فريق علمي يؤكد أن الاختناق سبب نفوق آلاف الأسماك في موريتانيا وليس التلوث
أكد المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصّيد أن “النفوق المتواصل للأسماك منذ أيام يعود للاختناق الناجم عن قلة الأوكسجين في البحر وعن سخونة المياه وليس عن التلوث”.
وأكد المعهد في بيان وزعه اليوم أن “هذه النتيجة هي التي توصل لها فريق علمي متعدّد التّخصصات يواصل حاليا استكمال تشخيص ظاهرة نفوق الأسماك وجمع المعلومات الضرورية وتقييم حجم هذه الظاهرة”.
وأضاف البيان أن “ظاهرة نفوق الأسماك لوحظت في المنطقة الوسطى من الشاطئ الموريتاني (من منطقة اجريف حتى نواكشوط)، ممتدة من ميناء تانيت إلى نواكشوط”.
وأوضح البيان أن “النفوق يتعلق أساسا بسمك البوري، المعروف علميا باسم “Mugil capurrii”، وتشير التقديرات إلى أن كميات الأسماك النافقة تتراوح ما بين 100 إلى 200 طن”.
وأكد المعهد أن “تحليل المعطيات الفيزيائية الكيميائية للمياه يشير إلى وجود نسبة ضعيفة من الأكسجين (3.57 ملغ/لتر) وإلى درجة حموضة قلوية (9.73) ودرجة حرارة مرتفعة، تصل إلى 34.2 درجة مئوية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 26% مقارنة بالمعدّل الموسمي الطبيعي”.
وأشار المعهد إلى “أنه أخذ عيّنات من الأسماك والطحالب من عين المكان لإجراء التحاليل في مختبرات المعهد”.
وأعاد المعهد إلى الأذهان التذكير “بأن هذه الظاهرة تم رصدها عدة مرات في سنوات 2005، 2008، 2010 و2017، وأرجع نفوق الأسماك آنذاك لأسباب مختلفة، من بينها الصّيد المُرتَجع من طرف سفن الصيد، ظاهرة الاختناق الناجمة عن انخفاض الأكسجين المرتبط بارتفاع درجات الحرارة وضعف الرّياح، بالإضافة للتلوث”.
وفيما يتعلق بالأنواع النافقة حاليا، أكد المعهد أنه “تم في الماضي ملاحظة ارتفاع قوي في نفوق أسماك البوري في نفس الموسم خلال الفترات الحارة ذات التساقطات المطرية الكثيفة”.
وتتكاثر في المياه الموريتانية، طبقاً لما تم جرده حتى الآن، أكثر من 600 نوع من الأسماك بينها مئتا نوع قابلة للاستغلال التجاري.
وتقدر عائدات قطاع الصيد للسنة الجارية 2016، بما يتراوح بين 300 و400 مليون دولار أمريكي وهو ما يتجاوز العائدات المتوقعة لقطاع المناجم الذي ظل لعقود طويلة يشكل رأس قاطرة الاقتصاد الموريتاني.
وتعتبر موريتانيا إحدى الدول المهمة في مجال الصيد البحري لما تتوفر عليه من ميزات طبيعية جعلتها في مصاف البلدان المنتجة للأسماك، فقد حباها الله بشاطئ ممتد على المحيط الأطلسي بطول 650 كلم، وتتلاقى في مياهها الإقليمية التيارات البحرية الدافئة والساخنة الأمر الذي هيأ لمياهها أن تكون مأوى لكثير من الأسماك والأحياء المائية التي تهاجر في معظم فصول السنة من مناطق أخرى للحياة والتكاثر في مياهها الفريدة من نوعها.
وينتج تلاقي التيارات عن وجود جرف قاري عريض يصل إلى (80) ميلاً في بعض أبعاده يهيئ توافر كميات كبيرة من الأسماك ذات الجودة العالية طوال فصول السنة، إلى جانب وجود بيئة بحرية في قاع المحيط ملائمة لغذاء وتوالد الأسماك.
وتمثل الأسماك 58% من صادرات موريتانيا كما أن عائدات بيعها تمثل 10% من الناتج المحلي القومي و29% من الميزانية ونحو نصف مصادر العملة الصعبة، وتملك موريتانيا 18% من إنتاج الأسماك العربية لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بعد المغرب ومصر وفي الوقت نفسه تعد أكبر مصدر عربي للأسماك بنحو 44 بالمئة.