حريق في المرفأ يطال حصصا غذائية… وشكوك في إخفاء أدلة الانفجار الكبير
ما كادت بيروت تلملم جراحها بعد الانفجار الكبير الذي وقع في 4 آب/أغسطس، حتى استفاقت على حريق كبير في المرفأ نفسه الذي شهد الزلزال.
وسُجّلت حالة هلع بين المواطنين خوفاً من وقوع أي انفجار على غرار ما حصل في 4 آب/أغسطس، وأعلن الجيش اللبناني أن الحريق اندلع في مستودع للزيوت والإطارات في السوق الحرة في مرفأ بيروت. وطلب من المواطنين الابتعاد عن محيط المرفأ وإخلاء الطرق في جواره نظراً لاشتداد الحريق.
ونفى محافظ بيروت القاضي مروان عبود علمه بسبب الحريق، خصوصاً أن منطقة الحريق تخضع حالياً لسيطرة الجيش. لكن وزير الأشغال ميشال نجار ومسؤولين آخرين أفادوا أن الحريق نتج هذه المرة أيضاً عن عملية تلحيم في أحد العنابر.
أما رئيس الجمهورية ميشال عون فقال إن الحريق قد يكون عملاً «تخريبياً» أو نتج عن خطأ أو إهمال.
وأعلن المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى فابريزو كاربوني في تغريدة أن المستودع حيث اندلعت النيران تخزّن فيه اللجنة. الآلاف من الحصص الغذائية ونصف مليون ليتر من الزيت.
وأضاف: حجم الضرر لم يُحدّد بعد وقد تتأثر عملياتنا الانسانية بشكل كبير.
والسؤال بقي ما الذي يجري في مرفأ بيروت، ولماذا تتكرّر الحرائق في الفترة الأخيرة؟ وأي علاقة لها بإخفاء أدلّة من مسرح جريمة الانفجار؟ أسئلة طرحها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اندلاع الحريق ضخم ظهر الخميس في المرفأ، أفيد أنه بدأ في مستودع للزيوت والإطارات، وانتشرت سُحُب الدخان الأسود في سماء العاصمة لساعات وشوهدت في مناطق بعيدة.
وهذا ليس الحريق الأول الذي يندلع في المرفأ بعد الانفجار الكبير، حيث نشب قبل أيام حريق آخر عُزي سببُه إلى نفايات.
ولفت ناشطون في ثورة 17 تشرين الأول إلى أن كوما (غيبوبة) الطبقة السياسية تسبّبت بحريق بيروت الخميس وبحريق آخر أوراقها.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قال: ما دامت هذه الزمرة «النحس» ممسكة بزمام الأمور سنستفيق كل يوم على خبر مشؤوم جديد. وغرّدت عضو «كتلة المستقبل» النائبة رولا الطبش وقالت: اختنقت بيروت من دخان قهركم لها… التحقيق الدولي، الآن وليس غداً.
أما رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل فسأل: كيف يمكن أن يندلع حريق جديد على رغم وجود كل الأجهزة الأمنية والقضائية في مسرح جريمة مرفأ بيروت؟… نطالب الأمم المتحدة بوضع يدها على التحقيقات خصوصاً بعد حريق اليوم.
في الموازاة، أجرى اللواء عباس إبراهيم، محادثات في باريس مع رئيس المخابرات الفرنسية برنار إيمي حول تشكيل الحكومة اللبنانية، مع اقتراب موعد نهائي لإعلان هذا التشكيل مطلع الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول لبناني إن إبراهيم التقى خلال زيارته لباريس بالفريق المكلف بمتابعة المبادرة الفرنسية.
وأضاف أنه لدى عودة إبراهيم إلى بيروت، نقل إلى الرئيس ميشال عون اهتمام فرنسا بمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة ماكرون، خاصة فيما يتعلق بالإسراع في تشكيل الحكومة.
إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني، إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية، بعد دخولها الأجواء اللبنانية، جنوبي البلاد.
وقال الجيش، في بيان نشره عبر حسابه على تويتر: اخترقت طائرة مسيرة، تابعة للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، فوق بلدة عيتا الشعب.
وأوضح البيان، أن الطائرة «أسقطها عناصر أحد مراكز الجيش، على مسافة تبعد 200 متر، من الخط الأزرق، داخل الأراضي اللبنانية». و«الخط الأزرق» يبلغ طوله 120 كم، وضعته الأمم المتحدة عام 2000، لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، لكن الخط لم يراعِ الحدود الرسمية بشكل دقيق.