مجلة ذي إيكونوميست الأسبوعية: تركيا تتمتع بنفوذ في جميع أنحاء العالم العربي
نشرت مجلة “ذي إيكونوميست” الأسبوعية الناطقة باللغة الإنجليزية ومقرها لندن تقريرا سلطت خلاله الضوء على جهود تركيا لتوسيع وجودها في جميع أنحاء العالم العربي، باستخدام ما اسمتها “القوة أكثر من الدبلوماسية”.
ففي العام الماضي تدخلت تركيا في شمال شرق سوريا، وتوغلت في عمق العراق، وأوجدت قدما لها في ليبيا.
وبحسب ما ترجمته “نيو ترك بوست” نقلا عما ورد في التقرير، فقد زاد إنفاق تركيا العسكري بنحو النصف منذ عام 2016.
ويقول التقرير: “كانت تركيا أكثر جرأة في شمال سوريا الذي كانت تسيطر عليه في السابق القوة الكردية المحلية الرئيسية وحدات حماية الشعب، احتفظت الجماعة المسلحة بمساحة كبيرة من الأراضي بينما ساعدت الولايات المتحدة على هزيمتهم”.
لكن وحدات حماية الشعب لها علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة كردية انفصالية في تركيا. لذلك عندما انسحبت أمريكا في أكتوبر، تحركت القوات التركية، مدعومة من قوات المعارضة السورية. وقد دفعوا معًا الأكراد للخروج من معظم “دولتهم”.
تسيطر تركيا الآن على قطاع بعمق 30 كم في سوريا يمتد لمسافة 145 كم على طول حدودها. ويقاتل أردوغان أيضا حزب العمال الكردستاني في منطقة الحكم الذاتي للأكراد في شمال العراق. وتقول تركيا إنها قامت “بتحييد” أكثر من 1400 مقاتل كردي في العراق وسوريا هذا العام.
وبحسب تقرير المجلة، فقد هاجم الأتراك في بعض الأحيان 200 كيلومتر داخل العراق. يصرون على أنها عملية قصيرة المدى تستهدف فقط حزب العمال الكردستاني، لكنهم أقاموا عددًا من المواقع العسكرية الجديدة في البلاد. ويشك الكثيرون في أن هدفهم هو إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود، كما فعلوا في سوريا.
ويخشى أكراد العراق من أن الوجود التركي يعرض للخطر تطلعاتهم إلى الدولة، وإذا امتد إلى مسافة كافية، فإنهم يفصلونهم عن الأكراد في سوريا.
أما تدخل تركيا في ليبيا مختلف. لطالما جادلت بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط حول من يسيطر على أي جزء من البحر، وحقول الغاز الموجودة تحته.
خشي أردوغان من أن تحالف مصر وإسرائيل واليونان وقبرص قد يخرج تركيا من المنطقة. لذا، وقع العام الماضي صفقة مع الحكومة الليبية -المعترف بها دوليًا- لترسيم حدود تركيا البحرية ومن المفترض أنها أعطت أنقرة الحق في الحفر في المياه قبالة الجزر اليونانية.
في المقابل، قدمت تركيا قوات وأسلحة وطائرات بدون طيار إلى الحكومة الليبية، الأمر الذي قلب الحرب لصالحها.
في وقت سابق من هذا العام، جرى طرد قوات خليفة حفتر، وهو جنرال ليبي متمرد، من غرب ليبيا.
ومن وجهة نظر تقرير المجلة، تعتبر تركيا الآن قوة لا يستهان بها على امتداد 600 كيلومتر من البحر الأبيض المتوسط. وتسيطر على قاعدة جوية في الوطية بالقرب من الحدود الليبية مع تونس. تحمي فرقاطاتها الساحل الليبي في الغرب. يقول البعض إن أردوغان يحاول تحويل شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بحر تركي.
إنه نشط في مكان آخر أيضًا. قام بتأسيس قاعدة عسكرية تركية في قطر، وهو حليف وزميل داعم للحركات الإسلامية التي هددتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
كما أبدى اهتمامًا بالحرب الأهلية في اليمن، حيث قدم تركيا كملاذ آمن للإسلاميين الذين يقاتلون نيابة عن الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي.
وتقول “ذي إيكونوميست”، إن الرئيس التركي “قد يفعل الشيء نفسه للسيد هادي إذا سئمت المملكة العربية السعودية من استضافته”.
وعبر البحر الأحمر، في السودان، تأمل تركيا في تطوير ميناء سواكن العثماني المدمر. وقد أقامت أكبر قاعدة خارجية لها في العاصمة الصومالية مقديشو.
المصدر: وكالة نيو تورك بوست