حملة دولية لفضح جرائم أمريكا وإسرائيل
تتواصل داخل منتديات التواصل الاجتماعي في العالم حملة الربط بين إعدام الرجل الأمريكي جورج فلويد بسبب بشرته السمراء وبين إعدام إياد حلاق من القدس لكونه فلسطينيا، وبالتزامن اتهم نواب في القائمة “المشتركة” وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد بالتحريض على قتل الفلسطينيين.
وحمل رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة على وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال أمير أوحانا واتهمه بالتحريض على قتل إياد الحلاق من خلال قوله في أول يوم من مزاولته الوزارة الجديدة إن من يمد يده على شرطي سيقتل.
وكان عودة في الكنيست يتوجه لأوحانا وهو قبالته داخل الكنيست بالقول: “أنت جبان ومحرض على القتل. عليك أن تصدر تعليماتك لرجالك في الشرطة بالكشف عن شريط الفيديو الذي يوثق جريمة اغتيال الشاب إياد الحلاق في القدس المحتلة”.
أين شريط الفيديو؟
وكانت الشرطة قد احتفظت بأشرطة فيديو من كاميرات الحراسة في مكان قتل الحلاق صاحب الاحتياجات الخاصة وترفض الكشف عنها بخلاف حوادث أخرى.
ومضى عودة بمخاطبة أوحانا بالسؤال: لماذا تخفي الشرطة الكاميرا التي صوّرت جريمة قتل إياد الحلاق؟ وأضاف: “هنا وزير أمن داخلي جبان وشريك في الجريمة يتهرّب من الإجابة. ولكننا سننتزع الحقيقة الكاملة”.
وفي شريط فيديو آخر خاطب أيمن عودة عائلة الشهيد إياد الحلاق بالقول: “آه يا إياد الطيب الذي كُل “جرمك” أنك تنتمي لهذا الشعب الصابر المرابط. قلبي مع أهلك. بعد أن زرنا والدة ووالد الشهيد إياد الحلاق، ترجمت رسالة والدته وقرأتها بالكنيست. دم إياد لن يذهب هدرًا طالما كان هنالك نضال ضد الاحتلال. كل كلمة من أم الشهيد تهزّ الضمائر”.
وخلال زيارة له لبيت الشهيد حلاق في القدس المحتلة قال زميله النائب أحمد الطيبي إنه فجع لسماعه أوجاع الوالدين الثاكلين وقال إن الوالد أكّد على أن هذا القتل كان بالإمكان تفاديه لو أصغت الشرطة الإسرائيلية لصرخات المربية “وردة” المرافقة لابنه إياد، الذي عرفه الجميع في المنطقة بمن فيهم عناصر قواتها حيث سار في هذا المسار لأكثر من ست سنوات. وقد أشار والد الشهيد إلى أن إياد كان يحمل بطاقة على صدره توضح حالته، ولم يحمل سلاحا، لا سكينا ولا مسدسا، وقد وافق على تشريح جثمان الشهيد بوجود مشرّح فلسطيني.
وفي الكنيست نوّه الطيبي خلال خطاب له إلى حالة إياد الذي عانى من التوحّد المزمن وهو عبارة عن اضطرابات في الطيف الذاتويّ تؤثر على قدرة المريض على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم، مشيرا إلى أن الاحتلال يقتل ويطلق النار لمجرد كون الشخص فلسطينيا.
وقد أبدى النائب الطيبي أيضا استغرابه لعدم نشر الفيديوهات من الكاميرات المحيطة بمكان الحادث وهي كثيرة الأمر الذي تسارع الشرطة لفعله في قضايا مشابهة “ولكن وفق مصلحتها”. وأضاف الطيبي: “نحن أمام جريمة قتل توجب محاكمة أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين تعمّدوا قتل الشهيد إياد. رغم التجارب المرّة مع تحقيقات الشرطة لأفرادها إلا أننا نأمل أن يكون هناك تحقيق مستقل وجدّي ومحاكمة القتلة، ومحاكمة أفراد الشرطة الذين عاثوا في البيت وشتموا أهل الشهيد بألفاظ نابية، أما إذا تقاعست الشرطة في التحقيق ولزم الأمر، فلا بد من تحقيق من قبل جهاز دولي بسبب الواقع الاحتلالي الذي يعيشه المقدسيون”.
وتتواصل الاحتجاجات داخل أراضي 48 على جريمة إعدام إياد الحلاق وتظاهر العشرات في دوار إميل حبيبي في حيفا بدعوة فرع التجمع الوطني الديمقراطي في المدينة، تنديدًا بجرائم جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها الإعدام الميداني للشهيدين مصطفى يونس وإياد الحلّاق اللذين قتلا بدم بارد.
وطالب المتظاهرون بمحاسبة المجرمين الذين قاموا بإطلاق النار على الشهيد إياد الحلاق وقتله، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالسياسيات الاستعمارية والاستعلائية، وأجواء التحريض والكراهية التي كان نتيجتها استسهال الضغط على الزناد.
وقال النائب عن المشتركة/ التجمع الوطني الديموقراطي دكتور مطانس شحادة لـ”القدس العربي” إن الوقفات الاحتجاجية التي تُنظّم في المدن الفلسطينية في الداخل هي رد متواضع جدًا وخجول، للتعبير عن غضبنا تجاه استشهاد شبابنا برصاص جيش الاحتلال، مؤكدا أن قتل الشهيد إياد الحلّاق مؤخّرًا بدم بارد تم فقط لكونه فلسطينيا ولأن جندي الاحتلال أيضًا لا يخشى العقاب، الذي لن يكون أصلًا. وأضاف شحادة: “الصرخة ضد القتل والسياسات التي تبيحه، واجبنا أن نحافظ على استمرار حراكنا الشعبي في الميدان، وأن ندعي له وننظّمه في كل البلاد، حتى انتزاع مطالبنا الأساسية، ومحاسبة المجرمين”.
شعب كامل لا يستطيع التنفس
كما تتواصل حملة احتجاجات وانتقادات في الشبكة باللغة الإنكليزية في دول كثيرة تقارن بين إعدام المواطن الأمريكي جورج فلويد في مينابوليس وبين إعدام إياد الحلاق في القدس عنوانها: “شرطتا الولايات المتحدة وإسرائيل ذات الأيديولوجية العنصرية” أو “شرطتان سياستهما عنصرية بمقدورهما أن تكونا شرطة واحدة” وكذلك “أولا قتلوا جورج ثم قتلوا إياد”.
وتتساءل سيدة تدعى مها عبد الله في تغريدة على تويتر بالقول: “كالكثيرين عاش جورج وإياد وقتلا في أنظمة اضطهاد استعمارية استعلائية تزعزع الإنسانية”.
وتقول سيدة أخرى تدعى ربى في بوست بهذا المضمار: “إن كنت إنسانا أسود أو فلسطينيا يخيم عليك تهديد الموت. لا توجد هوية قومية للعنصرية”.
ويقول جاد قضماني محامي دفاع عائلة حلاق متسائلا ماذا كان يحدث لو وقع الحدث في تل أبيب. كما نشرت رسوم كاريكاتورية تعبر عن الجريمتين يبدو فيها شرطيان أمريكي وإسرائيلي متعانقين وكل منهما يخنق رجلا أسود ورجلا فلسطينيا.
وكتبت النائب من المشتركة عايدة توما سليمان في تغريدة: “إن كان القتل في الولايات المتحدة قد صدمكم فانظروا ماذا يحدث هنا- شعب كامل تحت الاحتلال ولا يستطيع التنفس”.
القدس العربي