السياحة في اليمن السعيد
تعتبر اليمن من أجمل دول العالم من حيث الطبيعة الخلابة والتي تبهر الزائرين، وكذلك تنفرد بحضارة وثقافة لا يوجد من يضاهيها في دول العالم، لهذا فاليمن ومنذ القدم كانت تسمي باليمن السعيد.
وكل أرث اليمن الثقافي والحضاري والمنتج عبر عصور الحضارة اليمنية يتكامل في يومنا هذا مع بُنية تحتية من الخدمات السياحية والفندقية، وبنية أساسية من طرق واتصالات ومرافق عامة، كلها ترتبط بالتنوع السياحي الغني بالرياضات المائية والحمامات الطبيعية والسياحة البيئية وسياحة المغامرات، كتسلق الجبال والطيران الشراعي أو عبر الدروب الصحراوية، والسياحة التاريخية، والتعرف على محطات طريق اللبان التجاري، وكم يهم السائح أن يعاين إنجازات الإنسان عبر مراحل التاريخ ويتأمل صنع روائع المعمار وبدائع الفنون الأخرى.
ويحق لليمن السعيد وهو يمتلك هذه الثروة من الإرث الحضاري أن يحسن أبناؤه توظيفها واستثمارها واستقبال الوافدين كأحسن ترحيب، وذلك من خلال تنظيم البرامج التي تعدها شركات ووكالات السياحة والسفر العاملة في اليمن والمرتبطة بمنظمي السفر والسياحة الدوليين في الأسواق التي تعتبر اليمن مقصدا لها. والمناطق السياحية في محافظات اليمن هي:
مدينة صنعاء
جوهرة المدائن التاريخية وهي العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية، شمخت بمبانيها الحديثة وامتداد شوارعها الجديدة ومرافقها الخدمية والتي بلغت سفوح وقمم المتنزهات المطلة على المدينة التاريخية.
عرفت قديما باسم مدينة سام ومدينة آزال، وغير اسمها إلى صنعاء عام 525 م وأصبحت عاصمة لليمن بعد أن كانت ظفار هي عاصمة حمير. ورد أقدم ذكر لها في القرن الأول للميلاد.
ومن أبرز شواهد المدينة هو سورها التاريخي، فترجع الأخبار أن أول من وضع أساسات السور هو الملك شعرم أوتر في القرن الأول للميلاد. واشتهرت صنعاء أكثر بعد تشييد قصر غمدان الذي بناه الملك إل شرح يحصب في القرن الثاني للميلاد. وصنعاء تاريخيا محطة تجارية وسوق من أشهر أسواق العرب ومن أهم معالمها مساجدها التاريخية وأقدمها الجامع الكبير الذي بني في السنة السادسة للهجرة.
أسواقها الشعبية تحمل أريجا فواحا وأكثرها عبقا سوق الملح الذي يضم عشرات الأسواق الأخرى المتميزة بأنواع السلع والتحف والحرف التقليدية.
الحمامات: لا تزال عاملة وهي من المكونات الأساسية للمدينة.
السماسر: هي بمثابة الخانات كخانات الشرق الإيوائية، تقدم إلى جانب الإيواء عدة خدمات كالتخزين وحفظ الودائع، وقد تحولت تلك السماسر بعد الحملة الدولية إلى وظائف جديدة لخدمة السياحة.
المتاحف: توجد ثلاثة متاحف بالقرب من ميدان التحرير، المتحف الحربي والمتحف الوطني ومتحف التراث الشعبي، ويمكن مشاهدة سور صنعاء الذي لا تزال بعض جهاته قائمة متجددة ومشارف وادي السائلة المرصوفة بالأحجار كأحسن ما يكون، ويجد السائح بقربه مرافق خدمية متنوعة
ومن مدن المنتزهات القريبة من مدينة صنعاء التاريخية مدينة الروضة (8 كم في الجهة الشمالية)، وتوجد بأفضل أنواع العنب الروضي، يقام فيها سوق أسبوعي يوم الأحد.
