ليست نكتة بل حقيقة.. عبد الفتاح السيسي يريد تحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين
مع كثرة نكات المصريين وميلهم للسخرية، سواء في الهزل أو حتى في الجد أحيانا؛ ربما تظن أن مقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء مجرد نكتة جديدة تأتي من باب “تسلية الصيام” كما يقول المصريون.
لكن المفاجأة أن الأمر ليس نكتة لطيفة أو حتى سخيفة؛ لأنه مقترح رسمي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وصدرت به خطابات رسمية من الأكاديمية الطبية العسكرية التابعة للجيش المصري.
المقترح الذي بدا كالنكتة رفضته نقابة الأطباء، واستهجنته بشدة، واعتبرته مضرا بصحة المصريين وسمعة البلاد، لينتهي به المطاف إلى نكتة حقيقية حازت على تفاعل رواد مواقع التواصل وسخريتهم، وذكرتهم بتورط الجيش المصري العريق في ما عُرف إعلاميا بعلاج “الكفتة”.
مقترح ورفض
المقترح -أو النكتة بتعبير مواقع التواصل- ظهر إثر نشر خطاب رسمي صادر من اللواء طبيب أحمد التاودي رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية التابعة للجيش المصري، يدعو فيه نقيب الأطباء حسين خيري إلى اجتماع غدا الأربعاء 6 مايو/أيار لمناقشة مقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء بشريين.
وأوضح اللواء الطبيب أن الدعوة للاجتماع تأتي في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الصادرة في مارس/آذار الماضي، بشأن دراسة تحويل الصيادلة إلى أطباء بعد استكمال الدراسات اللازمة.
رد النقابة لم يتأخر، حيث رفضت المقترح في خطاب رسمي نشرته أيضا عبر مواقع التواصل، مؤكدة أن هذا المقترح يضر بصحة المواطن المصري، كما سيضر بسمعة مصر الطبية العالمية.
وأضافت نقابة الأطباء أنه “لا توجد أي سابقة لذلك في تاريخ مهنة الطب الحديث، وبالتالي فعلى من يرغب في امتهان مهنة الطب ويكون مسؤولا عن أرواح المصريين، فعليه أن يلتحق بالسنة الأولى من كلية الطب البشري، وبعد تخرجه وتدريبه يتم منحه ترخیصا لمزاولة مهنة الطب”.
وشددت على أن كل فئة من فئات الفريق الطبي تمارس دورها طبقا للأصول العلمية والمهنية، وطبقا لنوعية الدراسة النظرية والعملية التي درستها لسنوات طويلة، ولا تستطيع أي فئة أن تحل محل الفئة الأخرى، ولا يجوز القول إن أي دراسة مكملة يمكنها معادلة شهادة علمية وعملية مختلفة.
غضب وسخرية
المقترح أثار غضب وسخرية مواقع التواصل بمصر، واعتبره رواد هذه المواقع استمرارا لما وصفوه بسياسة العبث التي تعيشها مصر حاليا تحت حكم السيسي.
في حين ذهب آخرون إلى أنها توريط جديد للجيش في فضائح علمية، كفضيحة “علاج الكفتة”، الذي تبناه الجيش بزعم علاج الإيدز وفيروس سي والعديد من الأمراض، لينتهي الأمر بفضيحة عالمية لم يحاسب أحد عليها حتى الآن.
وسخر مغردون من المقترح، وطالب بعضهم بتضمين خريجي كليات أخرى مثل التجارة والحقوق والآداب، ورأى البعض أنه تحقير من مهنة الصيدلة وعدم اعتراف بأهميتها.
وعلى الجانب الآخر، تساءل مغردون عن الأسباب وراء المقترح، حيث قال البعض إنه بسبب زيادة عدد الصيادلة عن احتياجات السوق المصري بكثير، وذهب آخرون إلى أنه بسبب العجز في أعداد الأطباء، بسبب الهجرة التي اشتكت منها وزارة الصحة أكثر من مرة.