ليبيّون يشكرون تركيا لإزالتها ألغام خليفة حفتر وعصابته المرتزقة من منازلهم
أعرب مواطنون ليبيون عن شكرهم للقوات المسلحة التركية التي تزيل الألغام والمتفجرّات المزروعة في منازلهم ومناطق سكنهم، من قبل مليشيا الجنرال الانقلابي، خليفة حفتر.
وعقب الهزائم التي مُنيت بها على يد قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، لجأت مليشيا حفتر وقوات “فاغنر” الروسية، إلى زرع الألغام في المناطق السكنية الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس، قبيل انسحابها منها.
وكان فريق نزع الألغام وتفكيك المتفجّرات التابع للجيش التركي، قد وصل إلى ليبيا بناء على دعوة من الحكومة الليبية، لتباشر عملها على الفور في المناطق السكنية الواقعة جنوبي طرابلس، تمهيداً لعودة السكان إلى ديارهم.
فريق الأناضول في ليبيا، التقى مدنيين ليبيين عادوا إلى ديارهم في منطقة صلاح الدين الواقعة جنوبي طرابلس على بُعد 10 كيلو مترات، وذلك بعد تطهيرها من الألغام والمتفجّرات.
المدنيون الليبيون العائدون إلى ديارهم التي كانت خاضعة لسيطرة قوات حفتر، تفاجأوا بتعرضها للسرقة والنهب من قبل مليشيات الأخير.
كما أعرب سكان المنطقة، عن شكرهم للجيش التركي إزاء تطهير مناطقهم ومنازلهم من الألغام والمتفجرات، قبيل عودتهم إليها.
وفيما مضى، كانت منطقة صلاح الدين، من أكثر ضواحي طرابلس تميزاً وحيوية، قبل أن يدخلها مليشيا حفتر، ويقوموا بعمليات النهب والسرقة فيها.
وشهدت المنطقة خلال سيطرة مليشيا حفتر عليها، اشتباكات بين الفينة والأخرى مع قوات الجيش الليبي، ليعمّ الأمن والاستقرار فيها من جديد، مؤخراً، بعد غياب دام 14 شهراً.
وفي حديثه للأناضول، قال المواطن الليبي محمد التومي (42 عاماً)، إنه تفاجأ بحجم الدمار والخراب الذي تعرض له منزله.
وأشار إلى ما وجد عليه منزله عقب العودة إليه، وقد هدّمت بعض جدرانها لفتح نوافذ لتأمين تنقّل مليشيا حفتر بين منازل الحي.
وأوضح أن هناك العديد من الكتابات الروسية على جدران الصالون بمنزله، مبيناً أنها تشير إلى استخدام قوات “فاغنر” الروسية، منزله كمأوى لها خلال الاشتباكات.
وأضاف “التومي” أنه بذل سنين طويلة من عمره لإنشاء هذا المنزل، ليكون مأوى آمناً لأولاده ووالديه اللذان يسكنان معه.
وعلى بُعد بضع مئات المترات من منزل “التومي”، يقع منزل محمد أرضروملي (27 عاماً)، الذي لم يختلف مصيره عن مصير منزل جاره.
“أرضروملي” الذي قال إنه تركيّ الأصلي كما يتضح من كنيته، أوضح بأنه اضطر للنزوح من دياره برفقة أسرته، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، إثر اشتداد عنف الاشتباكات في المنطقة.
وأضاف أن مليشيا حفتر، قامت بنهب وسرقة المكيفات وخزانات المياه في منزله، فضلاً عن سيارته التي اضطر لتركها هناك قبل نزوحه.
وأشار إلى وجود الكثير من العبارات والكتابات بأحرف أبجدية الكيريل الروسية، على جدران منزله.
وأوضح أن آثار قوات “فاغنر” الروسية، موجودة وملموسة بوضوح في كل مكان من منزله وفي الحي أيضاً.
ولفت أيضاً إلى وجود صناديق ذخائر داخل بيته، عليها كتابات روسية.
وأفاد أن أحد أقربائه البالغ من العمر 22 عاماً، راح ضحية انفجار لغم من مخلّفات قوات حفتر.
وشدد على أن المنطقة برمتها، وبالأخص المنازل، كانت مليئة بالألغام والمتفجّرات التي تهدد حياة المدنيين.
وأضاف أن فرق وخبراء الجيش التركي، أزالت هذه الألغام وحققت الأمان لسكّان المنطقة، معرباً عن شكره لهم.
وقال المركز الليبي لإزالة الألغام ومخلفات الحروب (حكومي)، إن عدد ضحايا الألغام المزروعة جنوبي طرابلس بلغ 110، بين قتيل وجريح، تشمل مدنيين وأمنيين من فرق إزالة الألغام التابعة للحكومة الليبية.
وفي 10 يونيو/ حزيران الجاري، أعلنت اللجنة المشتركة لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان الليبية (حكومية)، مقتل 27 شخصا وإصابة 40 آخرين، جراء انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها مليشيا حفتر بمنازل مدنيين كانت تتخذها تمركزات لها قبل فرارها.
ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
وشنّت مليشيات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، انطلاقا من 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.
المصدر: وكالة الأنضول