ومن المتنزهات كذلك منتزه وادي ظهر الذي يقع فيه دار الحجر (14 كم من المدينة) كمعلم سياحي متميز، ومنتزه حده وسناع ومنتزه عطان ومنتزه عصر
وتتوفر في صنعاء المنشآت الفندقية والمطاعم والمتنزهات السياحية التي تلبي احتياجات السياح من الخدمات السياحية المختلفة وبالمواصفات والجودة العالمية
وصنعاء غنية بتنوع منتجها السياحي الثقافي والطبيعي (البيئي والصحي)، لم تتناول الكتب التاريخية والأدبية مدينة كما تناولت صنعاء حتى قيل فيها “صنعاء حوتْ كل فن، الماء وخضرة رباها الفائقة بالوسامة وكل وجه حسن”. فكل نواحيها وأطرافها الجبلية والسهلية مسكونة ومزروعة بشتى أنواع الحبوب والبن والكروم
أما محافظة صنعاء فتقع وسط الهضبة اليمنية، وتحيط بها محافظات عمران من الشمال وذمار من الجنوب والجوف ومأرب من الشرق والحديدة من الغرب، وتتوزع تضاريس المحافظة بين جبال وأحواض وقيعان ووديان تضم معظمها أراضي خصبة، وحقولا ومدرجات خضراء، وفيها أعلى القمم وأشهرها قمة جبل النبي شعيب التي يصل ارتفاعها إلى 3660 مترا عن منسوب سطح البحر، أما المناخ فهو من ألطف مناخات الجزيرة العربية والخليج، معتدل صيفا وبارد شتاء، تتراوح درجة الحرارة في الصيف بين 20 و32 درجة
مدن تاريخية ومعالم سياحية في محافظة صنعاء
غيمان: إحدى المدن التاريخية الواقعة في الجنوب الشرقي من مدينة صنعاء بـ20 كيلومترا، ويختزن حصن غيمان ثروة أثرية باعتباره أحد المراكز الحميرية، ومن هذه الشواهد سد أسعد الكامل بوادي غيمان وسد شاحك ومعالم لقصور وحصون ومن أهم هذه الحصون:
حصن ذي مرمر: في شبام الغراس 27 كيلومترا عن مدينة صنعاء فيها مقابر صخرية تعود إلى ما قبل 2000 عام، عثر فيها عام 1983م على ميمياوات في قلب الحصن، وسميت ذي مرمر لأن الموقع مشهور بإنتاج ألواح المرمر.
حاز: (32 كم عن مدينة صنعاء على طريق صنعاء – شبام كوكبان)، ويمكن الوصول إليها عن طريق صنعاء عمران عبر قرية بني ميمون، وهي من القرى التي تجذب السياح، وتعتبر حاز أحد المواقع الأثرية
مدينة مناخة: تقع بين حصنين بيح وشبام حراز، وهي على بعد 115 كم من مدينة صنعاء، يصل ارتفاعها إلى 2200 متر عن منسوب البحر، وبعد بضعة كيلومترات غربا تقع قرية الهجرة في منطقة حراز الجبلية كواحدة من أرقى المواقع السياحية التي يرتادها السياح يوميا، وفيها المنازل الشامخة المتميزة بنمط بديع من البنيان ولأنها منطقة سياحية جاذبة فقد أقيمت فيها خدمات سياحية إيوائية فندقية وأسواق سياحية
وفي شرقي حراز توجد القرى الجبلية عن يمين ويسار الطرق المؤدية إلى الحطيب. ومحافظة صنعاء بشكل عام لا تقتصر على هذه المواقع بل تضم مناطق هامة للسياحة مثل مناطق ريمة الغنية بالجبال الخضراء والشلالات الدافئة كأهم مواقع السياحة البيئية والطبيعية.
محافظة عدن:
جوهرة على مشارف بحر العرب، وهي على مر العصور مشرقة الوجه باسمة الثغر، عدن هي الحركة التجارية الدائبة من الفجر حتى الفجر، بخليجها الهادر وجبالها الصهباء وقلاعها الحصينة
وعدن كمنطقة حرة تستقبل شواطئها السياح والزائرين من كل الأجناس. استعادت بعد تحقيق الوحدة حيويتها، فتمر على مينائها باستمرار السفن التجارية واليخوت السياحية، وهي تشهد نهضة كبيرة
وتقع عدن في الطرف الساحلي الجنوبي، وتبعد عن صنعاء 346 كيلومترا و160 كيلومترا عن باب المندب. وأول عهدها اشتهرت كسوق من الأسواق العربية الكبرى، وهي اليوم من أهم المراكز التجارية في الجزيرة العربية، وتاريخيا كانت الميناء الأول للحميريين. عرفت في ما بعد بالميناء الأوساني. مناخها حار صيفا معتدل شتاء، فمساكنها اليوم ومرافقها السياحية المختلفة والراقية تغطى مدنها القديمة والحديثة.
