عائض وعوض القرني.. رجلان تشابها في الاسم واختلفا في المواقف
تشابها في الاسمين الشخصي والعائلي، ولم تكد تفرق بينهما سوى الألف، لكن في رمزية الألف الواقفة الثابتة يتلخص كل الاختلاف بينهما، بعد المواقف التي تبنياها في الفترة الأخيرة، والتي تسببت للدكتور عوض القرني في العودة للمعتقل مرة أخرى، في حين جعلت عائض القرني يغير خطابه ويعتذر عن تاريخه مع ما تعرف بالصحوة الإسلامية.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات تقارن بين ردود فعل الرجلين من المبادئ التي ظلا يدعوان إليها لعقود، حيث أكد الدكتور عوض أنه لن يفرط في تلك المبادئ مهما كانت التضحيات وثبت على خطابه، في حين غيّر عائض وجهته، وأكد أنه على الدين الذي يدعو له ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
لا تفريط
ويظهر أحد الفيديوهات الدكتور عوض القرني وهو يقول إن الإسلاميين على استعداد لتحمل السجون، لكنهم لن يساوموا على المبدأ، ولن يبيعوا دينهم، مؤكدا أن العديدين باعوا دينهم ومبادئهم “في أسواق النخاسة العالمية”.
وفي مقطع آخر قال إنه اعتقل وسجن وتعرض للمنع من الكتابة 16 عاما، ومنع من الحوارات والأحاديث الإعلامية، وفُصل من العمل؛ لكنه لم يستدر عطف أحد، دفاعا عن المبادئ التي كان يؤمن بها.
كما كان الدكتور عوض لا يفوت فرصة دون التنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وبعقلية التطبيع، محذرا من أن هدف المحتل بعد الانتهاء من ملف القدس هو المدينة ومكة.
والدكتور عوض القرني معتقل منذ 2017 ضمن حملة اعتقال علماء السعودية الذين لم يرض عنهم نظام محمد بن سلمان.
دين محمد بن سلمان
أما عائض القرني، فقد فاجأ خصومه ومحبيه على حد سواء قبل أيام، عندما ظهر على قناة فضائية وقدم اعتذاره للمجتمع السعودي عن الصحوة -التي شهدت انتشارا واسعا في الثمانينيات والتسعينيات بالسعودية وخارجها، وبرعاية رسمية سعودية- وما صاحبها من أخطاء قال إنها خالفت فيها الكتاب والسنة، وخالفت سماحة الإسلام والدين الوسطي المعتدل وضيقت على الناس.
وأكد القرني اعتذاره باسم رجال الصحوة جميعا الحاضر منهم والغائب، موضحا أنه الآن مع الإسلام المنفتح على العالم، والوسطي المعتدل الذي نادى به محمد بن سلمان.
وهاجم وسائل الإعلام التي تصفه بأنه “عالم سلطان” و”مطبل”، كما هاجم جماعة الإخوان المسلمين وقطر والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذين قال إنهم يستهدفون السعودية.
وانتقد مغردون عائض القرني، وقالوا إنه يبدل أقواله كثيرا، مستشهدين بموقفه من الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، ومديحه لأردوغان قبل سنوات، ودعوته المسلمين إلى دعمه ودعم تركيا.
الشيخ العودة
الناشطون أيضا تداولوا فيديوهات للشيخ سلمان العودة المعتقل هو الآخر بسجون السعودية، الذي رفض بدوره التفريط في المبادئ التي كان يدعو إليها وثبت على موقفه.
أحد تلك الفيديوهات رد فيه الشيخ سلمان على المذيع الذي سأله عن اتهامات له بالتغرير بالشباب ودفعهم للجهاد في أفغانستان، بقوله إنه هو وعلماء آخرون كانوا يدعون الشباب للبقاء في السعودية، وينصحونهم بعدم الذهاب سواء لأفغانستان أو الشيشان.
وتحدى الشيخ العودة الجميع بأن يأتوا له بدليل يؤكد أنه كان يدعو الشباب لذلك.
وكان الشيخ العودة كسب قضية مطلع عام 2017 ضد الإعلامي داود الشريان، لاتهامه بتحريض الشباب على الذهاب لمناطق الصراع.