تعرّف على القدرات البحرية بين تركيا واليونان
شهدت المرحلة الأخيرة، تصاعداً للتوتر بين تركيا واليونان، البلدان الجاران عبر البر والبحر، فيما زاد من هذا التوتر أنشطة البلدين في شرقي المتوسط، وتوقيعهما اتفاقيات ترسيم حدود بحرية مع دول أخرى مطلة على حوض المتوسط.
بدايات التوتر كانت في أعقاب توقيع تركيا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا، أواخر العام الماضي، الأمر الذي أثار حفيظة وامتعاض أثينا، ما دفعها لإبرام اتفاقية مماثلة مع القاهرة خلال الأيام الأخيرة، في خطوة وصفتها أنقرة بـ “الباطلة”، بناء على مستندات قانونية أعلنتها على لسان مسؤوليها، وأرسلت سفن تنقيبها إلى شرقي المتوسط.
هذه المستجدات زادت من حدة التوتر بين البلدين، إلى أن وصل الأمر إلى الحديث عن احتماليات المواجهة العسكرية المباشرة بين تركيا واليونان في شرقي المتوسط، وعن القدرات العسكرية البحرية لكلا البلدين.
تقرير للكاتب الصحفي، عامر سليمان، نشرته قناة “TRT عربي” التركية، سلط الضوء على القدرات البحرية لأنقرة وأثينا.
ووفقاً للكاتب فإن هناك معايير متعددة يجب أخذها بعين الاعتبار عند مقارنة القدرات العسكرية بالقوات البحرية للدولتين، منها ترتيب الجيش عالمياً بصفة عامة، ثم القوات البحرية على وجه التحديد، وعدد القطع البحرية وأنواعها وعدد الأفراد وميزانية التسليح، إضافة إلى جاهزية القوات والمعدات ومدى استعدادها لتنفيذ المهام المنوطة بها.
يحتل الجيش التركي المرتبة الـ11 عالمياً حسب تصنيف “globalfirepower ” لعام 2020، بينما يحتل الجيش اليوناني المرتبة الـ33. مما يظهر فرقاً هائلاً بالقدرات العسكرية لكلا الدولتين العضوتين بحلف الناتو.
وتبلغ ميزانية الدفاع بتركيا 141 مليار ليرة تركية (نحو 19مليار دولار)، بينما تبلغ ميزانية الدفاع باليونان 4.8 مليار دولار فقط، حسب تصنيف غلوبال فاير باور.
وبالنسبة إلى القوات البحرية التي ستكون السلاح الرئيسي حال اندلع صراع مسلح في منطقة شرقي المتوسط، فالأسطول التركي يحتل المرتبة العشرين عالمياً في عدد القطع ويضم 149 قطعة بحرية في حين تحتل القوات البحرية اليونانية المرتبة الـ23 عالمياً وتمتلك 116 قطعة بحرية.
لا يمتلك الأسطولان التركي ولا اليوناني مدمرات ولا حاملات طائرات.
والمدمرات هي سفن حربية ضخمة الحجم تتميز بسرعتها الكبيرة وبقوة تدميرية عالية يمكنها تدمير الأهداف في البحر والجو والبر أيضاً. وغالباً ما ترافق القطع الأكبر في الأسطول لتوفير الحماية لها.
الفرقاطات
تعد الفرقاطات القوة الضاربة الأساسية بالقوات البحرية لكلتا الدولتين. ويضم الأسطول التركي 16فرقاطة، 4 منها من فئة “بارباروس” أنتجت بنهاية التسعينيات وحُدِّثت مؤخراً بأحدث تكنولوجيا. وهي مزودة بأنظمة دفاع جوي من طراز sea zenith وصواريخ دفاع جوي إطلاق أفقي. في حين يضم الأسطول اليوناني 13فرقاطة، 9 منها أُنتجت بالسبعينيات والثمانينيات واستخدمها الأسطول الهولندي لفترة بعد ذلك بيعت لليونان. وحُدثت 6 فرقاطات من القديمة، بينما صنعت فرقاطتان حديثاً لليونان. إلا أن أهم ما يميز الفرقاطات اليونانية أن 8منها مزودة بصواريخ هاربون الأمريكية المضادة للسفن بمدى 130كم.
الكورفيت
الكورفيت سفن حربية ذات قدرات عالية على المناورة تمتاز بسرعتها، وهي أصغر حجماً من الفرقاطة وأكبر من الزوارق الدورية. ويطلق عليها أيضاً الفرقيطة أو الحراقة.
