ستشكل انتصارا مهما في السياسة الخارجية لإدارة ترامب قبل الانتخابات الرئاسية، الشهر المقبل.
ومع ذلك، فإن الرأي العام السوداني يعارض بشدة التطبيع مع إسرائيل، مما ترك رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي تعهد بإنقاذ اقتصاد بلاده وتحسين سمعتها الدولية، في موقف صعب.