المعالم التاريخية والسياحية:
متركزة في مدينة عدن القديمة كريتر وأطرافها، وهي بشكل عام تضم قلاعا أثرية كقلعة صيرة، وأنفاقا قديمة كانت بمثابة عبور إلى مدينة كريتر تعد أكثر الأسواق ازدحاما لتركز النشاط التجاري فيها.
التواهي: الميناء الرئيسي للمحافظة. وتعتبر مدينة المعلا ومدينة القلوعة وخور مكسر ومدينة المنصورة والشيخ عثمان ومدينة البريقة ومدينة دار سعد من أهم مدن المحافظة.
المواقع المفضلة للسياحة في عدن:
الشواطئ: خاصة شاطئ ساحل أبين والساحل الذهبي والعروسة ونشوان وشاطئ صيره وحقات والغدير والخيسه وفقم.
المتاحف: المتحف الوطني للآثار ومتحف العادات والتقاليد ويقعان في منطقة الخليج الأمامي بكريتر، وهناك معابد قديمة وكنائس وجدت في عدن ولا زالت.
محافظة حضرموت
مدائن تاريخية وواد أخضر نضير وبحر لؤلؤي نقي ودروب عابقة بالبخور، ازدهرت أول حضارة فيها في الألف الأول قبل الميلاد، موقعها إلى الشرق من العاصمة صنعاء على امتداد وديان واسعة وبين السلاسل الجبلية وصحراء الربع الخالي، وتعد حضرموت كبرى محافظات الجمهورية اليمنية مساحة
يسودها مناخ مداري حار صيفا تبلغ درجة الحرارة 39-40 درجة في المناطق الداخلية حيث يسودها مناخ قاري جاف، وفي المناطق الساحلية تكون درجة الحرارة 36 درجة، وفي الشتاء تميل درجة الحرارة إلى الاعتدال في المناطق الساحلية، تتراوح درجة الحرارة بين 20 و24 وفي المناطق الداخلية 15 و20 درجة. وحضرموت هي الموطن الذي خصه الله بعدد من الأنبياء والرسل
مدن المحافظة ومعالمها السياحية:
مدينة المكلا (بندر يعقوب) عاصمة المحافظة، وهي أحد الموانئ البحرية على مشارف بحر العرب، ولا تزال المدينة الساحلية الوحيدة التي تحمل عماراتها الطابع المميز الأصيل، وهو نمط يجمع بين عناصر المعمار اليمني والعربي ونمط جنوب شرق آسيا.
من أهم معالم المكلا حصن الغويزي الواقع عند مدخل المدينة وقصر السلطان وشاطئ خلف وغيل باوزير الذي يبعد عن المكلا 35 كيلومترا شرقا، وينسب إليه أجود أنواع التبغ إلى جانب منتجات زراعية أخرى.
مدينة الشحر: إحدى أشهر الأسواق العربية إلى الشرق من المكلا بـ62 كيلومترا، اشتهرت كميناء عقب تدهور ميناء قنا التاريخي. من معالم الشحر السور والقلاع.
الوادي: وادي حضرموت من أوسع أودية اليمن وأخصبها زراعة وأكثرها سياحة، يصل مدينة المكلا حضرموت الساحل بالوادي والمدن والقرى السياحية المنتشرة على ضفافه طريق إسفلتي يبلغ طوله 320 كيلومترا إلى عاصمة الوادي مدينة سيئون ويمتد طول الوادي 165 كيلومترا.
المدن التاريخية:
مدينة تريم: كانت ولا تزال منارا إسلاميا مشعا كإحدى المدن الثقافية يوجد فيها أكبر مكتبة تضم آلاف المخطوطات.
مدينة شبام: تقع في منتصف الوادي، وتبعد عن سيئون 19 كيلومترا، وهي عبارة عن قلعة مهيبة متميزة بعماراتها السامقة وناطحات السحاب، وتعتبر هذه المدينة من مدن التراثي الإنساني العالمي.
أما وادي دوعن المشهور بإنتاج أجود أنواع العسل فتنتشر على ضفتيه قرى سياحية شائقة، وتتميز محافظة حضرموت بأروع أنواع الصناعات والفنون الفلكلورية، وتتوفر فيها المنشآت المختلفة للخدمات السياحية وفقا للمقاييس العالمية.
