ثورة جديدة في صناعة الطائرات المسيرة التركية
عقب النجاح الكبير الذي حققته الطائرات المسيرة المسلحة التركية من طرازي “بيرقدار” و”أقنجي” بدأت تتكشف تفاصيل مثيرة حول الطائرة الجديدة “أق صونغور” القادرة على حمل 12 قنبلة كبيرة الحجم ما يجعلها، بحسب خبراء أتراك، قادرة على القيام بمهام الطائرة الحربية الأوسع انتشاراً في العالم إف 16 وهو ما يعتبر بمثابة ثورة جديدة في عالم صناعة الطائرات المسيرة التي تتقدم فيه تركيا بسرعة بالغة جداً، متوفقة على دول كبرى حول العالم.
وحققت تركيا طفرة استثنائية في قطاع تطوير وصناعة واستخدام الطائرات المقاتلة المسيرة وحققت نجاحاً استثنائياً وعلى مستوى عالمي جعلها بين أهم 6 دول في العالم تنتج هذا النوع من الطائرات، في حين تقول التقديرات التركية الجديدة إن أحدث نسخة من طائراتها المسيرة تضعها بين أهم 3 دول في العالم تصنع هذا النوع من الطائرات.
ويكتسب هذا الإعلام أهميته كونه يأتي في ظل تصاعد الاحتمالات بدخول الجيش التركي في مواجهة عسكرية جديدة سواء في ليبيا أو إدلب بسوريا أو حتى شرق البحر المتوسط، كما أنه يأتي في ظل تعنت الولايات المتحدة وإصرارها على إخراج تركيا من برنامج صناعة وشراء طائرات إف 35 الأحدث في العالم.
وعلى الرغم من أن الطائرات المسيرة لا يمكنها القيام بكل المهام التي تقوم بها الطائرات الحربية المقاتلة إلا أنها تتمتع بمميزات لا تمتلكها الطائرات الحربية الأحدث في العالم وأبرزها عدم حاجتها للعنصر البشري (طيارين)، وبالتالي تنفيذ مهامها في أخطر الأماكن دون من وقوع خسائر بشرية.
إلى جانب ذلك، ترى تركيا أنها تقوم بخطوة متقدمة أكثر من خلال التركيز على ما تسميه بـ”سلاح المستقبل” والانتقال من الآن إلى الأسلحة التي تعتمد على التكنولوجيا بعيداً على الطائرات الحربية التقليدية، وترى في العقوبات الأمريكية ومنع بيعها طائرات إف 35 محفزاً كبيراً لها لتطوير صناعاتها الدفاعية لا سيما في قطاع الطيران وخاصة الطائرات المسيرة المسلحة وذلك من خلال تطوير إمكانياتها العسكرية من جوانب مختلفة ومنها زيادة قدرتها على الطيران لساعات أطول وعلى ارتفاعات أكبر والتخفي من الرادارات الحديثة وحمل قنابل بأحجام أكبر وتوسيع قدرتها على التصوير بدقة أعلى، وغيرها الكثير من المميزات.
وتستخدم تركيا الطائرات المسيرة المسلحة ضد تنظيم بي كا كا داخل وخارج البلاد بشكل فعال في السنوات الأخيرة، إلا أن أهمية وقدرات هذه الطائرات ظهرت لأول مرة وبشكل بارز في العمليات العسكرية التي نفذها الجيش التركي في السنوات الأخيرة شمالي سوريا، والمواجهة العسكرية التي جرت بين تركيا والنظام السوري في إدلب بداية العام الجاري، حيث تمكنت من تدمير مئات الأهداف المتحركة والمنظومات الدفاعية بدقة عالية وبقوة تدمير كبيرة.
وعقب ذلك، ظهرت قوة وأهمية هذه الطائرات عندما قدمت الغطاء الجوي لقوات حكومة الوفاق في ليبيا ضد مليشيات خليفة حفتر، حيث جرى بث عشرات مقاطع الفيديو لضرب أهداف ثابتة ومتنقلة وعربات عسكرية مختلفة كان أبرزها تدمير أكثر من 10 منظومات دفاعية روسية من طراز بانتسير.
وبدرجة أساسية، تستخدم تركيا حتى اليوم طائرة “بيرقدار” النسخة المحدثة من أولى نسخ الطائرات المسيرة القتالية، وهي التي أثبتت كفاءة كبيرة في المعارك بسوريا وليبيا، لكن الثورة الحقيقية في هذا المجال بدأت تظهر في النسخ الأحدث لا سيما طائرة “أقنجي” التي وصلت مراحل متقدمة في الاختبارات النهائية، وطائرات “أق صونغور” التي بدأت تظهر مميزاتها العسكرية المتقدمة جداً.
والخميس، أعلنت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش”، إجراء اختبار ناجح لتحليق طائرة “آق صونغور” المسيرة، وهي محملة بكامل ذخائرها، وأفاد بيان صادر عن الشركة، أن “آق صونغور” تمكنت من التحليق 28 ساعة على ارتفاع 20 ألف قدم، وهي مزودة بـ 12 ذخيرة من طراز “MAM-L” المطورة من قبل شركة “روكيتسان” التركية لتكنولوجيات الصواريخ.
وأضاف البيان أن “آق صونغور” حلقت في وقت سابق بنجاح، فيما يعد هذا التحليق الأول من نوعه للمسيرة وهي محملة بكامل طاقتها من الذخائر. وتعمل “آق صونغور” بمحركين محليين، وقادرة على نقل حمولة بوزن يتجاوز 700 كيلوغرام، والتحليق بارتفاع 25 ألف قدم، وعلى مدى 24 ساعة.
وقبل ذلك بأيام، أعلنت رئاسة الصناعات الدفاعية عن نجاح أول اختبار لإطلاق قذيفة “تَبر” الموجهة بالليزر، من طائرة مسيرة. وقال رئيس الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، إسماعيل دمير، إن طائرة آق صونغور المسيرة نجحت في إطلاق قذيفة “تَبر” الموجهة بالليزر، وهي من إنتاج شركة روكتسان التركية.
والشهر الماضي، كشفت شركة “بيرقدار” عن تجابها وتفاصيل جديدة عن أحدث نسخة من طائرات المسيرة القتالية وتدعى “أقنجي”، حيث تقول الشركة إن الطائرة الجديدة التي يبلغ طول جناحيها 20 متراً ووزنها 5.5 طن تتميز بقدرات مضاعفة عن النسخة السابقة لا سيما فيما يتعلق بقدرتها على الطيران لساعات طويلة جداً وعلى ارتفاعات شاهقة ورصد الأهداف بدقة أعلى وحمل صواريخ بأوزان كبيرة جداً لتقوم بمهام متقاربة جداً من الطائرات الحربية التقليدية.
المصدر: القدس العربي