يمتلك الأسطول التركي 10كورفيتات 4 منها من فئة “أدا” أنتجت محلياً وجُهزت بأحدث الأنظمة الإلكترونية المحلية وتقنيات التسليح. أما الستة الأخرى فهي فرنسية الصنع وقديمة نسبياً من ناحية التسليح والأنظمة الإلكترونية إلا أنها تفيد في حماية السواحل وتأمينها.
أما الأسطول اليوناني فلا يمتلك أي كورفيت مما يعطي أفضلية كبيرة للقوات البحرية التركية نظراً إلى قدرة الكورفيتات على المناورة والتحرك السريع، مما يمكنها من تكبيد السفن المحاربة ضدها خسائر فادحة.
الزوارق الهجومية
يضم الأسطول التركي 19 زورقاً هجومياً، 9 منها من فئة “قليج” وهي الأحدث بين أسطول الزوارق الهجومية التركية، وهي مزودة بأنظمة تكنولوجية حديثة إنتاج ما بعد 2000 وتتميز بقوة تسليحها وسرعتها وقدرتها على المناورة، إلا أنها تفتقر لوجود أنظمة دفاع جوي بها.إضافة إلى زورقين من فئة”يلديز”من إنتاج1997،تتمتع بكفاءة عالية ودقة في إصابة الأهداف، إضافة إلى نظام دفاع جوي عيار 35 ملم.
حاولت اليونان سد عجز الكورفيتات بقواتها البحرية عن طريق زيادة عدد الزوارق الهجومية. ويمتلك الأسطول اليوناني 29 زورقاً هجومياً معظمها قديمة وتسليحها غير كافٍ، إلا أنها تمتلك 6 زوارق هجومية من نوعية سفن الهجوم السريع من فئة Roussen تمتاز بكفاءتها العالية وجودة تسليحها وأنظمتها الحديثة. وقد بدأت دخول الخدمة من 2019 ما يمنحها تفوقاً ضئيلاً على زوارق “قليج” التركية، غير أن الزوارق التركية من فئة قليج تفوقها عدداً.
الغواصات
تمتلك القوات البحرية التركية 12غواصة أحدثها دخلت الخدمة عام2007، وهي غواصة ألمانية من فئة “غُر”. ومن المقرر أن تحل 6 غواصات حديثة من فئة “رئيس” محل 4 غواصات من فئة “آي” اعتباراً من 2021. في حين يمتلك الأسطول اليوناني 11 غواصة 3 منها دخلت الخدمة عام 2014 و2015، والبقية غواصات قديمة بعضها إنتاج الستينيات.
زوارق الدوريات
تمتلك القوات البحرية التركية 16 قطعة من زوارق الدوريات مهمتها تأمين السواحل والمواني والكشف عن الغواصات ومهاجمتها. في حين يضم الأسطول اليوناني 8 زوارق دوريات فقط.
كاسحات الألغام
يضم الأسطول التركي 11سفينة كاسحة ألغام، بينما يمتلك الأسطول اليوناني 4 فقط.
سفن الإنزال البرمائي والسفن المساعدة
يضم الأسطول التركي 33سفينة إنزال وهجوم برمائي، بينما يمتلك الأسطول اليوناني 9 منها فقط. كما يضم الأسطولانعشرات السفن المساعدة من سفن تدريب ونقل أفراد وتزويد بالوقود وإنقاذ غواصات إلخ..إلا أن التفوق العددي بها لصالح الأسطول التركي.
الطائرات والمروحيات
أما بالنسبة إلى الطائرات والمروحيات التابعة للقوات البحرية، فتمتلك القوات البحرية اليونانية 27 طائرة دوريات بحرية ومروحيات. في حين يمتلك الأسطول التركي 37 مروحية و15طائرة، بالإضافة إلى أسطول الطائرات التركية المسيرة المسلحةالتي تصنعها تركيا ويمكن أن تسبب خسائر فادحة لأي أهداف معادية، ما يمنح تفوقاً ملحوظاً للقوات البحرية التركية.
وتشير المعطيات السابقة إلى وجود تفوق ملحوظ للقوات البحرية التركية على نظيرتها اليونانية. إضافة إلى ذلك يوجد عاملان مهمان يرجحان كفة الأسطول التركي وهو تفوق الصناعات الدفاعية التركية واستخدام القوات المسلحة التركية العديد من الأسلحة والأنظمة العسكرية محلية الصنع، مما يمنحها ميزة كبيرة من حيث سهولة الصيانة والحصول على قطع الغيار وإمكانية التحديث باستمرار. إضافة إلى مشاركة القوات البحرية التركية في العديد من المهام الدولية بشكل مستمر.
المصدر: turkpress