محافظة مأرب
حاضرة مملكة سبأ.. تستعيد ماضيها السعيد.. قالوا عنها “مأرب محطة للذي يسافر بعين عاشق أو جناح طائر”، هي كنز الكنوز للثروة الأثرية، وفيها توجد رموز الحضارة السبئية
تقع مأرب إلى الشرق من العاصمة صنعاء في سهل دلتا وادي ذنة، ميزاب اليمن الشرقي، أشهر عاصمة لدولة سبأ ورد ذكرها في القرآن كأقدم المدن التاريخية في جنوب الجزيرة العربية، تتنوع تضاريسها بين جبلية ووديان وسهول وصحاري تمتد شمالا حتى الربع الخالي، والمناخ في المحافظة بشكل عام حار صيفا وبارد شتاء أثناء الليل والصباح الباكر في المناطق الداخلية والأطراف الصحراوية
من معالم حضارة سبأ وشواهدها: سد مأرب رمز الحضارة السبئية في اليمن، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ولازم الحضارة اليمنية حتى لحظات الانهيار، لا تزال حتى الآن بعض معالمه مشهودة، وسد آخر أقدم منه وهو سد الجفينة بـ8 كيلومترات جنوب غرب مركز المحافظة، يعود تاريخه إلى العصر السبئي الأول.
المعابد: لم تكن مأرب عاصمة سياسية ومحطة تجارة وحسب، ولكن كانت أيضا عاصمة دينية نظرا لمعابدها القديمة، وأهم المعابد ثلاثة أوام المعروف بمحرم بلقيس ومعبد بران المشهور بعرش بلقيس وحرونم ذلك المعبد الواقع داخل أسوار المدينة، في محل ما يسمى اليوم بمسجد سليمان، ومعبد سبأ الأكبر هو إلمقه والحفريات العلمية الجارية ستكشف عن مكنونات الحضارة الإنسانية في هذه المنطقة.
مدينة براقش: مقصد لكل السائحين فهي التي تولت تأسيس الدولة المعينية، تقع على طريق حزم الجوف. وتبعد 125 كيلومترا عن صنعاء وتقوم فوق تل مرتفع لقلعة مهيبة محاطة بسور يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار.
مدينة مأرب القديمة: في السهل السبئي على مشارف صحراء اليمن الشرقية مفازة صيهد.
صرواح: أقدم المواقع الأثرية إلى الغرب من مركز محافظة مأرب بمسافة 37 كيلومترا وعن صنعاء 120 كيلومترا
محافظة صعدة
من المحافظات الشمالية المتميزة بتنوع المنتج السياحي المتمثل في المعالم التاريخية والشواهد الإسلامية والأسواق والصناعات التقليدية المتميزة.
تقع في الجنوب الشرقي من قاع الصحن حاليا، وقديما كانت أول مساكنها على سفح جبل تلمص على بعد 3 كيلومترات من المدينة الحالية، ويحيط بمدينة صعدة القديمة سور عريق يرتبط بأبراج حراسة، وله من الأبواب ثلاثة، نسيج المدينة المعماري متميز عن بقية المدائن التاريخية، فمعظم المباني من الطين والزابور، تأسست مدينة صعدة في القرن الثالث الهجري بقصد إيجاد خدمات واسعة كمحطة مرور للحجيج وغيرهم حيث اختطها الإمام الهادي يحيى بن الحسين.
مركزها الإداري يبعد عن العاصمة صنعاء بـ242 كيلومترا، تتشكل محافظة صعدة تضاريسيا من مرتفعات جبلية وسهول ووديان خصبة، وسلسلة جبالها وغاباتها شيقة للسياحة الجبلية والبيئية، تبدأ من الجنوب بجبال خولان بن عامر البالغة الارتفاع 2800 مترا، ثم جبال جماعة وجبال رازح وسحار وهمدان بن زيد وأفضل مناطق النزهة للسياحة تلك المدرجات الخضراء في كتفاء
ومناخها معتدل صيفا من 18 إلى 25 درجة بارد شتاء، ويوجد في صعدة أخصب القيعان التي تكثر فيها زراعة الأعناب والرمان والخوخ والتين بأنواعه.
واشتهرت صعدة ولا تزال بالصناعات الحديدية التقليدية كالسيوف الصعدية المشهورة، وقديما عرفت بصناعة أدوات الحراثة والدباغة، ولا تزال صناعة الأواني الحجرية الحرض والصياغات الفضية وصناعة الخزف والآنيات الخشبية قائمة حتى الآن.
