قبرص الرومية تتراجع عن مواقفها بعد يأسها من أوروبا
أظهر تصريح لوزير خارجية إدارة جنوب قبرص الرومية نيكوس كريستودوليدس، تراجعًا في الموقف وتغيرًا في نبرة الحديث حيال التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وسط إصرار الجانب التركي على حماية حقوقه في المنطقة، وخشية الاتحاد الأوروبي من اتخاذ خطوات ضد أنقرة.
وبحسب وكالة رويترز، قالت قبرص الرومية يوم الثلاثاء إنها مستعدة للاشتراك مع جيرانها لترسيم الحدود البحرية وذلك في خضم توتر قائم مع تركيا في شرق البحر المتوسط بشأن السيادة في المياه الغنية بموارد الطاقة.
وثمة خلاف بين اليونان وقبرص الرومية من جانب وتركيا من جانب آخر بسبب المطالب المتداخلة بالسيادة على مناطق من المعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
وقال وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس إن الجزيرة أبرمت اتفاقات بحرية مع مصر وإسرائيل ولبنان “ومستعدة لمناقشة تعيين مناطق بحرية مع دول جوار أخرى”، دون أن يشير مباشرة إلى تركيا.
وقال كريستودوليدس “سيكون هذا على أساس القانون الدولي وقانون البحار لعام 1982” في إشارة إلى معاهدة للأمم المتحدة.
والسبت، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سفينة “أوروتش رئيس” ستواصل أنشطتها للتنقيب عن الطاقة شرقي المتوسط حتى 23 أغسطس/آب الجاري، “ولن نتردد أبدا في الرد اللازم حال تعرضت لأدنى مضايقة”.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده عازمة على مواصلة أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، وأضاف أن بلاده “لن تطأطئ الرأس للعربدة في جرفها القاري بشرق البحر المتوسط، ولن تخطو أي خطوة للوراء أمام لغة التهديد والعقوبات”.
وأضاف أردوغان أن “الذين أبعدوا تركيا عن موارد الطاقة في حدودها الجنوبية عبر سياسة دقيقة قبل 100 عام، لن ينجحوا في تحقيق ذلك شرقي المتوسط”.
عبّرت إدارة جنوب قبرص الرومية عن خيبة أملهما بعد فشل اليونان في الحصول على التزام قوي من شركائها في الاتحاد الأوروبي ضد تركيا بسبب التنقيب شرق البحر الأبيض المتوسط، فيما نددت جمهورية شمال قبرص التركية بنشر فرنسا طائرات عسكرية الشطر الرومي.
في السياق، دعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد جوزيب بوريل، أنقرة لإجراء حوار شامل حول التطورات في الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
وادعى بوريل في تصريحات صحفية، الأحد، أنّ إعلان “نافتيكس” الجديد (الرسائل النصية البحرية) لتركيا في شرقي المتوسط، يصعد التوتر في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ تركيا، أعلنت في وقت سابق إجراء سفينة ياووز عمليات تنقيب في المناطق التي تقع جنوب غربي جزيرة قبرص، بين 18 أغسطس/آب و15 أيلول/سبتمبر، وذلك عبر إعلان جديد لنافتيكس.
وفي إعلان نافتيكس الجديد لتركيا “تم إرسال رسائل لسفن الدول الأخرى توصيها بشدة لعدم التواجد في مكان الأنشطة المحددة في الرسالة” وردا على الإعلان التركي أرسلت قبرص الرومية إعلان “نافتيكس-مضاد”.
المصدر: turkpress