الاستخبارات الغربية تكشف تورط حزب الله الشيعي باستيراد نترات الأمونيوم للبنان
أعاد تحقيق أوردته صحيفة ألمانية بناءً على معلومات استخباراتية الشكوك بتورط ميليشيا “حزب الله” بشحنة متفجرات نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت إلى الواجهة، والتي تسببت بانفجار قتل أكثر من 170 شخصاً وجرح الآلاف.
وأصبح “حزب الله” في لبنان كمن يُضبط بجريمته متلبساً – وفقاً لموقع الحرة – بعد أن كشف تحقيق لصحيفة “فيلت” استند إلى مصادر استخباراتية أن “الحزب” استورد شحنة من نترات الأمونيوم من إيران في نفس العام الذي وصلت فيه شحنة الموت إلى مرفأ بيروت.
وبالرغم من أن التحقيق لم يربط مباشرة بين الشحنات التي استوردها “حزب الله”، وبين الشحنة التي دمرت جزءا كبيرا من العاصمة اللبنانية، لكنه أثبت أن “الحزب” يستورد نترات الأمونيوم ويستخدمها في عملياته.
وأشعل تقرير استيراد الميليشيا اللبنانية لهذه المادة الخطيرة في نفس العام الذي وصلت فيه شحنة أخرى إلى مرفأ العاصمة الشبهات التي كانت تحاصر أصلا “حزب الله” ومسلحيه، حسب مراقبين.
وقال المحلل السياسي اللبناني، لقمان سليم، إن “ما نشرته الصحيفة الألمانية … يؤكد ما ذهب إليه اللبنانيون واللبنانيات منذ اللحظات الأولى لجريمة المرفأ من شكوك وتوجسات ذات صلة بميليشيا حزب الله ومُشَغلها، أعني النظام الإيراني، في هذه الجريمة”.
معلومات استخباراتية
تحقيق الصحيفة الذي ترجمه موقع “إيران إنسايدر” ذكر، أنه “وفقًا للمعلومات الواردة من أجهزة المخابرات الغربية، تلقى حزب الله في لبنان شحنات كبيرة من نترات الأمونيوم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمواد التي تم تفجيرها في بيروت”.
وقال التحقيق، إنه ليس من المؤكد ما إذا كانت نترات الأمونيوم في الميناء هي نفس نترات الأمونيوم التي تم شحنها في نفس الوقت تقريبًا إلى حزب الله بين عامي 2013 و2014، حيث تم شحن مشتريات حزب الله من نترات الأمونيوم عبر الميناء وكميات أخرى عبر المطار أو برا عبر سوريا.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فإن حزب الله كان لديه كميات كبيرة من نترات الأمونيوم تم تسليمها إلى لبنان بالضبط في ذلك الوقت (أواخر 2013 أو أوائل 2014). ويقال إن “فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني (أي جزء من تلك الجماعات شبه العسكرية المسؤولة عن العمليات الخارجية، والتي لها أيضًا موقع سياسي رئيسي في إيران) كانت مسؤولة عن النقل”.
وأوضح التحقيق، أن تسليم نترات الأمونيوم إلى حزب الله في عام 2013 يجب أن يكون على مرأى من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل على يد الجيش الأمريكي في غارة بطائرة بدون طيار في كانون الثاني/يناير الماضي.
ويُعتقد أن الشحنة الأولى تمت في 16 يوليو 2013 وشملت 2.70 طنًا من نترات الأمونيوم والتي تم إرسالها من إيران إلى لبنان. وكانت الفاتورة 179.399 يورو. وفي 23 أكتوبر 2013، تم تسليم شحنة ثانية قدرها 2.70 طنًا من نترات الأمونيوم بتكلفة 140.693 يورو. ولم يتم التأكد من تحديد كمية التسليم الثالثة من المادة.
وبلغت تكلفة تسليم الشحنة الرابعة 61248 يورو، حيث سلمت في 4 أبريل 2014، إذ تقدر الصحيفة أن الحمولة تراوحت بين 9 إلى 1.30 طنًا من نترات الأمونيوم، وتراوحت إجمالي ثلاث شحنات من نترات الأمونيوم إلى حزب الله بين 6.30 و6.70 أطنان.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “الشحن في أكتوبر 2013 قيل إنه تم نقله في حاويات مهربة بالطائرة، ويفترض أن يكون ذلك مع إحدى شركات الطيران الإيرانية الخاصة، والتي تعتبر الواجهة الأمامية للحرس الثوري”، مشيرةً إلى أن إحدى شركات الطيران، وهي شركة ماهان إير الإيرانية “حُرمت من حق الإقلاع والهبوط في ألمانيا العام الماضي، مع إشارة صريحة إلى أنشطة الحرس الثوري”، حيث صنفت الحكومة الأمريكية “الحرس الثوري الإسلامي” منظمة إرهابية أجنبية.
وذكر تقرير “فيلت” عددا من عناصر حزب الله والنظام الإيراني المتورطين في شحن نترات الأمونيوم إلى الميناء، أبرزهم “محمد قصير” الذي أدرجته الحكومة الأمريكية على لائحة العقوبات لتمويله حزب الله، حيث تم إدراجه باعتباره ناقل للمواد المتفجرة.
قال ماثيو ليفيت، مدير برنامج راينهارد لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن، للصحيفة إن “قصير يرأس وحدة حزب الله اللبنانية 108، المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا من إيران إلى لبنان عبر سوريا. ومقرها دمشق. قصير ومسؤولون كبار آخرون في حزب الله يعملون عن كثب مع ضباط من فيلق القدس الوحدة 190 – المتخصصة في تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان واليمن وغزة تحت إشراف قاسم سليماني قبل مقتله”.
وأضاف أن “الجهود المزعومة لشراء نترات الأمونيوم، و 2.750 طن من نترات الأمونيوم التي انفجرت في وقت سابق هذا الشهر” ليست مرتبطة بروايته للأنشطة الإرهابية التي قام بها قصير والتي تم توضيحها للصحيفة.
وأوضح ليفيت، أن “الحلقة الأولى في سلسلة نقل الأسلحة من مهمة وحدة القيصر 108، وهي المسؤولة عن نقل الأسلحة عبر سوريا إلى الحدود اللبنانية، ومن ثم، تأتي مهمة الوحدة 112، حيث تنقل الأسلحة عبر الحدود إلى لبنان”. مشيرا إلى أن هناك “وحدة أخرى تابعة لحزب الله، هي الوحدة 100، وهذه تدير خط الشحن في الاتجاه المعاكس، من لبنان إلى سوريا إلى إيران، وتنقل متدربي حزب الله بالاتجاهين للتدريب المتقدم في التعامل مع الصواريخ التي يتم تسليمها من إيران”.
وتابع أن “القصير، الملقب بالحاج فادي، مؤهل بشكل فريد لرئاسة وحدة حساسة ومهمة مثل الوحدة 108. ويقال إن أحد أشقاء قصير، واسمه حسن، هو صهر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وشقيقهم الآخر، أحمد قصير، هو الانتحاري الذي نفذ هجوم تشرين الثاني/ نوفمبر 1992 على مقر للجيش الإسرائيلي في صور. وأشار نصر الله إلى أحمد بأنه “أمير الشهداء” في مناسبة لمؤسسة الشهداء بمناسبة ذكرى الهجوم”.