ومن معالم صعدة: جامع الهادي الذي يعود إلى القرن التاسع الميلادي ويعتبر أحد أقدم المساجد في اليمن، ومن أشهر قلاعها وحصونها قلعة السنارة وقلعة الصمع وقلعة رازح ويعتبر حصن أم ليلى من أهم المواقع السياحية.
محافظة الجوف
أغنى المناطق التاريخية بالكنوز الأثرية, وعرفت في اليمن القديم بجوف المعينين، لأن المعينيين أسسوا فيها إحدى الممالك، وشيدوا معابدهم ومساكنهم في النصف الثاني قبل الميلاد. تقع الجوف شرق صنعاء، مركزها الرئيسي هو حزم الجوف الذي يبعد 140 كيلومترا عن صنعاء.
وتضاريس المحافظة تتوزع بين مرتفعات وهضاب وسهول خصبة ترويها الوديان، أكبرها وادي الخارد الذي يبلغ طوله 60 كيلومترا، وأخصبها وادي خب الغني بالفواكه كالتمور وغيرها.
ومناخ الجوف معتدل صيفا وبارد شتاء، وفي المناطق الصحراوية يسود المناخ الحار صيفا.
وفي الجوف معالم تشهد لمحطات القوافل على طريق اللبان كما تشاهد مضارب البدو الرحل، وبيوت الشعر وقطعان الإبل والماعز، وفي شرق الجوف يقع أحد المعابد، ولا تزال بعض أجزاء الطريق إلى رأس الجبل موجودة، وهو جبل منيف في رأسه أودية زراعية وفواكه وأعناب وتين، ومن أشهر المعابد في الجوف معبد بنات عاد المعروف عند العرب بنجمة الصبح.
صناعات متميزة: يغزل الصوف في المناطق الصحراوية، وصناعة العزف من سعف النخيل من أجود الصناعات الجوفية وأغلاها ثمنا، ومدينة معين هي أشهر المناطق فيها التي كانت عاصمتها (قرناو).
محافظة المهرة
من المواطن التي نبتت فيها أشجار اللبان، ومناطق المحافظة يسود يها عادات وتقاليد عربية أصيلة لا زالت على فطرتها، منها أن أهالي المحافظة لهم لغة خاصة إلى جانب لغتهم العربية، وهي لغة يتخاطبون بها دون أن يعرف الغريب ما يقولون، وترجع جذور هذه اللغة المهرية إلى لغة قديمة.
تقع المهرة في أقصى شرق الجمهورية اليمنية على امتداد الأرض الموازية لبحر العرب الممتدة شرقا حتى الحدود الدولية مع سلطنة عمان الشقيقة، وشمالا حتى صحراء الربع الخالي وغربا حتى وادي المسيلة بمحافظة حضرموت، تضاريس المحافظة تتكون من جبال وسهول ساحلية ووديان عميقة وقيعان وصحاري مترامية الأطراف
يسودها المناخ المداري الجاف باستثناء (منتزه حوف) السياحي المثير، تبلغ درجة الحرارة في حدها الأعلى 33 درجة والأدنى 18 درجة، وذلك في المناطق الساحلية المحاذية لشواطئ لبحر العرب بسبب هبوب الرياح الموسمية المشبعة بالنسمات الباردة
ويعتمد السكان في نشاطهم الاقتصادي على مزاولة الأعمال التجارية، وفي المدن والهضاب والقيعان الداخلية يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية، وسكان الشريط الساحلي يعتمدون على الصيد، فشواطئ المهرة بشكل خاص تتوافر فيها بكثرة أسماك الشروخ الروبيان.
العاصمة هي مدينة الغيضة: تبعد عن المكلا 522 كيلومترا، وفيها يقع المطار، وتبعد عن صنعاء 1299، ويعد ميناء نشطون من أهم موانئ المحافظة. أما مرتفعات الجبال فتتراوح بين 400 و1000 متر فوق سطح البحر. ومعروف تاريخيا أن محافظة المهرة من المحطات الهامة على طريق التجارة البحرية. كما أنها موطن قديم لزراعة شجرة اللبان. اكتشفت فيها مناطق سياحية وعيون مياه كبريتية إلى جانب أعراف وفنون مهرية متميزة، وأهل المهرة رواد بحر أشهرهم الملاح المرشد سليمان المهري.
