مشاهد الحرب الأهلية في لبنان تعود بين الشيّاح وعين الرمانة وخط تماس جديد شيعي ـ سنّي
استحضرت بيروت لساعات قليلة ليل السبت – الأحد مشاهد الحرب الأهلية وخطوط التماس، وتحديداً بين الشيّاح وعين الرمانة، مع تسجيل خطوط تماس جديدة شيعية – سنّية هذه المرة بين كورنيش المزرعة وقصقص والطريق الجديدة من جهة، وبربور وبرج أبي حيدر والخندق الغميق من جهة أخرى.
وأخذت الأمور منحى طائفياً ومذهبياً بعد إطلاق مناصري الثنائي الشيعي هتافات «شيعة شيعة»، وتناول بعضهم بالإهانات والشتائم أم المؤمنين السيدة عائشة، ما خلق احتقاناً أولاً في الشارع المسيحي وثانياً في الشارع السنّي، حيث ردّ شبّان غاضبون من السنّة والمسيحيين على هذه الهتافات المستفزّة بهتافات مماثلة تستهدف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وتخلل المواجهات إطلاق نار.
غير أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سعى بسرعة لتطويق هذا الاحتقان من خلال الإيعاز إلى المراجع الروحية الشيعية بإصدار بيانات ترفض الإساءة إلى أي رمز ديني، وحذّر بري في بيان من «أن الفتنة تطلّ مجدداً برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الاهلي، وهي أشد من القتل وملعون من يوقظها»، وأضاف «حذار الوقوع في أتونها، وأن التطاول أو الإساءة للمقدّسات والرموز والحرمات الإسلامية والمسيحية مدان ومستنكر، فكيف إذا ما طالت زوجة نبي الرحمة». واعتبر أن «كل فعل من أي جهة أتى يستهدف وحدة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم وعيشهم الواحد هو فعل اسرائيلي، وأن أي صوت يروّج للفتنة بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد هو صوت عبري ولو نطق بلغة الضاد».
وفي إطار التهدئة، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس بري وحضر اللقاء نجله تيمور، واعتبر جنبلاط أن «مشهد الأمس يختلف عن 17 تشرين (أكتوبر)»، وأكد «أن الأهم في ظل هذه الظروف هو ألا نقع في لعبة الأمم على حساب الوحدة الوطنية». وكانت وحدات الجيش اللبناني عملت على فتح الطرقات وضبط الأمن والفصل بين الأطراف المتصارعة، وتسبّب تعرّض عناصرها بالرشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة إلى إصابة 25 عنصراً بجروح.
وحسب بيان قيادة الجيش فقد تم توقيف أربعة أشخاص (سوري وفلسطيني وسودانيان) لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال التحركات.ولفتت القيادة إلى «أن البلاد قد اجتازت قطوعاً كان من شأنه أن يجرّنا إلى منزلق خطير، إذ أن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزّق السلم الأهلي ويغذّي الانقسام». ومن المشاهد المستجدّة هو الاستهداف الذي تعرّضت له محطة MTV واتهامها بفبركة الفيديو الذي يتم فيه التعرّض للسيدة عائشة، وهو ما نفته المحطة.
ويأتي اتهام المحطة القريبة من توجّهات 14 آذار بعد محاولة منع إبراهيم فتفت مراسل «صوت بيروت» الوسيلة الإعلامية المحسوبة على بهاء الحريري من أداء مهامه من قبل زميله في قناة «الميادين» عبّاس صبّاغ القريب من الثنائي الشيعي بذريعة عدم دقّة الصورة التي ينقلها فتفت تحت جسر الرينغ حيث كان يتجمّع مناصرو حزب الله.
وسعياً لتطويق ذيول الوضع المتدهور، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن رئيس كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان سعد الحريري زار مساء أمس جنبلاط في منزله في كليمنصو في بيروت.
وقال المكتب الإعلامي للحريري إن اللقاء تناول آخر المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع في البلاد. وقد رافق الحريري الوزير السابق غطاس الخوري، وجرى اللقاء بحضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي.
المصدر: القدس العربي