مع قرب شهر رمضان تعليق زينة مآذن الجوامع “المحيا” في تركيا
بدأت جوامع إسطنبول بتعليق زينة “المحيا”، الذي يعد من التقاليد العثمانية الخاصة بشهر رمضان الملقب بـ”سلطان الإحدى عشر شهرًا”، وحُدّد موضوع المحيا هذا العام “رمضان و الوعي بالمسؤولية”.
بدأ تقليد المحيا في العصر العثماني، إذ كان يتم تعليقه في مسجد السلطان أحمد بعهد السلطان أحمد الأول، وأصبح منذ ذلك الحين تقليدا سنويا في أشهر رمضان.
يضيء الأسطى كهرمان يلديز مع فريقه ليالي رمضان بتعليقهم المحيا في الجوامع التاريخية بإسطنبول، وأدرنة، وبورصة. وقد تدرب يلديز على يد “المحياجي” الأخير في العهد العثماني الحاج علي جيهان، وعمل مسؤولا عن فرق الكهرباء والمحيا في الإدارة العامة للأوقاف بإسطنبول ثم تقاعد في عام 2013، ثم طلب منه العودة لعمله الذي يؤديه بمحبة مرة ثانية.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال أسطى المحيا كهرمان يلديز، إنه يمتهن هذه المهنة منذ 50 عاما، مشيرًا إلى أن هذا الفن العثماني يعود إلى 450 عاما مضت، وإن المحيا كان يصنع في الفترة الأولى بالمصابيح الزيتية، وأن أول محيا عُلّق في جامع السلطان أحمد، ثم تحول تقليد المحيا إلى النظام الكهربائي بعد فترة الجمهورية.
أكد يلديز أن موضوع العبارة المكتوبة على المحيا تحدده رئاسة الشؤون الدينية في كل عام، وأن موضوع العام الماضي كان “الإنفاق”، أما هذا العام فقد حدد موضوع “رمضان والوعي بالمسؤولية” وتولى كتابة العبارات مفتي إسطنبول الذي سلّم العبارات للفريق ليقوم بتعليقها.
عبارات المحيا على جوامع إسطنبول ستتغير أربع مرات
ذكر يلديز أنه بدأ مع فريقه بتعليق الكتابات المصممة في الجوامع، وقال: “قمنا بكل الأعمال المتعلقة بالمحيا حتى كتابة الموضوع. نعلق المحيا في ست جوامع بإسطنبول، وجامع السليمية في أدرنة، وجامع أولو في بورصة”، مشيرًا إلى أن العبارات تتغير في إسطنبول أربع مرات وفي بورصة مرتين”.
وأضاف: “بدأنا تعليق المحيا في جامع السلطان أيوب، وعلقنا عبارة “الصوم تطهير”، وبالأمس علقنا في جامع السليمانية عبارة “لك الحمد ولك الشكر”، وعلقنا اليوم في جامع السلطان أحمد محيا كتب عليه “الوقت وقت الدعاء”، ثم في جامع يني جامع بمنطقة أمينونو عبارة “رمضان التطهير”، وفي جامع يني والدة بأوسكودار وجامع معمار سنان بمنطقة أتاشهير، ستعلق عبارة “الصوم تطهير”. هذه هي العبارات الأولى ثم سنعلق بعد فترة عبارات ثانية وثالثة ورابعة طوال الشهر الفضيل”.
كما تحدث يلديز عن بهجة المحيا وإضفائه ميزة إلى أجواء أمسيات شهر رمضان قائلًا: “يوجد محيا فقط في الأمسيات التي لا تكون مقمرة، كل الناس يزورون الجوامع ليشاهدوا المحيا… وإلى الآن لا يزال المحيا مهرجانًا أساسيًا في شهر رمضان”.