جزر أرخبيل سقطرى
سقطرى جزيرة السعادة والأساطير والطيوب، تعد جزيرة سقطرى كبرى الجزر اليمنية، وتقع في بحر العرب على بعد 318 كيلومترا من رأس فرتك بمحافظة المهرة وشرق خليج عدن.
وتبلغ مساحة جزيرة سقطرى 3650 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة غالبيتهم يعملون في الزراعة ورعي المواشي والاصطياد. ويتبع سقطرى مجموعة من الجزر الصغيرة منها:
عبدالكوري وسمحة ودرسة وكراعيل.
وتتشكل تضاريس الجزيرة من جبال وهضاب وسطى وأودية وسواحل، وأعلى مرتفع جبلي في حجهر ارتفاعه 1500 متر عن سطح البحر. وعاصمة الجزيرة (حديبو) والمناخ فيها استوائي تبلغ درجة الحرارة في السهل والساحل 38 درجة صيفا، وفي أعالي الجبال من 25 إلى 28 درجة. والأمطار موسمية في الربيع والخريف، وفي الشتاء تتعرض الجزيرة والمنطقة البحرية بصفة خاصة لعواصف ورياح شديدة، ويتم الآن إنشاء عدد من المرافق كالمطار المجهز بمعداته والميناء والطرق ووسائل متجددة من البنى التحتية والسياحية.
وتعد سقطرى بشهادة دولية أكبر محمية طبيعية في بحرها وبرها وأوسع متحف للثروة النباتية والأعشاب الطبية والأشجار المعمرة وموطنا لأشكال جميلة من الطيور الداجنة والطيور المهاجرة التي يطيب لها العيش والتفريخ في هذه الجزيرة، ويوجد بها عدد من شلالات المياه المنحدرة من أعالي الجبال وفيها كهوف وأكبر مغارة مأهولة، تسكنها عدد من الأسر مع المواشي حتى السيارة التي تنقل الزوار تدخل بهم إلى جوف المغارة.
محافظة أبين
بين إيقاعات الأمواج الرائقة ومصبات السيول الدافقة تقع أبين بين محافظات عدن ولحج والضالع والبيضاء وشبوه، وتتميز بشريط ساحلي طويل يبلغ 300 كيلومتر، يدر أجود الأنواع السمكية والمناخ، حار صيفا معتدل شتاء.
المساحة والتضاريس: تبلغ المساحة 3000 ميل مربع، وتتوزع جغرافيا بين سهل ساحلي وارتفاعات على هيئة هضبة، وبين جبالها وهضابها توجد وديان، وأشهرها وادي تبن ووادي حسان، بينهما تقع دلتا أبين، ويخترق محافظة أبين طريق ساحلي هام يمتد مئات الكيلومترات من عدن في الغرب إلى محافظة شبوه في الشرق، مرورا بشاطئ البحر الأحمر، والطريق يمر بعدد من المواقع السياحية والمدن والقرى بمحاذاة بحر العرب
المدن والمناطق المفضلة للزيارة:
مدينة زنجبار: عاصمة محافظة أبين على مسافة 60 كيلومترا من عدن شرقا وتقع عند دلتا أبين الزراعية
مدينة جعار: أقدم المعالم فيها جبل وحصن خنفر الذي يبعد عنها بضعة كيلومترات، وهو موقع سياحي يطل على دلتا أبين وسد باتيس التحويلي
مدينة شقرة: مدينة على ساحل البحر العربي وهي أهم ميناء للاصطياد، فيها يقع مصنع تعليب الأسماك على بعد 57 كيلومترا عن مدينة زنجبار باتجاه الشمال الشرقي ومودية منازلها عالية وجميلة وقوام بنائها الطين، تقع في سهل زراعي خصيب يشتهر بزراعة القطن والتبغ والفاكهة منها البرتقال والموز والمانجو والباباي وقليل من البن.
السياحة العلاجية في منطقة الحامي على مسافة 178 كيلومترا من زنجبار يوجد ينبوع كبريتي يزار يوميا للاستشفاء، أما منطقة (المحفد) فهي مركز تسوق للقرى المجاورة، وتمتاز محافظة أبين بمقومات سياحية واعدة في نطاق السياحة البيئية
محافظة الضالع
استراحة تاريخية على دروب الأسفار وينابيع مياه شفائية وتميز في البنيان، تقع جنوب العاصمة صنعاء على بعد 250 كيلومترا، فوق هضبة جبلية على الطريق الاسفلتي التي تربطها عبر ذمار على طريق لحج وعدن، تحيط بها وبالقرب منها عدد من المحافظات كالبيضاء وأبين ولحج وإب وتعز.
