من أكاذيب عبيد العبيد: أسر 40 جنديًا تركيًا في ليبيا
كعادتنا في “مرصد تفنيد الأكاذيب” نرصد خبرا صغيرا ونضعه ضمن دائرة المراقبة لمتابعة انتشاره وتقدير أهمية الرد عليه.
الخبر هذه المرة، كما في مرات سابقة، يتعلق بوقوع جنود أتراك أسرى بيد مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر في سياق محاولات يائسة لرفع الروح المعنوية لهذه القوات التي تتوالى هزائمها بشكل يومي.
أحد كبار مغردي دولة الامارات ممن يشغلون منصبا أمنيا رفيعا (عبد عن بن زايد) غرد قبل أيام عن ورود خبر عن وقوع “40 أسيرا تركيا في قبضة الجيش الليبي”، أي مليشيا حفتر.
كان واضحا أن الخبر مختلق ولا صحة له، لكن حسابات كثيرة بدأت تتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي مع تفاعل واضح.
ومن أجل خلق انطباع بمصداقية الخبر لدى المتابعين، أرفقت عدد من الحسابات المصرية والليبية على تويتر صورة مزدوجة تُظهر عددا من الجنود بملابس عسكرية تركية مقيدي الأيدي إلى الخلف داخل إحدى البنايات مبهمة المعالم الدالة على مكانها أو عائديتها.
وكذلك وجد الخبر المُختلق صدى على موقع فيسبوك.
لكن ما حقيقة الخبر وما حقيقة الصورة؟
منطقيا، فإن أسر جندي تركي واحد سيكون محل اهتمام ومتابعة الحكومة التركية، فكيف والأمر متعلق بـ40 جنديا كما يزعم المغردون المغرضون.
كما أن وقوع جندي تركي واحد بقبضة مليشيا حفتر سيكون نصرا معنويا لقواته “المنهارة” وسيكون ضيفا على قنوات مثل “العربية” السعودية و”سكاي نيوز” الإماراتية وغيرهما.
أما عن الصورة المرفقة، فقد سبق أن تداولتها حسابات عدة وصحف ومواقع في يناير الماضي، مثل حساب عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري (الذي يعبد السيسي والدرهم والدينار) المعروف بولائه المطلق لنظام السيسي، على حسابه الرسمي بموقع تويتر زعم أنها لعناصر من الجيش التركي أسرتها مليشيا خليفة حفتر في سرت الليبية.
لكنّ الصور في الحقيقة ملتقطة ومتداولة منذ 4 سنوات بعد أن أعلنت السلطات التركية فشل محاولة انقلابية قامت بها مجموعة داخل الجيش، وأعلنت وقتها أيضا عن اعتقال أعداد من العسكريين الذين شاركوا في المحاولة الفاشلة، بناء على مذكرات صدرت من القضاء تطالب باعتقال كل من شارك في المحاولة الانقلابية.
وتداولت مواقع عربية وغير عربية تلك الصورة في 16 يوليو 2016، والتي تظهر أولى صور العسكريين منفذي الانقلاب الفاشل بعد اعتقالهم.
يبدو أن الفشل في إحراز انتصار ما ولو معنوي على تركيا أجبر المغردين المغرضين ومن حام حولهم من “الذباب الالكتروني” إلى العودة للأرشيف واختلاق أخبار ونشر صور من السهل تفنيدها.
الذي لا يستحي يفعل كل مالا يخطر على البال.