وزارة الدفاع الأمريكية تكبح تهوَّر الرئيس ترامب وترفض نشر الجيش لمواجهة التظاهرات
لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، في أفضل حالاته، ففي حين أعلن وزير الدفاع، مارك إسبر، عدم تأييد مقترحه باستخدام قانون التمرد، لمواجهة الاحتجاجات ضد مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي ذي الأصول الأفريقية على يد شرطي، قبل أيام، سخر منه حاكم نيويورك، فيما لم يتردد حليفه بوريس جونسون في توجيه انتقادات ناعمة له.
وقال إسبر في مؤتمر صحافي إنه «لا يؤيد استخدام قانون التمرد»، الذي يسمح للرئيس الأمريكي بنشر القوات المسلحة وقوات الحرس الوطني الفيدرالية في ظروف معينة.
كما وصف مقتل فلويد بأنه «جريمة مروعة»، مشددا على أن العنصرية «حقيقة في أمريكا».
وفي السياق، شدد إسبر على ضرورة معاقبة الضباط المتورطين في مقتل فلويد. وتابع: «لا بد من مساءلة الضباط الذين كانوا في موقع الحادث».
وحول فض الشرطة الأمريكية للاحتجاجات في ساحة «لافاييت» قرب البيت الأبيض، الإثنين، قال إسبر إن القرار «ليس عسكريا، بل مسألة إنفاذ للقانون». وتابع: «المؤسسة العسكرية أدت اليمين لحماية حقوق المواطنين وهو الأمر الذي يميز بلدنا ولأجله نقاتل ونموت».
ومنذ الثلاثاء الماضي تشهد جميع الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات على مقتل فلويد، تحولت لاحقا إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة.
وقال مصدر في البنتاغون إن عناصر الجيش الذين استدعوا احتياطيا إلى واشنطن عادوا إلى قواعدهم.
وسخر أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك من التقاط ترامب صورة وهو يرفع الإنجيل أمام كنيسة بالقرب من البيت الأبيض، وهي الزيارة التي اقتضت لإتمامها تفريق المحتجين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
ولم يقرأ ترامب أي مقطع من الإنجيل بعد أن ذهب مترجلا لكنيسة القديس يوحنا الأسقفية لالتقاط الصورة مساء الإثنين.
وقال كومو في إيجاز صحافي قبل أن يقرأ بعض الفقرات من الكتاب المقدس «الرئيس رفع الإنجيل ذلك اليوم في العاصمة واشنطن. نحن هنا في نيويورك نقرأ الإنجيل». وكومو قال أيضا إنه ضد استخدام العسكريين العاملين بالخدمة في إخماد الاضطرابات.
وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، إن حالة من الصدمة انتابته إزاء وفاة فلويد في مينيابوليس، وإن رسالته لترامب مفادها أنه لا مجال للعنصرية في المجتمع.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي الأربعاء «ننعى جورج فلويد وانتابتني حالة من الصدمة والاشمئزاز حين شاهدت ما حدث له».
وتابع «رسالتي من المملكة المتحدة للرئيس ترامب وللجميع في الولايات المتحدة، وأنا واثق من أن الأغلبية الساحقة من الناس في أنحاء العالم تشاركني الرأي، هي أنه لا مجال للعنصرية والعنف العنصري في مجتمعنا».
إلى ذلك، نددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بـ«العنصرية البنيوية» و«الاعتداء غير المسبوق» على صحافيين في الولايات المتحدة.
وقالت ميشيل باشليه في بيان إن «الأصوات التي تطالب بإنهاء الجرائم بحق الأمريكيين العزّل من أصل أفريقي يجب ان يتم الإصغاء إليها. إن الأصوات التي تطالب بإنهاء عنف الشرطة يجب أن يتم الإصغاء اليها، والأصوات التي تطالب بإنهاء العنصرية المزمنة والبنيوية التي تسود المجتمع الأمريكي ينبغي الإصغاء اليها».
ودعت باشليه إلى قيادة واضحة وبناءة لإخراج البلاد من الأزمة، في انتقاد واضح لموقف الرئيس دونالد ترامب، الذي دعا إلى الحسم من دون أي تساهل، متوعدا بطلب تدخل الجيش «لإعادة القانون والنظام».
القدس العربي