يسود مناطق المحافظة مناخ صيفي معتدل وفي الشتاء يميل إلى البرودة ليلا، تتشكل التضاريس الطبيعية بين جبال وهضاب ووديان تضم أراضي خصبة.
المناطق السياحية:
مدينة الضالع: هي المركز الإداري، كانت تمر بها طريق القوافل القديمة التي تسير من عدن إلى صنعاء ويطل عليها جبل جحاف أشهر جبال المحافظة مع سلسلة جبال الحشا.
منطقة دمت: تقع على مسافة 45 كيلومترا من يريم، وهي منطقة ينابيع معدنية للسياحة العلاجية تصل إلى 48 عينا، وانتعشت منطقة دمت سياحيا لموقعها على الطريق الإسفلتي وفي وادي بنا، خاصة بعد تحقق الوحدة اليمنية، ويتقاطر إليها يوميا كثير من المواطنين والزوار طلبا للاستشفاء وللاسترواح بطقس المنطقة المنعش، وفي دمت يمكن للزائر أن يشاهد معالم أثرية مثل جسر عامر بن عبد الوهاب الذي تنسب إليه العديد من الجسور والصهاريج والمساجد والمدارس.
مدينة جبن: على بعد 55 كيلومترا من مدينة رداع و35 كيلومترا من قعطبة، وتعد إحلى أهم المدن التاريخية لسلاطين الدولة الطاهرية. الزراعة: تمتد الزراعة عبر وديان المحافظة إلى مسافات شاسعة إلى جانب حقول المدرجات، ومن زراعاتها الدخن والذرة والسمسم والعدس والبر والهند وبعض الفواكه وقليل من البن وتكثر أشجار العنب في الأودية التي تتغذى منها أسراب النحل، شهدت الضالع بعد تحقيق الوحدة توسعا عمرانيا ومراكز جديدة لمنشآت خدمية وسياحية
محافظة البيضاء
حصن الملوك ومهد الأقيال، تتوزع تضاريس مناطقها بين صحاري ومرتفعات جبلية وهضاب وسهول واسعة تضم أراضي خصبة ووديانا كبيرة، منها وادي مرخة شرق مدينة البيضاء.
أما وادي بيحان فيبدأ من البيضاء ويتجه إلى الشمال الشرقي حتى يصل إلى بيحان القصاب ثم يتجه شرقا إلى الأحقاف، ويتجه وادي حمرة إلى الغرب ليصب في محافظة أبين.
من أهم مدنها: البيضاء وهي المركز الإداري للمحافظة على مقربة من مدينة مكيراس يسود المساكن طابع معماري قوامه الحجارة في الطوابق السفلية والطين في الطوابق العلوية.
تقع محافظة البيضاء في الجنوب الشرقي من اليمن على مسافة 168 كيلومترا عن العاصمة صنعاء، وهي تتوسط عدة محافظات (أبين جنوبا ومأرب شمالا وشبوه شرقا وإب وذمار غربا)
ومن مدن المحافظة السياحية رداع (55 كيلومترا من ذمار)، وهي من المواقع التاريخية المزارة، وقد سكنها الملك الحميري الشهير (شمريهرعش) وكانت مركز الدولة الطاهرية خلال القرن الخامس عشر الميلادي، أهم معالم رداع مدرسة العامرية وقلعتها الأثرية ومن المعالم التاريخية (المقرانة)، ومن الحصون حصن الجناح الأكبر الذي سكنه الأقيال.
الصناعات الحرفية: تنتشر العديد من الحرف والأزياء والتحف، مثل صناعة المعدات الزراعية والجنابي والعسوب، وصناعة غزل المنسوجات والصوف، ولهذا تعرض أسواقها الشعبية الرائجة منتجات الحرف والمشغولات اليدوية.
محافظة لحج
واحة أوتار وأنغام وبساتين فواحة بأشذاء الفل والكاذي، تقع محافظة لحج على مسافة 320 كيلومترا في الجنوب الغربي من العاصمة صنعاء، وشمال عدن ولحج مدينة مرور ومحطة للذاهبين والآيبين لعدة محافظات. المناخ: تختلف درجة الحرارة حسب تنوع التضاريس فيها، وقد تصل صيفا في السهول الساحلية 32 درجة، بينما ينخفض متوسط درجة الحرارة شتاء إلى 20 درجة، كما تتساقط الأمطار على السهل الساحلي في الشتاء والخريف.
