بعد اختراق الجيش التركي لاتصالاتهم في إدلب… الجيش يُحذر المجموعات الموالية لإيران وروسيا من أي تصعيد
تواصل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وتلك التابعة لقاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، خروقاتها لاتفاق التهدئة المبرم منذ 27 يوماً بين الرئيسين التركي والروسي في محافظة إدلب، شمال سوريا، حيث جددت الأطراف المذكورة قصفها مواقع بريف إدلب الجنوبي، في حين اعتمدت المعارضة السورية سياسة الرد على الهجمات، بينما أكد البيت الأبيض إجراء اتصال بين الرئيسين التركي والأمريكي ترامب وأردوغان، بحثا خلاله ضرورة إيقاف إطلاق النار في سوريا خلال مراحل تفشي وباء كورونا، والعمل على إيجاد حلول سياسية.
على الصعيد المحلي أيضاً، أكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية المسلحة، نجاح الجيش التركي باختراق ترددات الاتصال الخاصة بالميليشيات الإيرانية وتلك التابعة لروسيا في محيط محافظة إدلب، حيث أقدم الجيش التركي على إرسال تحذيرات لتلك المجموعات من إحداث أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة أو تنفيذ ضربات عسكرية.
ووفق ما نقله موقع «نداء سوريا»، فإن نص الرسالة الموجهة من الجيش التركي، جاء فيها: «إن قيادات جيشكم يعرضون حياتكم للخطر ويقودونكم للموت عندما يأمرونكم بقصف منطقة خفض التصعيد»، وتضمنت أيضاً: «إياك أن تخترق منطقة خفض التصعيد وإلا ستتلقى رداً قاتلاً».
على الصعيد الإنساني، وهو الأسوأ منذ سنوات في سوريا، فقد قدّر برنامج الأغذية العالمي عدد السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية بنحو 11.1 مليون شخص، في حين أصاب الأمن الغذائي نحو 7.9 مليون شخص. فيما بلغ عدد النازحين داخلياً، وفق المصدر 6.1 مليون شخص، ويشكل المصنفون تحت خط الفقر المقدع بـ 75% من الإجمالي.
وقالت المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا كورين فلايشر: «بعد مضيّ تسعة أعوام على الصراع لا يملك الشعب السوري شيئاً لمواجهة التهديد الجديد لـ «كورونا» وتأثيره على سبل معيشتهم، مشيرة إلى سعي البرنامج إلى إيجاد سبل إبطاء سير الفيروس وانتشاره في سوريا». وأشارت «فلايشر»، إلى أن المحال التجارية «مغلقة»، والمطاعم مقفلة، والسوريون فقدوا أساسيات كسب العيش، معتبرة أن تقديم الوجبات للأطفال السوريين في المرحلة الراهنة، أهم من أي وقت مضى.
ووفق العديد من المصادر الحقوقية وجهات سورية معارضة، فإن النظام السوري يخفي العدد الحقيقي لإجمالي الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا، ويتعمد سياسة غير واضحة في التعامل مع القضية التي باتت تشكل هاجساً مرعباً للسوريين ككل العالم الذي أصابه الوباء.
الإجراءات التي يتبعها النظام السوري لمكافحة فيروس كورونا، يمكن وصفها حسب الباحث السوري فراس فحام بـ «إجراءات راديكالية وعنيفة»، إضافة إلى غياب الشفافية في التعامل مع ملف يعد من أخطر الملفات حول العالم، «وتعكس السياسة المتبعة من قبل دمشق، طبيعة العلاقة بين المواطن والسلطة التي لا تكترث إلى المخاطر التي قد تلحق بالسكان ما لم تمسّ مصالح النظام مباشرة».
وحول التحديات التي تواجه النظام السوري في ملف أزمة كورونا، قال «فحام» لـ «القدس العربي»: ترتبط الإجراءات المتأخرة من قبل دمشق بجملة تهديدات قد تطاله في ظل أزمات عديدة يعاني منها، ومن أهمها:
أولاً: ضعف القطّاع الصحي العام والخاص، وهو ضعف قديم يعود إلى ما قبل عام 2011، وازداد بشكل كبير بعد ذلك.
ثانياً: استنزاف القطّاعين العسكري والأمني اللذين يُشكّلان الضامن الرئيسي لاستمرار سيطرة النظام السوري، سواء من ناحية خطر انتشار الفيروس بين صفوف القوّات المسلّحة التابعة له وكذلك الميليشيات الأجنبية المقاتلة، ومن ناحية عدم قدرة القطاع الطبي على خدمة واستيعاب احتياجات القطّاع العسكري أثناء العمليات القتالية وبعدها.
ثالثاً: إشراف القطاع الاقتصادي على الانهيار، إذا ما فرضت الظروف تجميد الحركة التجارية الداخلية والخارجية، لا سيما مع قرب تنفيذ قانون قيصر من قبل الولايات المتّحدة.
رابعاً: تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية إذا ما استمرّت الجائحة لمدّة تزيد عن سنة، ما قد يزيد من زعزعة الاستقرار السياسي الذي يسعى النظام السوري إلى إعادة تثبيته شيئاً فشيئاً من خلال الأنشطة العسكرية والدبلوماسية التي تقودها روسيا وإيران.
خامساً: تجميد أو تقليل الدعم العسكري واللوجستي المقدّم للنظام السوري من قبل روسيا وإيران، مع احتمال استئناف العمليات القتالية من قبل المعارضة السورية وحلفائها.
وشن الائتلاف السوري المعارض، هجوماً حاداً ضد النظام السوري على خلفية أزمة كورونا التي تعصف بالبلاد، واعتبرت الجهة المعارضة، أن نظام الحكم في سوريا، يطبق سياسة الإنكار في كل شيء، إذ ينكر الحراك الشعبي، ويقصف المدن والمرافق العامة والمنشآت الطبية، وينكر استخدمه للسلاح الكيميائي، وينكر أن لديه مئات الآلاف من المعتقلين؛ ارتكب بحقهم أبشع عمليات التعذيب حتى الموت، واليوم ينكر تفشي جائحة فيروس كورونا في مختلف المناطق التي يسيطر عليها، وعلى الأخص دمشق واللاذقية.
وجاء في بيان الائتلاف السوري: المعلومات الميدانية تؤكد تفشي الفيروس بأعداد هائلة، بحيث بات من الصعب السيطرة على هذا الوباء، وذلك بسبب إباحة الحدود أمام الميليشيات الإيرانية واللبنانية، وهي بلدان تعتبر من بؤر الوباء في المنطقة، وانتشار عناصر هذه الميليشيات في مختلف أنحاء البلاد. بالإضافة إلى فشل إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي، وحالة الإنكار المستمرة. إن حالة الإنكار هذه تؤكد أن نظام الأسد مُصرّ على ارتكاب مزيد من الجرائم الكبرى بحق الشعب السوري المُبتلى به.
كما طالب الائتلاف، المجتمع الدولي بممارسة الضغط على النظام السوري، للكشف عن الأعداد الحقيقية للمصابين، وإخراج المعتقلين المكدسين في معتقلاته وأقبية فروعه الأمنية، والذين هم أمام خطر إبادة جماعية بعدوى الكورونا، فإننا نسعى إلى تخليص أبناء سورية من هذا الوباء الجاثم على صدورهم منذ عقود والذي قاد البلاد إلى ما هي عليه اليوم لجشعه وتمسكه بكرسي السلطة.