الشرطة الاسبانية في مدينة سبتة المحتلة تعتقل عشرات المغاربة ممن يرفضون العودة
عملاء من الشرطة الإسبانية في سبتة قاموا بعملية في جناح «لالِبيرتاد»، الواقع في حي باليرا باليبنيو، صباح أمس، لإجلاء مغاربة بالقوة، يرفضون العودة إلى المغرب.
ووصلت ما لا يقل عن 7 وحدات للشرطة قبل الساعة السابعة بقليل إلى هذه المنشأة الرياضية، والتي تم استخدامها لمدة شهرين على الأقل كمأوى مؤقت للمهاجرين.
الاحتمالات مفتوحة، لأنه بمجرد نقلهم إلى مكاتب الشرطة على حدود تاراجال، يتم بدء ملف عودتهم في حضور محام ومترجم، ولأنهم مغاربة يجب تسليمهم إلى المغرب، ولكن كلما كان هناك قرار أو قبول صريح من المغرب، ولأن معبر الحدود مغلق لا يمكن أن تتحقق العودة، ولن يكون هناك مخرج آخر سوى نقلهم إلى مركز، حيث يمكنهم البقاء حسب المنصوص عليه في القانون.
وفي سبتة لا توجد مراكز اعتقال، ولا توجد إمكانية للانتقال إلى شبه الجزيرة، لذلك يمكن اختيار الإحالة إلى مراكز «سيتي» (CETI) المعدة لهذا الغرض.
واعتقل الأشخاص الذين يرفضون العودة إلى المغرب مكبلي الأيدي، حسب مصادر من سبتة، والتي أكدت على أن هذا التدخل يحدث في لحظة تم فيها الإعلان عن إغلاق هذا الجناح «لالِيبيرتاد»، وبتاريخ محدد بالفعل، يفترض أن يكون يوم الجمعة. وتضيف المصادر أن السلطات تفرض أولاً إزالة المغاربة الذين بقوا في المبنى الرياضي.
ويرفض عشرات المهاجرين المغاربة في سبتة العودة إلى المغرب، رغم محاولات سلطات المدينة استغلال هذه الظرفية من أجل ترحيلهم مع المغاربة العالقين في المدينة إلى المغرب. وقامت شرطة المدينة منذ صباح أمس باعتراض عشرات المهاجرين المغاربة ونقلهم إلى مركز إيواء جديدة بعد الإغلاق الكلي لجناح «لابريتاد» الذي كان يأويهم منذ أكثر من شهرين، وذلك بحضور وحدات الصليب الأحمر. ونقلت بعض وسائل الإعلام الإسبانية «أن شرطة المدينة قامت بعمليات توقيف للعديد من المهاجرين المغاربة، وخاصة الذين يرفضون العودة إلى المغرب»، إذ إن بعض المهاجرين أبدوا بالفعل رغبة في العودة إلى المغرب لكنهم يشترطون فتح ملفات ترحيل بحضور محامين، وهو ما سيكون صعب التنفيذ بسبب إغلاق الحدود، كما أن العملية تحتاج إلى موافقة مغربية لأنه لا يمكن ترحيل المهاجرين المغاربة إلى بلادهم دون موافقة وتنسيق مسبق من المغرب، الذي يقدم لسلطات المدينة قائمة تخص المغاربة العالقين بالمدينة، من أجل إعادتهم.
وكان أقل من نصف ألف مواطن مغربي، تحديداً 485، محظوظين بما يكفي للعودة إلى بلادهم، حيث عبروا الممرات التي أقيمت من سبتة ومليلية، على دفعات عديدة محاطة بالجدل.
خلال هذين الشهرين الطويلين اللذين غلقت فيهما حدود المغرب خوفاً من انتشار الجائحة، طلب وزيرا الخارجية والداخلية ومندوب المغاربة في الخارج «الصبر» من مواطنيهم الذين بقوا خارج البلاد، ووفقاً للسلطة التنفيذية في المغرب، تقوم القنصليات والسفارات في الخارج برعاية هؤلاء الآلاف من الناس.
وجاءت الإعادة بأمر من الملك محمد السادس صباح يوم 15 آذار / مايو، بعدما غضب الملك وفق صحف محلية؛ من وفاة عاملة منزلية تبلغ من العمر 34 عاماً تنحدر من منطقة دريوش في مليلية.وهكذا بدأ المغرب، بعد غلق الحدود بشهرين، إعادة رعاياه الذين تقطعت بهم السبل في سبتة ومليلية من خلال ممر إنساني أحادي الاتجاه.
وفي سياق منفصل، تساءل عضو في «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان» -مكتب الناظور- عما إذا كانت السلطات في مليلية تتستر على حالات مصابة بفيروس «كوفيد-19» في صفوف المغاربة المحاصرين بعد اكتشاف حالتين إضافيتين بين الذين عبروا الحدود بعدما أعيد فتحها قبل بضعة أيام.
وقال إن حالات الإصابات الثلاث التي أعلن عنها المغرب بين الـ200 مواطن، مباشرة بعد عودتهم إلى الناظور من مليلية: غالباً ما يكون لها تفسير واحد، وهو أن إصابتهم انتشرت في مليلة لأنهم لا قضوا أكثر من شهرين في مراكز الاجتماعات التي تفتقر إلى شروط الوقاية من الوباء.
ولذلك، يعتقد أن السلطات الإسبانية لم ترغب في الإعلان عن هذه الحالات؛ لعدم تأخير عودتهم إلى المغرب والتخلص منها في أقرب وقت ممكن… لأن الإعلان كان سيقود المغرب إلى تمديد إغلاق المعابر الحدودية.
الكل تلاعب بمأساة هؤلاء المواطنين، ولكن إلى حد التستر على الحالات المصابة، التي قامت بها سلطات مليلية وتركها في مراكز الإيواء في وسط المغاربة دون علاج ودون حجر صحي، مما يدل على ازدراء سلطات مليلية صحة المغاربة»، يضيف الحقوقي.
وأخيراً، ذكّر بالشابة المغربية التي توفيت في مليلية ودفنت دون إجراء تشريح طبي.
وقرر مغاربة عالقون بعدد من دول العالم تصعيد خطواتهم الاحتجاجية بإعلان تنظيم وقفة يوم غد الخميس أمام مطارات الدول التي يتواجدون بها، وذلك طيلة ساعة من الوقت، بعدما خاضوا وقفات احتجاجية سابقاً أمام سفارات وقنصليات المملكة بالخارج.
وقال بلاغ موقع باسم المغاربة العالقين إن هذه الخطوة تأتي احتجاجاً على «تجاهل» الحكومة المغربية لمطلب عودتهم لبلدهم الأصلي وبعد أن ضاقوا من وعود الحكومة، وتذمرهم من مصيرهم المجهول، بعد أسابيع من الوحدة والغربة بعدد من البلدان بالعالم. خاصة وأنهم يعيشون ظروفاً نفسية جد متأزمة، خاصة وأنهم قضوا أزيد من شهرين ونصف، بعيدين عن بلدهم وأسرهم، وزاد من تذمرهم، قضاؤهم رمضان وعيد الفطر بعيداً عن الأهل والأحباب والأسرة.
القدس العربي