أما المرتفعات الجبلية فتتساقط الأمطار فيها صيفا وربيعا، وتتنوع تضاريسها الطبيعية بين جبال وسهول وأودية وسواحل تمتد إلى بني مجيد (في باب المندب) وميناء للصيد في رأس عمران.
محاصيلها الزراعية: المساحة الزراعية فيها واسعة تبلغ 60 ألف فدان، وأشهر أوديتها تبن ووزران ويهر وسبأ والرجاع، كما أقيم على ضفاف تبن عدد من السدود الحديثة، ولأن وادي تبن يسوده مناخ شبه مداري فبساتين لحج غنية بالخضرة والفواكه وأنواع الحبوب والسمسم بصفة خاصة، وتنتج نوعا من أجود القطن طويل التيلة.
المناطق المفضلة للزيارة: مدينة الحوطة، وهي عاصمة محافظة لحج، لارتباطها بالمنشآت الحديثة والأسواق. ومحطة راحة للمسافرين فيها تتميز الوجبات الشعبية، وأبرز معلم في الحوطة قصر السلطان، ومن مناطق لحج الجبلية الغنية بالموارد الطبيعية غابة إرف في المقاطرة، ومناطق في جبال يافع حيث يوجد أجود نوع من البن.
قرى يافع: تتميز بنمط معماري قوامه الحجارة والدور العالية، ولا زالت المزارات السنوية تقام في مناطق من لحج، وللمحافظة تراث شعبي فني، فلحج مشهورة بتراثها الغنائي القمنداني الذي يشكل لونا متميزا يعرف بالغناء اللحجي ولون آخر من الغناء الكلاسيكي اليافعي في جبال يافع العليا.
محافظة تعز
بساط أخضر على ضفاف الغيول والوديان منقوش بالمشاقر الصّبرية والرياحين الندية، وتنتشر على روابي كل منطقة فيها أنواع من المنتج السياحي الطبيعي والثقافي والبيئي.
يتميز مناخها بصفة عامة بالاعتدال طوال العام، أما قمم سلسلة مرتفعاتها الجبلية التي تزيد على 3000 متر عن سطح البحر فهي باردة شتاء وتتساقط في أواخر الصيف الأمطار الغزيرة.
تقع محافظة تعز على بعد 256 كم جنوب العاصمة صنعاء، ومدينة تعز القديمة تقع على مشارف قلعة القاهرة، والمنحدرات الشمالية من جبل صبر، وتعد مدينة تعز التي عرفت قديما (بعدينة) عاصمة دولة بني رسول، حيث بلغت في عهدهم أوج ازدهارها في القرن 14 ميلادي.
التضاريس تتكون من جبال وسهول وقيعان ووديان وغيول وشواطئ.
مدنها ومعالمها التاريخية
مدينة الجند: التي يقع فيها أقدم المساجد، وهو مسجد سيدنا معاذ بن جبل الذي أسسه في السنة الثامنة للهجرة، واشتهرت الجند كمحطة للقوافل، وسوق كبير من الأسواق العربية.
مدينة (يفرس): على بعد 30 كيلومترا بالغرب الجنوبي من مدينة تعز، وفيها أشهر مزار يومي لضريح الشيخ أحمد بن علوان من أولياء الله الصالحين.
مدينة المخا: 64 كيلومترا غرب مدينة تعز وهي من أقدم موانئ اليمن ومن الشواطئ السياحية النقية يقع على نفس الشريط الساحلي فيها (شاطئ الملك) المحفوف بالنخيل وشاطئ يختل وتتميز هذه الشواطئ بوفرة المياه العذبة المتجاورة مع مياه البحر. جبل صبر: هو ثاني أعلى الجبال 3070 مترا بعد جبل النبي شعيب بمحافظة صنعاء، تبلغ درجة الحرارة صيفا 16 درجة وشتاء 1-9 درجات، وبين ثنيات الجبال وديان خصبة وشعاب ومدرجات زراعية وفيرة الخيرات لكثرة العيون والينابيع، ويوجد على المطلات العليا من جبل صبر منتزهات حديثة ذات خدمات سياحية كما شيدت أفخم الفنادق وأحدثها، ومن المواقع السياحية التي لا تخلو يوميا من الزائرين قلعة القاهرة، أما السياحة الاسترواحية والتنزه فهناك وادي الضباب وغيل البركاني وحدائق الحوبان.