مدينة شيكاغو الأمريكية تعيش عنفا متصاعدا

هدّد رئيس بلدية نيويورك بمقاضاة إدارة الرئيس دونالد ترامب إذا أرسلت قوات فدرالية لإخماد مظاهرات تشهدها المدينة ضد العنصرية، في حين سقط عدة جرحى في إطلاق نار أثناء تشييع جنازة في شيكاغو.

 

وقال رئيس بلدية نيويورك الديمقراطي بيل دي بلاسيو “إذا أرسل ترامب عملاء فدراليين إلى نيويورك، فإنّ هذا الأمر لن يؤدّي إلا إلى زيادة المشاكل، و”سنقاضيه على الفور أمام القضاء لوقف هذا الأمر”.

 

وأضاف رئيس بلدية العاصمة المالية للولايات المتّحدة أن هذا الأمر “سيكون مثالا آخر على الإجراءات غير القانونية وغير الدستورية التي اتخذها الرئيس”.

 

وتابع “لقد تعيّن علينا مرارا أن نواجهه في المحكمة، وبشكل عام فزنا؛ لذلك نأمل ألا نضطر إلى ذلك، ولكن إذا لزم الأمر سنفعل ذلك”، مذكّرًا بأن تهديدات ترامب تكون غالبا فارغة المضمون.

 

وكان ترامب هدّد الاثنين بإرسال مزيد من عناصر إنفاذ القانون الفدرالية بلباس عسكري إلى مدن أميركية لإخماد مظاهرات مندّدة بالعنصرية، في خطوة اعتبرها ضرورة أمنية، لكن منتقدين للرئيس الجمهوري ربطوها بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

ونشرت الأسبوع الماضي عشرات العناصر من شرطة الحدود وشرطة المارشال الفدرالية، والعديد منهم ببزات قتالية في مدينتي بورتلاند وأوريغون.

 

وقال ترامب إنه سيقوم بالخطوة نفسها في مدن يديرها ديمقراطيون، وأضاف “انظروا إلى ما يجري؛ جميعها يقودها ديمقراطيون، جميعها يديرها ليبراليون ديمقراطيون، جميعها يديرها يساريون راديكاليون. لا يمكن أن نسمح بحصول هذا للمدينة”.

 

وقال “سأفعل شيئا، ويمكنني أن أقول لكم هذا، لأننا لن نترك نيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا وديترويت وبالتيمور”.

 

عنف شيكاغو

في السياق ذاته، أصيب 14 شخصا بجروح في تبادل لإطلاق النار مساء الثلاثاء خلال جنازة في شيكاغو، حسب ما أعلنته شرطة المدينة.

 

وقال إريك كارتر المسؤول في إدارة شرطة شيكاغو إن سيارة بدأت “إطلاق النار على المشاركين في جنازة، فما كان من هؤلاء إلا أن ردّوا بإطلاق النار باتّجاه السيارة”، التي ما لبثت أن تعرّضت لحادث، في حين نجح من فيها في الفرار.

 

وأضاف أن إطلاق النار أسفر عن إصابة 14 شخصا بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفيات للعلاج، من دون أن يوضح مدى خطورة إصاباتهم. ولفت المتحدّث إلى أنّ الشرطة تستجوب شخصا له صلة بإطلاق النار.

 

وتأتي هذه الواقعة بالتزامن مع إعلان ترامب أن الوضع الأمني في شيكاغو، التي يحكمها الديمقراطيون، هو “أسوأ مما هو عليه في أفغانستان”.

 

ووفق تقارير، فإن وزارة الأمن الداخلي تستعد لإرسال 150 من العناصر الأمنيين إلى شيكاغو، حيث وقعت صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا تحطيم تمثال لكريستوفر كولومبوس.

 

وذكرت وسائل إعلام محلية أن 63 شخصا تعرضوا لإطلاق نار، وقتل 12 نهاية الأسبوع الماضي في أعمال عنف مستمرة.

 

وتشهد الولايات مظاهرات غاضبة منذ مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقًا تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 مايو/أيار الماضي.

 

وسعى ترامب لتصوير المتظاهرين على أنهم من اليساريين الراديكاليين العازمين على تدمير البلاد.

 

وأمام معركة انتخابية صعبة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، التي يواجه فيها الديمقراطي جو بايدن؛ يستخدم ترامب -حسب ما يقول خصومه الديمقراطيون- الاحتجاجات لحشد تأييد وسط قاعدته المحافظة.

 

 

المصدر: الجزيرة