موقع ديلي بيست الأمريكي: إذا لم يتمكن ترامب من الفوز بالرئاسة فسيسقط الدولة معه
يرى موقع ديلي بيست الأميركي أنه ليس من الواضح ما يريده الرئيس دونالد ترامب حاليا، لكنه بات يعلم أن احتمالات خسارته في الانتخابات أصبحت كبيرة كما تؤيد ذلك استطلاعات الرأي، وبالإمكان الشعور بما يحتقن داخله، إذ يقول “أنا ذاهب إلى الهاوية وسأجر البلاد معي”.
ويضيف في مقال لمراسله ميكائيل توماسكي أن ترامب يريد أن يكون كل الحديث عنه، وأن يفرق باقي العالم إلى منتصرين يحبونه وخاسرين يكرهونه، متمنيا أن يتسبب بالألم لهؤلاء.
ويؤكد أن ترامب كان دائما ما يفكر بهذه الطريقة منذ عام 2015 وطوال حياته كراشد، بل منذ طفولته.
ويتساءل المقال متى بدا ترامب “متقمصا فعلا دور الرئيس” منذ وصوله للبيت الأبيض؟ مؤكدا أن اللحظات النادرة التي نظر خلالها إليه نقاد شبكات التلفزيون على أنه شخصية “رئاسية” تظهر فعلا إلى أي مدى وصل انحطاط موقع الرئيس أثناء ولايته.
ويضيف “فكروا في الأشخاص الذين يثيرون إعجابه.. بوتين وكيم جونغ أون والسيسي، ما الذي تعتقدون أنه يقدره فيهم؟”، مجيبا بأن ما يثير إعجابه في هؤلاء هو كونهم “سفاحين وأقوياء يعرفون أصول الشغل”.
وضرب الموقع مثلا بتعاطي ترامب الحالي مع ملف مسلمي الإيغور مقارنة بنوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مشيرا إلى أن هذا التعامل يعطي صورة واضحة للطريقة التي يفكر بها الرئيس.
فقد أقامت السلطات الصينية معسكرات قالت إنها “لإعادة تأهيل” سكان إقليم شينجيانغ الإيغور المسلمين تضم حوالي مليون شخص بلا تهم واضحة أو محاكمة لمن يعتبرهم نظام بكين “خونة” و”غير موالين” بسبب عرقهم ودينهم.
وأصدرت وزارة التجارة الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 عقوبات ضد الصين لهذا السبب، لكن مستشار ترامب السابق جون بولتون ذكر في كتابه الأخير “”الغرفة التي حدث فيها ذلك.. مذكرات البيت الأبيض” أن ترامب سأل مساعديه في أواخر عام 2018: لماذا فرضت تلك العقوبات؟
وفي اجتماع لاحق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ روى بولتون أن ترامب -كعادته في تقويض السياسة الرسمية لإدارته- “قال إنه يجب على شي المضي قدما في بناء المعسكرات، وهو ما اعتقد ترامب بالضبط أنه الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله”.
ويرى كاتب المقال أن ترامب كان مؤمنا بأن هذا الأمر “هو فعلا ما ينبغي فعله”، واعتقد أن هذه “فكرة عظيمة” يتمنى لو ينفذها هو بنفسه -ربما إذا أعيد انتخابه لولاية ثانية- حيث سيعتبر ذلك تفويضا للقيام بأي شيء يريده ويسعى لوضع المتظاهرين في معسكرات كما فعل نظيره الصيني.
ويضيف أن ترامب مخطئ تماما إن كان يعتقد أن الولايات المتحدة هي جمهورية الصين الشعبية، لأن الرأي العام ما زال مهما في أميركا وهو يكبر أكثر فأكثر ضده كل أسبوع.
ويختم الموقع بأن ترامب يعتقد أن بعض الأحداث الفظيعة وغير القانونية التي يسعى لافتعالها يمكن أن توجه الرأي العام لتأييده، لكن المرجح أنها ستفشل، وهذا أمر جيد لأنه يعني أن خصمه جو بايدن سيفوز، لكنه في الآن ذاته أمر سيئ لأنه من المرعب التفكير في ما سيقدم عليه ترامب خلال الأسابيع الأخيرة من انتخابات رئاسية يدرك في دواخله أنه سيخسرها.
المصدر: ديلي بيست + الجزيرة