شاحنة حاولت دهس المتظاهرين في أمريكا سخط الشارع مستمر طلبا للعدالة
قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، واحتجز نحو أربعة آلاف وأربعمئة في الاحتجاجات التي تشهدها أغلب المدن الأميركية منذ أكثر من ستة أيام، إثر مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، حسب موقع نيويورك تايمز الإخباري.
وأكدت الصحيفة أن أغلب الوفيات حصلت في مدينتي ديترويت وإنديانابوليس، ونفت قيادة الشرطة تورط أي من أفرادها في هذه الحوادث.
وقال مايكل هيويت المتحدث باسم شرطة إنديانابوليس -في تصريح صحفي- إن “سبب هذه الوفيات لم يتضح بعد”. وأضاف “ما من سبيل لربط هذه الوفيات -في الوقت الحالي- بأي نوع من الاحتجاجات أو أي شيء، نحن لا نعرف إذا كانت حوادث منفصلة أم لا”.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة مقاطع مصورة لشرطي يرفع سلاحا ناريا في وجه المتظاهرين في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك، ولا يبدو أنه أطلق منه النار.
وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في أنحاء البلاد -الأحد- حيث طغت الاضطرابات من فيلادلفيا إلى لوس أنجلوس على المظاهرات السلمية ضد قتل الشرطة للسود.
وتجمع مئات المحتجين حول البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، منذ مساء السبت، مرددين شعارات مثل “العدالة لفلويد” و”لا سلام بدون عدالة”، و”لا أستطيع التنفس” و”حياة السود مهمة”.
وانتشر الآلاف من جنود الحرس الوطني، وفرضوا حظر التجول في واشنطن، وأغلقوا أنظمة النقل الجماعي لإبطاء تحركات المتظاهرين، لكن ذلك لم يفعل الكثير لمنع الفوضى في العديد من المدن.
احتجاجات
وتشهد جميع الولايات المتحدة الأميركية احتجاجات على مقتل فلويد، منذ الثلاثاء الماضي، وتتحول أحيانا إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة.
وتعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة، قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب مظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية.
وباتجاه الجنوب في ضاحية لونج بيتش في لوس أنجلوس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر، ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء.
واندلعت أعمال عنف متفرقة في بوسطن بعد مظاهرات سلمية، عندما ألقى نشطاء زجاجات على أفراد الشرطة وأضرموا النار في مركبة.
وأعلنت فيلادلفيا فرض حظر تجول من السادسة مساء إلى السادسة صباحا بعد يوم من احتجاجات وأعمال النهب.
ونظم بضع مئات مسيرات وسط ميامي، مرددين هتافات تقول “لا سلام بلا عدالة”، ومرت المسيرة بجوار مركز اعتقال شوهد نزلاؤه من النوافذ الضيقة يلوحون بقمصانهم.
والاثنين الماضي، أوقفت شرطة مينيابوليس الأميركية فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم شرطي على وضع ركبته على عنقه وهو رهن الاعتقال.
وإثر ذلك، ناشد فلويد الشرطي من أجل إزاحة ركبته عن عنقه، قائلا “لا أستطيع التنفس”، إلا أن مناشداته لم تلق استجابة. وبعد مجيء فريق الإسعاف نُقل فلويد إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة.
استهداف الصحفيين
وتعرض عدد من الصحفيين للاعتداء أو الاعتقال، وتابع المشاهدون مباشرة الجمعة اعتقال مراسل قناة “سي أن أن” عمر خمينيز وطاقمه أثناء إلقاء القبض عليهم على الهواء مباشرة أثناء تغطية احتجاج في أعقاب مقتل فلويد في مدينة مينيابوليس.
ويوم السبت أثناء اشتباك محتجين مع الشرطة في مختلف أنحاء البلاد، صرخت المراسلة كايتلين راست من محطة الإذاعة في لويزفيل بولاية كنتاكي: “أتعرض لضرب النار، تعرضت لضرب النار”. وصورتها الكاميرات عندما كانت الشرطة المحلية تستهدفها هي وفريق العمل معها بكرات الفلفل من مسافة قريبة.
وخلال فترة ثلاثة أيام وثقت مؤسسات تتابع العنف الذي يستهدف الصحافة نحو 24 عملا من أعمال العنف، منها حادث وقع مساء السبت في مينيابوليس أصيب خلاله خوليو سيزار شافيز الصحفي برويترز، ورودني سيوارد المستشار الأمني برويترز بالرصاص المطاطي.
وقال بعض الخبراء الإعلاميين إن ما بدا اعتداءات منعزلة على الصحافة في تجمعات سياسية واحتجاجات من لوس أنجلوس إلى مينيابوليس إلى نيويورك خلال السنوات القليلة الماضية ازداد حدة مع تراجع الثقة في وسائل الإعلام، مقتربة من أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات.
شاحنة
وأمس، حاولت شاحنة صهريج شقّ طريقها بالقوة بين موكب يضمّ آلاف المتظاهرين على جسر وسط مينيابوليس في مينيسوتا، وهو الأمر الذي استدعى تدخّل عدد كبير من عناصر الشرطة.
وقالت الشرطة المحلية -في بيان- إنه لم تُسجَّل على الأرجح إصابات في صفوف المتظاهرين، واصفة ما حصل بأنه واقعة “مزعجة جدّا”.
وأصيب سائق الشاحنة بجروح، لكنّ حياته ليست في خطر، ونُقل إلى مستشفى، ثم اعتقل.
وقال حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز في مؤتمر صحفي إن السائق سيُواجه ملاحقات جنائية، وأضاف “حتى هذه الساعة لا نعرف دوافعه”، مقرّا بأن الوضع كان يمكن أن يكون دراماتيكيّا.
وأضاف أن الشاحنة “بدا أنها تحوي مادة قابلة للاشتعال أو سامة (…)”، واصفا عدم وقوع مأساة أو سقوط قتلى بأنه “أمر لا يُصدّق”.
ووصلت عشرات من سيارات الشرطة سريعا، وأبعدت المتظاهرين عن الجسر. لكن مئات منهم ظلّوا في الجوار. وعندما بدأ سريان حظر التجول الساعة الثامنة مساء، ألقى رجال الشرطة قنابل صوتية في محاولة لتفريقهم.
الجزيرة